أبين أبانت البيان

> محمد عبد الله الموس

> في أبين، كغيرها من بقاع الأرض، مغامرون، يمكن أن يدخلوا بلدانهم في أتون صراع من أجل مصالح خاصة، خاصة جداً.. وفي أبين عقلاء، كغيرها من مناطق الجنوب، يمكن أن يختلفوا معك في الرأي، لكنهم لا يقطعون أواصر الود والشراكة الوطنية، لمجرد الاختلاف في الرأي.
وفي أبين حكماء، كغيرها من مناطق الوطن، يمثلون الفرامل الوطنية التي تنقذ مركبة الوطن من الاصطدام أو الانزلاق.. لكن أبين الجنوب لا يمكن أن تكون إلا في ركب الجنوب العربي، وهي التي قدمت وتقدّم أرتالاً من خيرة أبنائها، كغيرها من محافظات الجنوب، من أجل الحرية والاستقلال.. وكان لفرسانها قصب السبق، مع فرسان الجنوب العربي، في معترك الحراك السلمي، وفي مقاومة الغزو الثاني للجنوب.
لا أحد خسر في أبين نتيجة نجاح فعالية 18 نوفمبر 2017، التي شهدتها العاصمة زنجبار، المكرسة لإشهار مجلس محافظة أبين الانتقالي وممثلي أبين في الجمعية الوطنية، فقوى التحرير والاستقلال كسبت، وحكماء وعقلاء أبين كسبوا، بأن جنبوا الوطن الانزلاق.. وحتى المغامرون والمرجفون كسبوا لأنهم تجنبوا وصمة عار كانت ستلحق بهم كما لحقت بآخرين في الجنوب، من أولئك الذين وقفوا ضد وطنهم وشعبهم في مراحل تاريخية سابقة.
الخاسرون هم أولئك الذين يراهنون على إشعال صراع جنوبي جنوبي، وهم أولئك الذين يتكسبون من الأزمات والصراعات، وينظرون لكل أزمة أول صراع تعصف بالجنوب وأهله بوصفها (مقاولة) أو (مصدر دخل) جديد.
أبين كشفت المستور، وأوصلت رسائلها إلى كل الأطراف، وعلى كل طرف أن يقرأ رسالته برويّة، وأن يعيد حساباته، ويفهم أن عجلة الحياة لا تتوقف، وأن روزنامة التاريخ لا ترجع للخلف، إلا في الذاكرة لأخذ العبر والدروس، أما في الواقع فهي تندفع إلى الأمام بسرعة دوران الكرة الأرضية.
أبين أبانت البيان.. هي ليست إقطاعية لأحد، أيٍّ كان.. وهي ليست هراوة في يد أحد لاستخدامها في تحقيق مكاسب خاصة.. أبين هي خاصرة الجنوب العربي، وأبناؤها كان لهم دور مشرّف في مراحل النضال الوطني الجنوبي، في الماضي والحاضر، ولن يكونوا إلا كذلك في المستقبل، ولن تكون أبين إلا جنوبية الهوى والهوية.
شكراً أبين، لأنك علمتِنا درساً آخر في معنى الوطنية.
محمد عبد الله الموس

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى