زيارة بن دغر.. إعلامية أكثر منها عملية

> صالح عكبور

>
صالح عكبور
صالح عكبور
لا جديد في مجيء بن دغر إلى عدن قادماً من السعودية فالمواطن في عدن قد تعود على مثل هذه الزيارات وسأم منها، لأنها لم تكن لها ثمار أو نتائج تغير من حاله في شيء، فهي إعلامية أكثر منها عملية، وتمثل محاولة لامتصاص الغضب الذي يعيشه المواطن، بسبب الضغوطات المعيشية الصعبة، لعدم الاستقرار في العملة والارتفاع المتصاعد للأسعار، التي تجاوزت قدرة المستهلك على مجاراتها لدخله المحدود، وعدم وجود سياسة واقعية للأجوار، وتوقف مشاريع التنمية، وكذلك توقف المؤسسات الإيرادية، وتفشي الفساد، الذي يلتهم كل شيء، وعدم وجود توجهات عملية للمعالجات لهذه الظاهرة.
إن زيارة رئيس وزراء الشرعية لعدن لا تعني شيئا للمواطن، فهي لم تمثل مؤسسة حكم لها القدرة على إحداث أية تغيرات في واقع ما يعانيه الإنسان من مشكلات أمنية تزرع في نفسه الطمأنينة والاستقرار، ومعالجة الاختلالات في منظومة السلطة من خلال:
إيجاد آلية لإدارة شؤون محافظة عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى، وحسم هذه المواضيع التي تشكل حجر الزاوية في البدء لتحريك الوضع الراكد الذي يدفع المواطن ثمنه، والخروج من هذا المأزق، والاتفاق على الشكل المناسب الذي ينهي الخلافات حول آلية الحكم، والاستفادة من الكوادر العلمية القادرة على إدارة شؤون المحافظات، وكذلك تفعيل دور الأجهزة الأمنية، ووضع التصورات والبرامج لتحقيق تكامل مع الأجهزة ذات العلاقة لتوفير جهاز أمني تتوفر لديه الإمكانيات المادية، وتأهيل الكادر والعناية بالعنصر البشري، وفقاً لاستراتيجية شاملة تعدها وزارة الداخلية، لأن الجانب الأمني لا يستطيع أن يتحكم به فرد أو مجموعة، إنما هي منظومة متكاملة من الوظائف والمهام والاعتبارات الأخرى: الاستخباراتية والجماهيرية والاقتصادية والاجتماعية.
إن هناك مشكلات عويصة كانت هي تداعيات بسبب الأحداث التي تعيشها بلادنا والمنطقة العربية، أثرت في المجتمع وأدت إلى تفككه وفقدان توازنه وأثرت في مؤسساته وفي قطاعات مهمة لم تعد تقدم شيئا للمواطن كقطاع الإعلام والأسماك والزراعة وغيرها.
نحن لانعتقد أن بن دغر لديه القدرة على تحقيق الانسجام والتعاطي مع احتياجات المواطن وتوفير حتى الحد الأدنى من متطلباته وحقوقه، أو حتى في تحقيق الثقة بين المواطن والأطراف الموجودة في المشهد.
المواطن اليوم محتاج إلى إجراءات عملية جادة لإخراجه من واقعه المؤلم والصعب، والانتقال به إلى مرحلة من الأمل والمعيشة التي يتمناها، وإنهاء هذا التشرذم والانقسامات التي تخدم أطرافا لا يهمها إلا المصالح، ولا يهمها ما تعانيه الشعوب من ماسٍ ومظالم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى