المناضل محمد العوكبي طريح الفراش.. من ينقذ حياته ؟

> رصد/ صالح لجوري

> كُثر هم المناضلون الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل استعادة الدولة الجنوبية، وكُثر من رووا تربتها بدمائهم الطاهرة، وسقوا شجرة حريتها، ليقطفوا ثمار انتصارها في اليوم المنشود الذي يتطلعون إليه، ليل نهار بـ(استعادة الدولة)، لقد تولدت لديهم الروح الثورية بُعيد الوحدة المشؤومة مباشرة، وزادت اتقادًا بعد حرب صيف عام 1994م، لتستمر بشكل تصاعدي حتى اليوم، سقط خلالها آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين من أبناء الشعب.
تضحيات يتوجب أن يقف أمامها الجميع إجلالًا وإكبارًا، بل يجب أن يتعامل معهم وأسرهم بتعامل خاص تقديرًا لِما قدموه في سبيل الثورة والتي كان من نتائجها الكثير ولا تخفى على أحد.
ولكن من المؤسف أن يتم التعامل مع هذه الفئة المناضلة بالجحود والنكران، فأسر اُستُشهد مُعيلها الوحيد نصرة للجنوب وأهله، فأضحت تُعاني الأمرين، مرارة الفقد للأب أو الأخ المعيل، أو مرارة الفقر لتعرض من كان يُعد مصدر دخلهم الوحيد للإعاقة ولذات السبب السامي النبيل.
المناضل الكبير محمد بن محمد العوكبي والمشهور بـ(البدر) يُعد أحد أبرز من تعرضوا لهذا الصنف من التجاهل والنكران لتضحياته.
يأتي العوكبي في رأس قائمة المناضلين الكبار للثورة الجنوبية في الداخل، وأبرز رموز الحركة الاحتجاجية الجنوبية، ومن ذوي السبق في امتطاء صهوة فرس النضال، منذ عام 1995م، مقارعًا للظلم وأهله، ومدافعًا بكل شراسة عن أرض الجنوب في أكثر من منطقة.
فعندما بدأت الحركة الاحتجاجية الجنوبية بشكل علني في العام 2006م، كان أحد الفاعلين في ملتقيات التصالح والتسامح، وجمعيات المتقاعدين وبطرق وأساليب نضالية سلمية مختلفة.
شكل العوكبي وأخوه سالم ثنائيا يضرب بهما المثل الأعلى في الصمود والشجاعة والإقدام في كل الميادين، وكانت انطلاقتهما الأولى من مديرية الحد بيافع، وصارا من أبرز الشخصيات المشاركة في الحركات الاحتجاجية، وهي ماتزال في مهدها، وسرعان ما انتقلا إلى المشاركة في كل ميادين الثورة السلمية على أرض الجنوب، فأضحى الثنائي يضرب به المثل في الصمود والشجاعة والإقدام.
ولأن الموت حق، فقد فارق المناضل سالم العوكبي شقيق (البدر) الحياة، بعد أن عانى طويلاً من المرض، دون أن يلقى أي اهتمام من قيادات الحراك والثورة الجنوبية، فارق الحياة وكله حسرة وألم لِما لاقاه من نكران وجحود.
ليتكرر الأمر ذاته مؤخرًا وبأشد مرارة مع شقيقه المناضل الكبير محمد بن محمد العوكبي (البدر)، والذي صار طريح الفراش.
لقد أجبرت العوكبي ظروف المعيشة الصعبة على مغادرة الوطن إلى المملكة العربية السعودية، لتوفير لقمة عيش لأفراد عائلته الكبيرة، غير أنه تعرض لحادث مروري فور وصوله إليها، لتبدأ فصول معاناته المريرة، خضع على إثرها لعمليات جراحية عدة، ونتيجة لارتفاع تكاليف العمليات وشحة الإمكانيات المادية لديه لم يستطع العوكبي مواصلة ما تبقى له من عمليات ليعود مجبرًا إلى موطنه الأصلي بمنطقة العواكب مديرية الحد يافع مصابا بشلل نصفي، غير قادر على شراء ما يتطلبه من علاجات أو كرسي متحرك لعله يُخفف قليلاً من معاناته.
كل التقارير التي لديه أوصى الأطباء فيها بضرورة مواصلته للعلاج في الخارج لاستكمال العمليات الجراحية.
العوكبي وبرغم ما يُعاني من شلل، لديه تفاؤل الرجل المؤمن بقضاء الله، وعدالة قضيته الجنوبية، متفائل بأن يستعيد عافيته يوماً ما، كما هو متفائل بالنصر والاستقلال، فهل يحقق له قيادات ورموز الثورة الجنوبية حلمه؟.
هذا نداء إنساني نوجهه عبر»الأيام» صحيفة الشعب إلى كل مناضل غيور على الجنوب وأرضه، وأصحاب الأيادي البيضاء من أبناء يافع والجنوب إلى الإسراع بانقاذ هذه الهامة المناضلة، ومقابلة الجميل بالجميل، لا بالجحود والنكران.
رصد/ صالح لجوري

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى