ماذا بعد مقتل صالح ؟!

> فهد البرشاء

>
فهد البرشاء
فهد البرشاء
قُتل (صالح).. هذه نهاية حتمية متوقعة لرجل عاث في الأرض فسادا، فأهلك الحرث والنسل، وأحرق الأخضر واليابس، ولم يبالِ بالشعب اليمني شماله وجنوبه، بل كان كل همه هو أن يتربع على سدة الحكم، وإن استدعى ذلك قتل الملايين من هذا الشعب الذي انخدع فيه بخطاباته المعسولة وكلماته الرنانة.
كان المصير متوقعا لهذا الرجل الذي تحالف مع أقذر كائنات هذا الكون، وسلمهم مقاليد الحكم وأعطاهم الضوء الأخضر لتحويل البلاد إلى مزار يمارسون فيه طقوسهم الفارسية دون مخافة من الله أو حفاظاً على حرمات الدين التي (دنستها) هذه الجماعة بمعتقداتها وتوجهها الفارسي الإيراني.
اليوم صالح بات في خبر (كان)، ورحل غير مأسوف عليه بعد أن تطلخ تاريخه بالدماء والدمار والفوضى والعبثية والسلب والنهب لكل مقدرات الجنوب الذي جعل منه مطية لكل أطماعه السياسية مع شركائه الذين سينوحون (دهراً)، قهراً وحزنا وحسرة بعد رحيل فارسهم المزعوم.
رحل (صالح) لكنه ترك تَرِكَة من الفوضى والخراب والدمار والدماء والعويل والنواح واليتامى والثكلى، الذين ما فتئوا (يدعون) عليه ليل نهار بعد أن أقحم البلاد والعباد في حرب ضروس لاناقة لهم فيها ولاجمل ولا أدنى ذنب يذكر، غير أن نزواته هي من أوصلتنا لما نحن فيه من حالة بؤس ودمار وشقاء.
رحل صالح وترك خلفه تركة ثقيلة، بل وقذرة وهمجية متمثلة في جماعة (الحوثي) التي كان هو سُلم وصولها إلى صنعاء ثم تمددها إلى باقي محافظات البلاد، لتعيث فيها الفساد وتنشر مذهبها الطائفي الصفوي الهمجي الإيراني، مستغلة بذلك (شرهه) في الوصول إلى كرسي الرئاسة متجاوزاً كل الثعابين التي قال إنه يجيد الرقص فوق رؤوسها.
رحل (صالح) ولايزال الشماليون متدثرين بلحاف الذل والخوف والخنوع والانكسار لجماعة ومليشيا الحوثي دون أن يبدوا أدنى ردود فعل لهذا التواجد الذي أنهك البلاد والعباد وعاث فيها فسادا، وظل جاثما على صدورهم طوال السنوات التي ترنح فيها صالح هنا وهناك.
اليوم قُتل صالح وذهب إلى غير رجعة، ولكن السؤال الذي يفرض ذاته، هل سيظل الشماليون منكسرين خانعين لا يقوون على رفع رؤوسهم أمام كلاب (مران)، والانتفاض على هذا الواقع البائس والمرير الذي يعيشونه منذ أن سيطروا على مفاصل البلاد والعباد؟.
ننتظر ما تحمله الأيام في جوفها بعد أن رحل (ديكتاتور) تزعّم البلاد ثلاثة عقود واختار لنفسه نهاية مأساوية، ما كنا نريدها له.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى