لن نتركها للظلام..

> أحمد هاشم السيد

> حينما هرب الجميع وسقطت عدن كنا ندافع ونقول بأعلى صوت إننا سننتصر .. وحينما اشتد الحصار وبلغت القلوب الحناجر من الحرب وآثارها كنا نبشر بأننا سننتصر .. وانتصرت عدن وكبرَّ الناس فرحا”
حينما جاء جعفر ساندناه ووقفنا معه وكنا نرى فيه نموذج المدنية والعمل الإداري المخلص، فكان كذلك برغم صغر فترة توليه قيادة العاصمة، وحينما استشهد قلنا نعم لعيدروس وشلال اللذين أبليا بلاء حسنا.
حينما كانت عدن بقبضة الجماعات المتطرفة كنا نقول إن هذه المدينة لن تقبل مثلهم وستنتصر حتما لا محالة .. وانتصرت عدن وانتهت تلك الخزعبلات.
في كل تلك المراحل وغيرها كنا نسمع أصواتا نشازا تبث الوهن والضعف في النفوس، وكنا نرى المحبطين يبدعون في بث الضغف ونشر الإحباط والهزيمة النفسية بين الناس بشكل أو بآخر.
في كل المراحل السابقة كنا لا نراهن على الغيبيات بقدر ما راهنا على صمود عقيدة أبناء هذه المدينة وعظيم حبهم لمدينتهم وخاصة بفترات الشدائد.
وحينما كنا نبشر بالإيجابية في كل تلك المراحل بأن النصر قادم أو أن الانفلات منته كانت الردود القاسية لنا بالمرصاد، والتي وصلت إلى التكذيب والتجريح واتهام شخصنا بالاسترزاق في أحسن الأحوال، بل والعمالة في أسوأ حالها.
وحينما انتصرت الإيجابية كنا نجد أولئك النفر في مقدمة من يحتفل بالنصر، وهم في قمة الفرح، وكأن إحباطا لم ينشر عبرها، أو حتى تكذيبا لم يصدر منها، ولعلي مازلت أتذكر من كانوا يصفون وضع النهاية لعدن وكانوا أول المحتفلين بالنصر والمطالبين بالتجنيد أو الخدمات بعدها، وكذا أتذكر بعض من هاجموا الشهيد جعفر كانوا في مقدمة المتباكين عليه.
اليوم نعود في مرحلة أخرى، مختلفة بالتداخلات والمعطيات ومتشابكة في الأدوات ما يجعلها أكثر المراحل خطورة من حيث أنها تهددنا بالعودة للخلف سنوات ولربما عشرات السنين، وبما أننا نعود للخطورة المرحلية فيا مرحبا بها ويا مرحبا معها بثقتنا بعزيمة مجتمعنا وتوحدنا في وقت الشدائد.
سنستمر مبشرين بأن القادم أجمل وأننا نحن أبناء عدن الصادقون ومعنا كل من آمن بحبها ومن سيقف وسيصمد حتى آخر رمق دفاعا عن هذه المدينة التي قدر الله لها أن تمر بكل هذه المحن والتي ستجعلها أقوى وأكثر تماسكا.
لن نترك مديتنا للظلام ولن نستسلم للسوداوية والإحباط ولن تتمكن منا الهزيمة، سنصمد وسنقاوم وستنكسر كل أمواج الغدر والمخططات على جسرنا البحري الرابط بين شقي مدينتنا.
سينتهوا جميعا، وستبقى عدن وأهلها وكل مخلص ساندها صامدين بصمود شمسان وقلعة صيرة، لنقولها سويًا وبكل صدق.. لن نتركهاااااا للظلام.
أحمد هاشم السيد

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى