قصة شهـيد "عبدالرزاق عارف عبدالرزاق الردفاني" (أول شهداء الحوطة بلحج)

> تكتبها/ خديجة بن بريك

>
“أرسلت رسالة على الواتساب، بأن ابني خرج إلى جبهات القتال، وإن شاء الله سينتصر مع رفاقه، أو سيكون شهيداً من أجل الجنوب وقضيته.. وللحقيقة لقد كان لديّ إحساس الأب بأن عبدالرزاق سيكون شهيداً، ومع ذلك لم أمنعه من المشاركة في القتال ضد المليشيات الانقلابية الحوثية بمساندة قوات نظام صالح، وكان تشجيعي حافزاً كبيراً للشهيد ورفاقه للدفاع عن الحوطة خاصة والجنوب عامة”.

هكذا بدأ المستشار عارف عبدالرزاق الردفاني حديثه، وهو يسرد قصة ابنه الشهيد، للأستاذ حميد سلامي، الذي يعمل على تدوين قصص شهداء محافظة لحج.
يقول والد الشهيد: “ابني عبدالرزاق من مواليد مدينة الحوطة، في حارة مسجد الدولة، من مواليد عام 1997، أتذكر الكلمات التي نطق بها ابني عندما طلبت منه أن التقط معه صورة تذكارية، وهو يحمل سلاحه مع الذخيرة، قبل مغادرته المنزل إلى الجبهة.

قال لي ابني حينها “يا أبي مـن يتصور يُقْتل!!”، كانت هذه الكلمات مؤثرة جداً على والدته، وحتى يرفع من قوتها وعزيمتها قال لها: “يا أمي، الغزاة على مرمى حجر من الحوطة، ولا يشرفني مع أصدقائي البقاء والجلوس في منازلنا”، وطلب منها السماح له بالذهاب مع الدعاء له بالنصر أو الشهادة”.

يقول حميد السلامي في تدوينه: “اشتدت المعارك في لحج، ليس في جبهات الحوطة فقط، بل في كثير من المناطق (سفيان، الخداد، القريشي، بيت عياض، صبر) وغيرها، وكانت أشدها في الحوطة، واجه شباب الحوطة في أول ساعات المعارك المليشيات بأسلحتهم الشخصية، وكانت القناصة التابعة للمليشيات الحوثية هي العائق الكبير لتقدم قوات المقاومة الشعبية الجنوبية.
يقول عدد من المقاتلين الذين لازموا الشهيد من بداية المعركة في الحوطة بأن معركة الرباط بحوطة لحج كانت معركة شرسة جداً وغير متكافئة بين الطرفين، ومع ذلك فقد واجهنا نحن والشهيد عبدالرزاق العدوان الحوثي وقوات نظام المخلوع صالح بشجاعة كبيرة.. في ظهر ذلك اليوم اشتدت المعارك مع دخول أول مدرعة من آليات المليشيات الحوثية الانقلابية، وتواجهَ عدد من الشباب مع تلك المدرعة وجهاً لوجه، وأثناء الاشتباكات أصيب الشهيد عبدالرزاق، وبالرغم من ذلك ظل يقاوم المحتل ويطلق الرصاص من بندقيته، حتى اشتد عليه النزيف، وفقد وعيه.

ويؤكد رفاقه بأنهم واجهوا صعوبة كبيرة في إخراج عبدالرزاق من ساحة القتال في الجبهة، وأنهم تمكنوا بشق الأنفس من انتشاله لإسعافه إلى المستشفى، لكن الشهيد عبدالرزاق لفظ أنفاسه الأخيرة وهو ينطق بالشهادة بالقرب من منزله، وفاضت روحه الطاهرة إلى المولى تعالى.. ارتقت روح عبدالرزاق إلى بارئها شهيدا كما تمنى ذلك عندما طلب منه والده أن يلتقط معه صورة تذكارية قبل خروجه إلى الجبهة.
استشهد المقاوم الشاب عبدالرزاق عارف ظهر يوم الخميس بتاريخ 2015/3/26م، كأول شهيد يسجل في أسفار معارك الحوطة في ذاك اليوم المجيد، ليروي بدمه الطاهر تربة مدينته الحوطة التي أحبها والتي أنجبته لمثل هذا اليوم التاريخي، فقد رد الجميل لها، وسقاها ورواها من دمائه الزكية.

باستشهاد عبدالرزاق عارف عبدالرزاق حسين،اتسعت ثورة التحرير، لتبدأ بالتنظيم والتكتيك والهجوم في كل الجبهات ومن مختلف الفصائل المقاتلة ضمن المقاومة الشعبية الجنوبية المنظمة”.
تغمد الله الشهيد البطل والمقاوم الجسور عبدالرزاق عارف الردفاني بواسع الرحمة والمغفرة وأسكنه فسيح جناته، وجعل قبره روضة من رياض الجنة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى