قـــصــة شهــيــد " قاسم أحمد صالح حويشان " (شهيد حب الوطن)

> تكتبها/ خديجة بن بريك

> محافظة الضالع كغيرها من المحافظات الجنوبية التي قدمت أبنائها فداء للوطن، أثناء حرب 2015 التي شنتها مليشيات الحوثي وقوات صالح ضد الجنوب أرضا وإنسانا.
الشهيد القائد قاسم أحمد صالح حويشان، أحد أبناء الضالع الأبية الذين سقطوا شهداء أثناء تصديهم للعدون الحوثي العفاشي.
يقول رشاد الزهيري، الذي يقوم بتدوين سيرة الشهداء بالضالع: "(غدا إن شاء الله لن أخزن القات إلا فوق جبل حياز).. بهذه الكلمات خاطب الشهيد القائد قاسم أحمد صالح حويشان زملاءه في المجلس الذي اعتاد هو وكثير من أصدقائه وزملائه أن يلتقوا فيه ليمضغوا القات، ويتناقشوا في أمور السياسة والرياضة.. يومها كان قد ذهب إلى منطقة “شكع” بعد سماعه خبرا عن اجتماع موسع سيعقد هناك لوضع خطط وتدابير تحرير المناطق التي كانت المليشيات قد سيطرت عليها ومن ضمنها موقع جبل (حياز) الذي كانت عناصر الحوثيين قد تمركزت فيه.. ذهب قاسم إلى شكع مرتدي بدلة وخوذة عسكرية، إلا أنه عاد إلى المجلس بعد أن أن تفاجأ أنه لا يوجد هناك أي لقاء في شكع حسب ما سمع، وكان قاسم حينها غاضبا، ويردد أمام زملائه: (أين عساكرنا؟ ليخرجوا يرتبوننا وينضموننا)، حيث إنه لم يكن عسكريا”.
وأضاف الزهيري: “في اليوم التالي من صبيحة يوم الأحد الموافق 19/4/2015 عند حوالي الساعة السادسة صباحا شن طيران التحالف غارتين على موقع السوداء القريب من جبل حياز فدمرته كليا، فهبَّ بعدها شباب المقاومة من منطقة "المدسم" (مسقط رأس الشهيد القائد قاسم حويشان)، وشباب قرى "القراعي" و "الهضبة" لتحرير جبل حياز والتي كانت مليشيات الحوثي قد احتلته ورتبت فيه قناصين لاستهداف كل شيء يتحرك أمامها، سواء على الوادي الواقع تحت الجبل أو في القرى التي يشرف عليها الجبل، حيث كان الشهيد قاسم حويشان أول من هبوا لتحرير جبل حياز من تلك المليشيات، وإلى جانبه عدد من رفاقه الشباب”.
وأردف: “وفي اليوم ذاته (الذي هو يوم استشهاد القائد قاسم حويشان) قالت زوجته أنه عندما أغارت الطائرة على جبل السوداء المطل على موقع حياز نهض قاسم ولبس البدلة العسكرية والخوذة والجعبة وأخذ سلاحه الشخصي الآلي.. كانت حينها الساعة خمس أو ست إلا ربع صباحا تقريبا، قلت له انتظر تناول فطورك، فرد علي: اذبحي لي الكبش اليوم على الغداء لما أعود.. (انتهى كلام زوجته).حينها ذهب الشهيد لينفذ قسمه الذي أقسمه بأنه لن يخزن إلا فوق جبل حياز.. تحرك مسرعا نحو الجبل وإلى جانبه زملاؤه، وكان أول المتقدمين، كانت الاشتباكات عنيفة جدا، والتكبيرات تتردد ويسمع صداها من تحت الجبل من المقاومين الزاحفين صوب اقتحام الجبل، حيث اقتحم الشباب الجبل وكان الشهيد أول المقتحمين والواصلين الى قمة الجبل مرددا التكبيرات، وكانت العناصر الحوثية قد بدأت بالانسحاب والفرار من الجبل باستثناء بعض الجيوب التي استمرت في المقاومة، وفي قمة الجبل وقف قاسم حويشان وجها لوجه مع بعض تلك العناصر الذين بقوا في متارسهم، وفور صعود الشهيد إلى أعلى قمة الجبل أشهر سلاحه على أحد عناصر الحوثي الذي كان متخفيا في مترسه، وقال له: سلم نفسك يا حوثي.. ولم يلاحظ قاسم أن هناك مازال بعض العناصر في متارس أخرى والذي باشر في إطلاق الرصاص على الشهيد، فأصابته طلقة قاتلة في الرأس بين عينيه، ليسقط قائد جبهة حياز قاسم أحمد صالح حويشان كأول شهيد في معركة تحرير حياز، واستمرت بعدها المعركة حتى الساعة الحادية عشرة تقريبا، سقط خلالها العديد من الشهداء والجرحى.
الشهيد قاسم أحمد صالح من أبناء قرية المدسم، قيادي وناشط، ورئيس دائرة الشباب والرياضة في الحراك الثوري بمديرية الحصين، أب لست من البنات كان الشهيد.. وقد كان خلوقا ومحبوبا لدى الكثير، وشغوفا بحب الرياضة، حيث اشرف على تنفيذ العديد من الفعاليات والمهرجانات والكرنفالات الرياضية في المديرية لعدد من المناسبات الوطنية الجنوبية مثل ذكرى أكتوبر ونوفمبر وذكرى انطلاق ثورة الحراك الجنوبي، وغيرها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى