قـــصــة شهــيــد "جمال علي صالح الردفاني" (شهيد حب الوطن)

> تكتبها/ خديجة بن بريك

> الشهيد الشاب جمال علي صالح سكران الردفاني، الملقب “دحبوش” من مواليد عام 1987م، في قرية (الحاضنة)، بمديرية ردفان، الملاح - لحج.. هو واحد من أبناء الجنوب الأبطال الذين قاتلوا بكل شجاعة للذود عن حياض الجنوب الغالي ضد مليشيات الحوثي وقوات صالح الغاشمة التي اجتاحت الجنوب في 2015، فكان كغيره من شباب الجنوب الذين وقفوا في وجه ذلك العدوان الوحشي، ودفع ثمن ذلك حياته، وروى بدمه الطاهر تربة وطنه الجنوب الحبيب.
يقول علاء عادل حنش (صديق الشهيد): “عاش الشهيد (دحبوش) حياة قاسية وصعبة في كنف أسرته الكادحة، فكان يكافح ويتعب طوال يومه وهو يبيع (القات)، لتوفير المال الذي يعينه وأسرته على مجاراة الحياة.. وكان - رحمه الله - يحلم بأن يرى بلاده دولة الجنوب مستقلة وحرة، وأن يرى علم دولة الجنوب يرفرف عالياً في أرجاء الوطن.. فقد كان جمال أحد الشباب المناضلين والمنخرطين في الحراك الجنوبي السلمي، فقد شارك في كل المهرجانات والمسيرات والاحتفالات التي كانت تنظم في الساحات للمطالبة بالتحرر والاستقلال”.
ويردف حنش قائلا: “افتقد الشهيد جمال حنان أمه الذي ظل بعيدا عنها طويلا بسبب حبه وعشقه الفولاذي لوطنه (الجنوب)، فقد غاب عنه حنان أمه وحضنها الدافئ لفترة وصلت زهاء عام ونيف، وتحديدا منذ بداية الاعتصامات في ساحة العروض بعدن 2014م، إلى حين اندلاع الحرب الغاشمة التي شنتها مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في مارس 2015م، وإلى أن تم طرد عناصر المليشيات الانقلابية في يوليو من العام نفسه، فقد كان خلال تلك الفترة لا يتمكن من زيارتها إلا نادرا، ولم تتمكن أم الشهيد جمال وأبوه وإخوانه من رؤيته إلا حين أحضروه لهم جثة هامدة، حينما استشهد مدافعا عن دينه وأرضه وعرضه من رجس ذلك العدوان المجوسي الغاشم”.
وأردف علاء: “فور اندلاع الحرب الشعواء التي أشعلتها المليشيات الغازية على الجنوب في مارس 2015م، حمل جمال الردفاني السلاح الذي استعاره من أحد أصدقائه، وانخرط مع شباب المقاومة الجنوبية لصد عدوان تلك المليشيات.. انتقل دحبوش من ساحة الاعتصامات بمدينة خورمكسر في عدن مباشرة إلى جبهات القتال ليسطر أروع الملاحم البطولية في الدفاع عن وطنه (الجنوب)، في كثير من جبهات القتال بعدن، فقد كان الشهيد جمال من المرافقين للعميد عادل الحالمي، في جبهة الممدارة، ثم وصل الشهيد إلى جبهة المطار ليشارك في معركة تحرير مطار عدن بمدينة خورمكسر، حيث كان حينها مع القائد سيف جبران، ومع القائد (المكعبب) أيضا”.
واختتم علاء حنش حديثه قائلا: "وأثناء معارك تطهير مدينة كريتر من فلول المرتزقة الحوثية وقوات المخلوع صالح، شارك دحبوش مع قوات التحالف العربي، وتحديدا مع القوات الإماراتية آنذاك، لتكون مدينة (كريتر) هي آخر محطات نضال جمال الردفاني، فقد سقط البطل المغوار شهيدا في مدينة كريتر أثناء تطهيرها من المليشيات الغازية، وذلك في الساعة الثامنة من مساء يوم الخميس 2015/7/17م، لتندلع بعدها الآهات والأحزان في كل أرجاء قرية (الحاضنة)، وكل القرى المجاورة لها، وليعم الحزن كل أرجاء مدينة (عدن)، مع سقوط هذا البطل الفذ، الشاب جمال علي صالح الردفاني (دحبوش)”.
رحم الله الشهيد البطل جمال الردفاني.. وأسكنه فسيح جناته، وطيب ثراه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى