رجــــال في ذاكــــرة التـاريـــخ.. 1- أ. فيصل محسن ثابت.. دخل التاريخ عميداً لكلية الهندسة 2- د. أحمد صالح منصر.. دخل التاريخ عميداً لكلية الاقتصاد

> نجيب محمد يابلي

> 1 - أ. فيصل محسن ثابت
الولادة والنشأة
قال راحلنا الكبير عبدالكريم ثابت عباد، مستشار العضو المنتدب لشركة الاستثمارات البترولية الدولية، أبوظبي، في ص (20) من الكتاب المكرس لتأبين فقيدنا فيصل محسن ثابت:
«ولد الفقيد فيصل محسن ثابت في مدينة اورمبوره، عاصمة مستعمرة بورندي البلجيكية (سابقاً) عام 1945م من أسرة ميسورة الحال، فوالده من مشايخ الوهط في لحج، أما والدته فهي من منطقة حيفان- الأغابرة في تعز، وكانت أسرته تعيش في المهجر في بيئة من اليمنيين والعمانيين، ويعمل والده في شركة بلجيكية تجارية لتصدير البن والجلود».
الأستاذ فيصل في رعاية عمه
عبدالكريم ثابت
يمضي الرجل الكبير عبدالكريم ثابت في إفادته: «ففي العام الخامس من عمر الفقيد توفيت والدته وعاش تحت رعاية جدته. وفي عام 1955 انتقل من تلك المستعمرة البلجيكية إلى اليمن ليكون في رعايتي...»، التحق الفقيد بمدرسة القديس انتوني الكاثولوكية SAINT ANTONY SCHOOL في التواهي ودرس فيها الابتدائية والمتوسطة والثانوية ونجح في شهادة الثقافة العامة (G.C.E) بتفوق في فترة الكفاح المسلح ضد الوجود البريطاني.
الأستاذ فيصل رئيسا لقسم الحسابات
في القاعدة البريطانية
لم يتمكن الفقيد من الحصول على منحة دراسية في الخارج.. والكلام لا يزال للأستاذ عبدالكريم ثابت، فعمل رئيسا لقسم الحسابات في القاعدة البريطانية في عدن وحصل الفقيد بعد ذلك على منحة للدراسة في الاتحاد السوفيتي (سابقاً) عبر الاتحاد العام للنقابات والتحق بجامعة الصداقة في موسكو متخصصا في الهندسة الميكانيكية بعد الاستقلال.
الدكتور صالح مبارك في شهادته للتاريخ
وردت في كتاب التأبين الشهادة التي قدمها الدكتور صالح محمد مبارك، عميد كلية الهندسة للتاريخ (ص 11) بأن الفقيد عمل بالمعهد الفني عام 1972 بعد عودته من الاتحاد السوفيتي في تخصص الهندسة الميكانيكية، حيث عمل مدرسا لتدريس مادة الرياضيات إلى جانب إشرافه الكامل على أعمال الورش الميكانيكية في المعهد، وكان مثالا للتعاون الصادق والحريص في تأدية المهام الموكلة إليه وفي عام 1974 ثم تعيينه رئيسا لقسم الهندسة الميكانيكية ونظيرا لخبير الهندسة الميكانيكية التابع لمنظمة اليونيسكو، وتدرج بعدها في تحمل مناصب أكاديمية عليا، وفي عام 1975 ثم تعيينه نائبا لعميد المعهد الفني الذي تزامن مع تأسيس المعهد العالي، وفي عام 1976 عين عميدا للمعهد الفني بالوكالة ثم عميدا للمعهد الفني العالي عام 1977.
الأستاذ فيصل أول عميد
لكلية التكنولوجيا
تأسست كلية التكنولوجيا (كلية الهندسة حالياً) في 19 نوفمبر 1978 وكانت امتدادا أكاديميا وفنيا واداريا للمعهد الفني العالي، بحسب الدكتور مبارك، وقامت رئاسة جامعة عدن بتكريم الأستاذ فيصل محسن ثابت 1979 وتم ترقيته إلى لقب أستاذ مساعد في نفس العام، ومنح الأستاذ فيصل ذلك اللقب بعد عام واحد من تحمله منصب عمادة كلية التكنولوجيا، وشارك الاستاذ فيصل ثابت في إعداد اول دليل لجامعة عدن عام 1981.
البروفيسور جيرام سنج
في شهادة للتاريخ
وردت في كتاب التأبين شهادة البروفيسور جيرام سنج، البروفيسور في الهندسة الميكانيكية، ونشرت الشهادة باللغة الانجليزية، وترجمها إلى العربية الاستاذ الباحث والمترجم المعروف جبران صالح شمسان (صهر الأستاذ فيصل ثابت)، واستهل البروفيسور سنج شهادته بأن الدراسة لنيل الشهادة الهندسية عام 1977 بالتأهيل لدراسة الدبلوم تتم تحت إدارة معهد التدريب الصناعي، وقد عين الأستاذ فيصل ثابت كأول عميد من قبل جامعة عدن وتحدث البروفيسور جيرام سنج عن مشروع تطوير المعهد إلى كلية التكنولوجيا إذ قام الاستاذ فيصل باستقدام اساتذة مناسبين من مختلف البلدان كالهند والصين وروسيا، وعندما زار دلهي شكل الاستاذ فيصل لجنة الاختيار من المعهد الهندسي للتقنية في دلهي وترأسها الاستاذ فيصل وكان مقر اللجنة في السفارة اليمنية، وممن تم اختيارهم كان البروفيسور سنج، الذي وصف الأستاذ فيصل ثابت بأنه صانع ومؤسس لتقليد أكاديمي.
الأستاذ جبران شمسان وصهره
الأستاذ فيصل ثابت
انتقل الأستاذ فيصل محسن ثابت إلى جوار ربه يوم الإثنين، الموافق 5 مايو 2008 عن عمر ناهز الثالثة والستين عاماً، وفي الصفحة المخصصة لكلمة مجلس استقبال العزاء التي كتبها الأستاذ جبران شمسان بأن الفقيد أوصى بأن يدفن في قرية والده (الوهط) في محافظة لحج، التي أنجبت قامات وهامات معروفة، وتحدث عن مناقب الفقيد التي عرفها عن قرب في السنوات الأخيرة من حياته بحكم القرابة التي تربطهما، والأستاذ فيصل ثابت كان قرين التربوية الفاضلة والمبدعة في مسرح الطفل وتربية الناشئة لسنوات طويلة عندما كانت مديرة لروضة أروى النموذجية، وعرضت إذاعة عدن عدة أعمال تمثيلية وغير تمثيلية للأطفال، وهي من سيدات الأعمال المعروفات ومن أسرة قاسمها المشترك العمل الوطني والتربوي والصحفي والاجتماعي والتأليف والترجمة والنقد.
بحسب الأستاذ جبران كان معيار الأستاذ فيصل في التعامل مع الاخرين العمل والعقل والكفاءة ولا يقبل العمل بالسبل المتخلفة في التعيينات أو الترشيحات، وكان رجلاً جاداً قليل الكلام ولا يذكر أحدا بسوء في غيابه، ووصفه بالأب المثالي الذي حرص على رعاية ابنتيه حتى انتهاء الدراسة الجامعية، وإحداهما الدكتورة ريم التي قدمت كلمة في تأبينه اختتمتها: «شكرا لأنك كنت أبي وصديقي ومعلمي، شكراً على كل ذلك الحب والعطاء وعلى ذاك الصبر على البلاء، رحمة الله عليك يا أبي». أما أخته أمينة ثابت فقدمت كلمات أخرى حرى دافئة عكست عمق العلاقة الروحية التي ربطتها بأخيها وكان آخرها
you will always be - The King
قرأت عددا من الكلمات الجميلة قدمها أعزاء عن الأستاذ فيصل أمثال د. عبدالعزيز حبتور ود. عبدالله عيظة باحشوان ود.عبدالولي هادي وفايزة عبدالرقيب ومحمد صالح الوالي والمهندسين علي محمد مشرف وناصر محمد ماطر ومحمد خلف حسن علي وعبدالحق عبدالحليم ومحمد عبيد سعد ونجيب عفارة وحامد صدقة وفيزان هبدار وأفضل قاسم وصالح مشهور والدكاترة نزيه فاضل وعبدالسلام هزاع وطه ردمان وزين عمر محسن وأحمد محمد صالح.
2 - د. أحمد صالح منصر
الولادة والنشأة
الدكتور أحمد صالح منصر من مواليد المعلا (عدن) عام 1949م من أسرة ارتبطت بهذه المدينة الطيبة (المعلا) لأكثر من سبعين عاماً لأن شقيقه الأكبر الأستاذ علي صالح منصر من مواليد المعلا ايضا الذي زاملته في الثانوية الحكومية (السكندري سكوول / هكذا عرفت في الوسط الشعبي) Government Secondary school
تلقى الدكتور منصر مراحل تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي في عدن، وحصل على البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة عدن والماجستير من كوريا الديمقراطية (في الاقتصاد) والدكتوراة من جمهورية بلغاريا الشعبية.
الدكتور منصر عميدا لكلية الاقتصاد وأميناً عاماً للجامعة
في موضوع له نشرته صحيفة «الطريق» يوم الثلاثاء 7 أبريل 2009 كتب الدكتور عبدالرزاق مسعد سلام عن الدكتور أحمد صالح منصر: «كان لقائي الأول به في أواخر 1978 وأوائل عام 1979 كان حينها يعد العدة لاستكمال رسالة الدكتوراة في مدينة صوفيا، عاصمة جمهورية بلغاريا الشعبية في جامعة صوفيا، وكان حينها مسؤولا أول عن الطلبة وأصحاب الدراسات العليا هناك، وكان يتحمل المسؤولية السياسية لمنظمة الحزب الاشتراكي اليمني. كان الجميع يكنون له الاحترام والتقدير لأنه كان يقدم الخدمات والمساعدات المتنوعة لجميع الطلاب دون استثناء».
شهادة البايوسي في «الأيام»
نشرت صحيفة «الأيام» في عددها الصادر يوم الثلاثاء 7 أبريل 2009 الموضوع الموسوم (أحمد صالح منصر - الأستاذ - المسؤول - الصديق ) لكاتبه أحمد علي البايوسي، وورد في موضوعه بأن الدكتور منصر شغل عمادة كلية الاقتصاد والإدارة للمرة الثانية للفترة 1994 / 1998، وأستاذ محاضر فيها، فحب طلابه في تخصص الاقتصاد لا يزيد عن حب باقي طلاب الكلية في التخصصات الثلاثة الأخرى باختلاف توجهاتهم الفكرية والسياسية والثقافية، ولمس الكل التواضع والتعاون والمسؤولية في شخصه.
د. منصر أمينا عاماً لجامعة عدن
يمضي البايوسي في إفادته المنشورة في «الأيام»: لحسن حظي أنني عملت بالشؤون المالية في جامعة عدن بعد تعيينه أمين عام الجامعة عام 1999، واختلطت به وعاشرته عن قرب أكثر من خمس سنوات، فسلوكه الطيب وقراراته الصائبة المحنكة وإدارته الرشيدة اللامركزية أكسبته حب من تعامل معه.
بدري عليك يا دكتور منصر
غادر الدكتور أحمد صالح منصر أرض الوطن إلى عمان، عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية، لتلقي العلاج، إلا أن إرادة الله اختارته للانتقال إلى جوار ربه يوم الثلاثاء 19 مارس 2009م عن عمر ناهز الستين عاماً بعد مشوار طويل تفانى خلاله في أداء واجباته وخدمة كل من تردد عليه، وقد أحب رحمه الله الناس على مختلف مشاربهم. وكتب الزميل أيمن محمد ناصر، رئيس تحرير «الطريق» موضوعا موسوماً (في وداع الدكتور أحمد منصر)، سبقت الإشارة الى العدد، «بأن الدكتور منصر لم يكن رجلاً عاديا أو موظفا كبيراً بالجامعة منذ تعيينه أميناً عاما بالإضافة إلى وضعه الأكاديمي، ولو ركزنا على عمله كأمين عام للجامعة وهو موقع جعله مركزا حيويا يفرض عليه التعامل مع قضايا عديدة شائكة ومعقدة وكنت معجباً بقدرته على الحفاظ على هدوئه وتماسكه وتحمله الضغوط وقدرته على معالجة القضايا بسلاسة وهدوء واختيار الأوقات المناسبة لذلك وحرصه على إبقاء بابه مفتوحا مع المحافظة على الخيوط في يديه دون قطعها، وبعبارة أكثر دقة كان الرجل مهندس علاقات عامة رفيع المستوى، كسب حب الجميع من داخل الجامعة وخارجها».. صدقت يا أبا محمد!.
شهادة الدكتور محمد عبدالهادي
في «الأيام»
نشرت «الأيام» (سبقت الإشارة إلى يوم صدورها) موضعاً موسوماً (د.أحمد صالح منصر.. نوع من الأحبة الذين يغنيك البحث عن أمثالهم) لكاتبه د. محمد عبدالهادي، ورد فيه: «فقدت الجامعة حقا أستاذاً وأكاديميا من الطراز النادر الذي جمع بين العلم والمعرفة وأخلاقية المهنة والتعاطي مع الكل دون تمييز بدفء مشاعره الصادقة حقا، ففي كل عطاء لأحمد نجد في العطاء أيّا كان نوعه إنسانيته النبيلة ودماثة أخلاقه ومحبته، لقد كان حقا معطى إنسانيا خالصا خاليا من كل الشوائب والعقد».
رحل الغالي د. أحمد صالح منصر عن دنيانا وترك وراءه أرملة وثمانية أولاده الذكور منهم (5)، وخلف وراءه قلوبا لا حصر لها من المحبين من الأصدقاء والزملاء والأبناء من الطلاب والطالبات وكل من طرق بابه ولم يرجع خائباً، وخلف وراءه عدة دراسات وأبحاثا علمية في مجال تخصصه.
نجيب محمد يابلي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى