مغالطات عبر الشق الإنساني

> عبدالقوي الأشول

>
عبدالقوي الأشول
عبدالقوي الأشول
تقود قناة “الجزيرة” حملة إعلامية واسعة النطاق عبر المدخل الإنساني، محاولة بذلك استمالة الأطراف التي يمكنها التعاطي معها، خصوصاً في صناعة القرار الأمريكي، غير مدركة تلك القناة الإعلامية أنها قد فقدت مصداقيتها تماماً، ولم تعد لها تلك الهالة الإعلامية، بحكم ما تكشف لها من دور على مدى سنوات مضت باتجاه تسويق الأفكار المتطرفة، ودعم الجماعات التي كان لها بالغ التأثير على بلدان عربية كثيرة، التي هي ضحية الأموال القطرية المرتبطة بأهداف واسعة تكشفت خباياها ولم يعد بمقدور “الجزيرة” التستر على ما تقوم به من دور إعلامي حتى مع استخدامها الشق الإنساني سبيلاً لتحقيق ذلك.
للأسف، الكثير من المنظمات العاملة في الجانب الإنساني تعمل بشكل واضح على تعميق الأزمة اليمنية وإطالة أمد الحرب، وهي تركز على جوانب معينة لكنها لا تجيب عن أسئلة كثيرة متعلقة بوصول الأسلحة النوعية للمليشيات، فهي تتحدث عن فتح الموانئ ولكن بدون قيود فعلية على دخول الأسلحة، كما أن تلك المنظمات تتحدث بكل وضوح عن عدم وجود دور إيراني في اليمن، ولا تتحدث عن الأسلحة النوعية التي تستخدم من قبل المليشيات وهي أسلحة نوعية إيرانية دون شك.
على الجانب الآخر تتحدث هذه الأطراف بما فيها قناة “الجزيرة” عن دور لإيران في دعم الانفصاليين، رغم إدراكهم أن مثل هذا القول غير حقيقي بالمطلق، ولا صلة لإيران بالحراك الجنوبي مطلقاً، بمعنى أدق هم ينفون وجود دور لإيران في دعم المليشيات، لكنهم على الجانب الآخر يشيرون إلى دور إيراني في دعم الحراك الجنوبي.. مثل هذا الطرح يجافي الحقيقة تماماً، ولا يمكن لأحد تصديقه، يأتي ذلك في نطاق ما عرفت به “الجزيرة” الفضائية على مدى سنوات مضت من دور معادٍ للجنوب، وبتآمر بكل وضوح على القضية الجنوبية. وما حملة “الجزيرة” الراهنة وتركيزها على الجانب الإنساني في اليمن إلا امتداد لمشاريع معروفة في المنطقة كانت ومازالت اليمن في مقدمة ذلك.
“الجزيرة” تتحدث اليوم عن محاولة التأثير على الساسة الامريكيين في تغيير موقفهم من الحرب في اليمن.. لكنهم مقابل ذلك يقعون في فخ مكافحة الإرهاب، فهذا الملف المتداخل والمتشابك فيه الكثير من الحقائق التي تسقط التباكي الإنساني على ما تحدثه الحرب في اليمن.
نعم، الحرب لها نتائج مأساوية للغاية، وبالمقابل ترك الإرهاب يعبث بشؤون العالم العربي بصورة عامة مأساة أشد وخطر داهم يهدد مصالح العالم بأسره. ثم إن المتباكين إنسانياً للأسف لا يرون جرائم المليشيات بحق المدنيين، والأعمال العدائية التي تتسهدف الأبرياء، كما يرون لا جرم في تجنيد الاطفال.
فهل هي الحرب المدعومة عبر الشق الإنساني، ودموع التماسيح، التي تذرف على حالة النكبة الإنسانية في اليمن.. ولكن عبر تعميقها وجعلها بعيدة عن متناول الحلول؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى