المجلس الانتقالي والدائرة الضيقة

> مقبل محمد القميشي

>
مقبل محمد القميشي
مقبل محمد القميشي
كثر الحديث عن المجلس الانتقالي من المؤيدين والمعارضين على السواء، وتكاد أن تجزم في أغلب الأحيان أننا نعيش في حلبة مصارعة، لماذا هذا كله ياقوم، ونحن نستطيع أن نتغلب على خلافاتنا عن طريق الحوار الأخوي، وعن طريق القبول بالآخر ألا تتعضون من الماضي الأليم.
نعم كانت معارضة شديدة في بداية تكوين المجلس الانتقالي، وخاصة عندما استُثني كثير من المكونات والشخصيات البارزة في المجال النضالي من الحراك الجنوبي والمشهود لها بالنضال من كافة شعب الجنوب، مما أدى ذلك إلى تنبيه المجلس الانتقالي بأنه قد أخطأ ووضع نفسه في دائرة ضيقة تجاه زملائه المناضلين.
أضف إلى ذلك بأن أغلب أعضائه من أحزاب وحدوية خدمت في السلطة كثيرا، مما اعتبره البعض يتنافى مع تضحيات الشعب الجنوبي، المهم تكون المجلس ولازالت المعارضة موجودة والتأييد كذلك موجود، وبعد ذلك سافر أغلب أعضائه خارج البلد، ولزموا الصمت عدة شهور في كل ما يحدث على الساحة من قيل وقال ضده، حتى أن بعض الناس كانوا قد بدؤوا باتهام المجلس بالخمول وعدم العمل.
وجاءت احتفالية 14 أكتوبر للعيد الرابع والخمسين لثورة الجنوب الخالدة، وأعطته حافزا معنويا جديدا، نتيجة للحضور الجماهيري الواسع، رغم أن المعارضة لاتزال مستمرة ضد المجلس، من بعض مكونات الحراك الجنوبي، وإصرار السلطة أيضا، على عرقلت المجلس الانتقالي، وصل ذلك إلى تشاور السلطة مع الإمارات، وربما عن طريق بعض دول التحالف، على رأسهم المملكة.
ولا يستبعد بأن السلطة قد حصلت على وعود من دولة الإمارات للعمل على نهاية هذا المجلس، لكن المجلس تحرك في الميدان سريعا في كل محافظات الجنوب تقريبا، وكسب كثيرا من التأييد وتجاوز كثيرا من العقبات التي كانت تواجهه، ولكنه لايزال بحاجة إلى توسيع دائرته والبحث عن المزيد من التأييد المحلي (الوطني) والإقليمي والدولي أيضا.
لا يختلف اثنان على أن هذا المجلس هو مطلب وطني قد طال انتظاره، وهو ثمرة نضال الشعب الجنوبي لأكثر من عشر سنوات، هذا الشعب الذي كان يرزح تحت حكم ظالم لا مبرر له في استمرار ظلمه على الجنوب وشعبه سوى أعذار وحدة قد انتهت صلاحيتها في حرب 94.
إذن ما هو المطلوب اليوم تجاه هذا المجلس إن أراد أن يستمر في قيادة المسيرة الجنوبية التحررية إلى الأمام، بعيدا عن التعالي والمزايدات:
- عليه ألا يكل ولا يمل في التشاور مع المكونات الأخرى كافة، وكذا كل أطياف المجتمع، ولا بد من الخروج باتفاق يرضي الجميع ويرضي شعب الجنوب، وهذه خطوة مهمة لنجاح القضية الجنوبية تجاه المجتمع الدولي والأقليمي.
- وضع برنامج للمستقبل يتضمن نوع الدولة المنتظرة للجنوب وهويتها، جغرافيتها، مسودة دستورها، ويعرض أولا بأول على الجماهير عن طريق مكونات الحراك في كل المحافظات.
- التفاهم والتعاون مع السلطة في هذا الظرف بالذات، المرونة والهدوء وعدم التشنج في الخطاب، العمل على تثقيف الناس بواسطة هذا الخطاب بأننا نعيش في وطن واحد اسمه الجنوب وسيتسع لنا جميعا، ولا أحد زايد على أحد.
ـ على المجلس ألا يعزل نفسه عن أي مؤتمرات تحدث على الساحة، حتى لو كانت معارضة، فالواجب الحضور، ومد الأيادي للتصافح والتصالح، فالبلاد لا تحتمل أكثر مما تعانيه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى