الإمارات ترحل المرشح المحتمل للرئاسة أحمد شفيق إلى القاهرة بطائرة خاصة

> القاهرة «الأيام» ا.ف.ب

> اصطحب مسؤولون اماراتيون يوم امس أحمد شفيق رئيس الوزراء المصري السابق الذي اعلن رغبته في الترشح لانتخابات الرئاسة المصرية العام المقبل، من منزله في ابوظبي لترحيله الى القاهرة، بحسب ما قال اثنان من مساعديه.
وذكرت وكالة انباء الامارات نقلا عن مصدر مسؤول أن “الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء المصري الأسبق غادر (أمس) دولة الإمارات العربية المتحدة عائدا إلى القاهرة”.
واضاف المصدر المسؤول ان “عائلة الفريق أحمد شفيق ما زالت موجودة في الدولة بالرعاية الكريمة لدولة الامارات العربية المتحدة”.
وكان شفيق المقيم في الامارات العربية المتحدة منذ العام 2012، اعلن الاربعاء انه ينوي الترشح للانتخابات، موضحا ان بلده “يمر حاليا بالكثير من المشكلات”.
ولكنه عاد واعلن بعد بضع ساعات في شريط مصوّر تلقته وكالة فرانس برس في القاهرة انه “فوجئ بمنعه” من مغادرة الامارات “لاسباب لا افهمها ولا اتفهمها”.
وكان شفيق الضابط السابق في سلاح الطيران المصري، عين رئيسا للحكومة خلال الايام الاخيرة من حكم الرئيس الاسبق حسني مبارك الذي اجبر على التنحي عام 2011 اثر انتفاضة شعبية ضده.
وقد ترشح للانتخابات الرئاسية التي جرت في 2012 وهزم بفارق ضئيل امام الاسلامي محمد مرسي الذي ازاحه الجيش الذي كان بقيادة السيسي في 2013.
وبعد ذلك، لوحِقَ شفيق قضائيا بتهم فساد ولكن تمت تبرئته وعلى اثر ذلك اكد محاميه انه بات يمكنه العودة الى مصر.
وقالت واحدة من مساعديه في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس انها شاهدت مسؤولين اماراتيين يصلون الى البيت وقيل لها ان شفيق، الذي يعد منافسا قويا للرئيس عبد الفتاح السيسي، سيتم ترحيله الى مصر على متن طائرة خاصة.
واكدت محامية شفيق في القاهرة، دينا عدلي حسين، على صفحتها في فيسبوك “تم القبض على الفريق شفيق من منزله لترحيله الى مصر”، ثم اضافت بعد دقائق “الخبر مؤكد وليس لدي اخبار أكثر مما ذكر”.
وكان احد مساعديه ذكر من قبل انه سيغادر في نهاية الاسبوع الامارات متوجها الى فرنسا او بلد اوروبي آخر قبل ان يعود الى مصر.
وكان شفيق قد اعلن الاربعاء الماضي ان دولة الامارات العربية المتحدة ، منعته من مغادرة اراضيها بعد اعلان عزمه على الترشح للانتخابات الرئاسية المصرية عام 2018، فيما اعتبرت الامارات انه “ردَّ الجميل بالنكران”.
وقال شفيق في شريط مصوّر تلقته وكالة فرانس برس في القاهرة “فوجئت بمنعي من مغادرة دولة الامارات العربية الشقيقة لاسباب لا افهمها ولا اتفهمها”.
أضاف “وان كنت اكرر مرارا امتناني وشكري وعرفاني للاستضافة الكريمة فانني ارفض التدخل في شؤون بلدي باعاقة مشاركتي في ممارسة دستورية ومهمة وطنية مقدسة”.
وتابع شفيق “كنت اعلنت عن ترشحي لمنصب رئيس جمهورية مصر العربية وكنت انوي في سبيل ذلك القيام بجولة بين ابناء الجاليات المصرية في الخارج قبل العودة الى وطني خلال الايام القليلة القادمة”.. وختم “انني اتعهد لابناء وطني بالا اتراجع اطلاقا عن واجبي”.
ولم يتأخر الرد الاماراتي على شفيق حيث قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش مساء الأربعاء في تغريدة “تأسف دولة الإمارات أن يرد الفريق أحمد شفيق الجميل بالنكران”.
واضاف ان شفيق “لجأ الى الإمارات هاربا من مصر إثر إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2012، وقدمنا له كل التسهيلات وواجبات الضيافة الكريمة، رغم تحفظنا الشديد على بعض مواقفه”.
وترشّح شفيق للانتخابات الرئاسية عام 2012 وخسر امام المرشح الاسلامي محمد مرسي.وبعد هزيمته، لوحِقَ شفيق قضائيا بتهم فساد ما دفعه الى مغادرة مصر واللجوء للامارات. وعلى اثر تبرئته من تهم الفساد، اكد محامي شفيق انه بات يمكنه العودة الى مصر.
وفي وقت سابق الاربعاء، قال شفيق أيضا في شريط مصور اخر إنّ قراره الترشح للانتخابات يأتي في وقت “تمر بالبلاد حاليا الكثير من المشكلات والتي شملت جميع مناحي الحياة وادت الى انهيار وتردي مستوى كافة الخدمات المؤداة للمواطنين”.
واضاف شفيق “قد يكون في تجديد الدماء ما تنصح به علوم الادارة وخبراتها”.
واعتبر أنّ “الديموقراطية الحقة والحقوق الانسانية الطبيعية ليست منحة من احد”، وذلك من دون أن يأتي على ذكر السيسي في شكل مباشر.
وكان الضابط السابق في سلاح الطيران المصري احمد شفيق عين رئيسا للحكومة خلال الأيام الاخيرة من حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي أجبر على التنحي عام 2011 اثر انتفاضة شعبية.
*مصدر إزعاج
قد يشكل ترشح رئيس الوزراء المصري السابق احمد شفيق للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 2018، مصدر ازعاج لكن ليس تهديدا فعليا، لسلطة عبدالفتاح السيسي في سعيه المرجح جدا الى ولاية ثانية.
وقال حسن نافعة استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة لوكالة فرانس برس ان “الحكومة تخشى اي مرشح لكن خصوصا شفيق الذي يمتلك خبرة سياسية اكبر من تلك التي يتمتع بها السيسي”.
وكان شفيق الضابط السابق في سلاح الطيران المصري، عين رئيسا للحكومة خلال الايام الاخيرة من حكم الرئيس الاسبق حسني مبارك الذي اجبر على التنحي عام 2011 اثر انتفاضة شعبية ضده.
وقد ترشح للانتخابات الرئاسية التي جرت في 2012 وهزم بفارق ضئيل امام محمد مرسي الذي ازاحه الجيش الذي كان بقيادة السيسي في 2013.
*حملة «تشهير»
قال نافعة ان شفيق يثير خشية لانه كان مرشحا جديا في الانتخابات الرئاسية وقريب جدا من المؤسسة العسكرية المهمة ورئيس حكومة. لكنه اضاف انه “مع شفيق او بدونه، لن تكون الانتخابات حقيقية”.
وسيبدأ المرشحون رسميا حملاتهم مع بدء الاجراءات امام اللجنة الانتخابية مطلع 2018.
وانتقد المعلقون المؤيدون للنظام فورا اعلان شفيق.
وفي برنامجه التلفزيوني، قدمه النائب مصطفى بكري على انه “مرشح (حركة) 6 ابريل واليساريين الثوريين والاخوان المسلمين”، وهم اشخاص يتهمهم “بكره” مصر.
ودانت الحركة الوطنية المصرية، حزب احمد شفيق، “حملة تشهير شرسة” بالرجل منذ اعلان ترشحه.
وعبرت المعارضة اليسارية ايضا عن تحفظها على رجل نظام مبارك السابق.
وقالت الهام عيدروس المسؤولة عن حملة المحامي الشهير المدافع عن حقوق الانسان خالد علي الذي ينوي هو ايضا الترشح للاقتراع الرئاسي ان “شفيق لن يمثل سياسة مختلفة جذريا عن النظام الحالي”.
*ساحة سياسية مقيدة
واكد الرئيس السيسي الذي انتخب في 2014 بـ96.9 بالمئة من الأصوات في اقتراع لم يكن أمامه منافس حقيقي فيها، مطلع نوفمبر انه لا ينوي الترشح لولاية ثالثة في 2022 لكنه ترك الباب مفتوحا لانتخابات 2018.
وقد حرص على البقاء فوق المهاترات السياسية لكنه قد يضطر لللنزول الى الساحة ليدافع عن حصيلة ادائه في مواجهة منافسيه في الحملة.
ويؤكد نظام السيسي الذي تتهمه منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان بانتهاكات عديدة على أولوية مكافحة الإرهاب وتحسين الاقتصاد، وهما امران وعد بهما الرئيس خلال حملته في 2014.
لكن خلال ولايته الرئاسية، شهدت مصر العديد من الهجمات على قوات الامن والمدنيين. وفي 24 نوفمبر، سجل اسوأ اعتداء في التاريخ الحديث للبلاد اسفر عن سقوط 305 قتلى في مسجد في سيناء.
على الصعيد الاقتصادي، يعاني السكان من تضخم سنوي قدر باكثر من ثلاثين بالمئة منذ انخفاض قيمة العملة الوطنية التي فقدت نصف قيمتها مقابل الدولار العام الماضي.
وقال مصطفى كمال السيد استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة لفرانس برس انه في هذه الاجواء “تعتبر فئات عديدة من الرأي العام ان نظام مبارك كان افضل على الرغم من كل جوانبه السلبية”.
واضاف انه في عهد مبارك “كان هناك امان اكبر في البلاد والاقتصاد يعمل بشكل افضل وكانت هناك حرية اكبر للتعبير”.
وتابع السيد ان “هذا الحنين الى عهد مبارك” يمثل مكسبا لشفيق.
لكنه اشار الى انه في ساحة سياسية مقيدة “هناك صعوبات في القيام بحملة انتخابية”، موضحا ان احتمال ان تغادر المجموعات المؤيدة لمبارك معسكر السيسي ضئيل.
واكد اشرف الشريف الاستاذ المحاضر في العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في القاهرة “في الوضع الحالي لا ارى امكانية منافسة سياسية حقيقية”.
*السيسي مرشح حتما
يواجه المرشح الآخر الناشط الحقوقي اليساري خالد علي مشاكل قضائية قد تحول دون ترشحه، فيما اعلن ضابط كبير ليس معروفا هو العقيد أحمد قنصوة ترشحه للانتخابات الرئاسية.
وفاز السيسي، قائد الجيش السابق الذي عزل مرسي في 2013 بعد احتجاجات عارمة ضد الرئيس الاسلامي، بالرئاسة في انتخابات 2014.
ويبدو مؤكدا ترشحه لانتخابات العام المقبل رغم انه لم يعلنه رسميا حتى الساعة.
وشنت السلطات اثناء رئاسة السيسي حملة قمع دامية ضد الاخوان المسلمين، تجاوزتهم لتشمل معارضين علمانيين او غير اسلاميين.
ويؤكد نظام السيسي، الذي تتهمه منظمات الدفاع عن حقوق الانسان بانتهاكات عديدة، اولوية مكافحة الارهاب وتحسين الاقتصاد، وهما امران وعد بهما الرئيس خلال حملته في 2014.
وقام السيسي باصلاحات اقتصادية قاسية خسر الجنيه المصري خلالها اكثر من نصف قيمته وسط ارتفاع هائل للتضخم، وحصل على دعم كقرض من صندوق النقد الدولي بقيمة 12 مليار دولار.
لكنه ما زال يحظى بشعبية لدى كثير من المصريين الذين يؤكدون حاجة البلاد الى قائد بعد سنوات من الاضطرابات اتت على السياحة والاستثمارات الخارجية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى