مــوشـّحــات حــكــومـيـة..!!

> محمد العولقي

>
محمد العولقي
محمد العولقي
* ليس بيني وبين التشاؤم ما يحول دون الدخول في الموضوع (دغري)، بعيدا عن اللف والدوران في حلقة سوء الظن المفرغة.
* وهي دعوة لكم - حضرات القراء ذكورا وإناثا - إلى إشعال مصابيح العقل للاقتراب من دائرة (حسن النوايا).
* حسبي أن الحكومة تعشق (عدن)، وأخواتها الخمس، عشقاً يقترب من درجة ذلك الدب الذي قتل صاحبه بنيران صديقة.
* لماذا ندخل أعمال الحكومة سمّ الإبرة، ونتناسى أن الأعمال أساسها (النيات)..؟
* الحكومة عندما تغرق عدن في الظلام الدامس، في ظل المسلسل المكسيكي الطويل (طفي .. لصي)، فهي لا تفعل ذلك إلا لحكمة، تتماشى مع حكاية الأب الطماع الذي قال: أبوكم يا عيالي..
* ثم إن خروج الكهرباء عن الخدمة فرصة سانحة تذكرنا أن كائنات من العصر الحجري كانت تعيش في غياهب (السرداب) ، قبل أن يحمل لها (توماس أديسون) براءة اختراع المصباح الكهربائي.
* ومادمنا شعبا يطلب (العُلا)، فلماذا نتناول الحكومة بالتقريع والتفزيع، وهي تريد لنا أن نسهر الليالي على ضوء الشموع ، في ليل بهيم لا تسمع فيه لاغية..؟!
* حكومتنا تعشق الرومانسية الخافتة، وهي بتكرار انطفاءات الكهرباء المتواصلة، وطفح المجاري تأمل أن تجعل من الناس في (عدن) شعراء يناجون القمر، يمارسون الغزل الرومانسي في ظل معاناة تجعلك تستذكر - غصبا عنك - عيون المها، وقد جلبن الهوى من حيث يدري الشاعر (علي بن الجهم) ولا يدري..
* الحكومة يا (خرّاطين) قلبها على المواطن العدني، فهي عندما تحرمه من الكهرباء في عز الحر، إنما تقصد التقشف الاقتصادي.. ما المانع أن يستحم الأخ المواطن والأخت المواطنة من كميات (العرق) التي تسيل؟، وهي أشبه بحمام مجاني (يخْرُط) الذحل من أجسادنا المترهلة، ويدفعك إلى أن تؤلف قصيدة غنائية تحكي عما جرى لك في الحمام.
* يا جماعة، الحكومة تهتم بصحتنا، وتريد أن تغلق علينا (مرافئ) الترف.. لماذا تقيمون الدنيا على الحكومة ولا تقعدوها؟، رغم أن غرضها شريف وإنساني.. فهي عندما تعذبنا برفع أسعار المواد الأساسية، ورفع بورصة الدولار، فلا تقصد أن ترينا النجوم في عز الظهر، حاشا لله، بقدر ما تدفعنا إلى أن نفكر في نعيم الآخرة، وهي خير وأبقى، فيما الحياة الدنيا لهو ولعب، وبقايا من سقط المتاع.
* لا تفهموا الحكومة غلط عندما ترتفع أجرة المواصلات، التي تلتهم نصف الراتب الحقير، فهي تريد أن تلفت نظرنا (أيام ما كان لنا نظر) إلى أن المواصلات (بدعة) وضلالة.. ثم إن المشي والجري رياضة، وهي عادة كفيلة بتحويل المواطن إلى عدّاء أولمبي يحيل أرقام الجاميكي (بولت) إلى أثر بعد عين.
* وبعدين - يا ناكري الجميل والمعروف - لا تنسوا أنه بفضل (مصل) الحكومة وسياستها الظلامية حصلت (عدن) على شهادة (الإيزو) الخاصة بيوم الأرض، فقد أثبت أهل (عدن) أنهم أصدقاء حقيقيون للبيئة، وضد تلوث الأرض.. وما حرمان (عدن) من الكهرباء إلا (تكتيك) حكومي تماشيا مع “أرض صديقة للبيئة”.
* فقط أودّ أن ألفت نظر رئيس الحكومة إلى أنني أستحق وسام يوم الأرض، على خلفية أنني كتبت مقالي هذا في جنح الظلام، وبواسطة تلفون (صيني) شحنه لا يتعدى خمس دقائق..
* و حكومتنا - الله يكثر من إمساكها، ويقلل من إسهالها - قارئة جيدة لنشرات أخبار (الفواجع)، التي نتعاطها يوميا بنظام (لبان أبو حربة).. هذا لأنها تريد أن تذكِّرنا بذلك المواطن الذي طلعت روحه ثم خبطتها (طيارة)، بصورة لم تقنع أحدهم أنه مات، على رأي (الصعايدة) الذين وصلوا.
* ومن الموشحات الحكومية، أن الانفلات الأمني، فرصة ذهبية كي نجتر دروس الماضي ونستلهم حكاية ملوك الطوائف الذين أضاعوا الأندلس، وسط حسرة شاعرها (أبي البقاء الرندي) الذي فارقها وهو ينشد:
هي الحياة كما شاهدتها دول
من سره زمن ساءته أزمان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى