يعود تاريخ بنائها إلى سبعينات القرن الماضي.. مدرسة جعفر الطيار بردفان.. مبنى متهالك ونقص في الفصول والكتاب المدرسي

> تقرير / رائد محمد الغزالي

> تُعاني مدرسة جعفر الطيار (سليك) الابتدائية بمدينة الحبيلين مديرية ردفان، محافظة لحج، من جملة من المشكلات التربوية، جعلتها غير قادرة على تأدية مهامها بالشكل المطلوب.
وأصبح المعلمون في هذه المدرسة - التي يعود تاريخ بنائها إلى سبعينات القرن الماضي - لا يجدون مكاناً لقضاء فترة الاستراحة، سوى القعود على متن باص أحد المعلمين، لعدم وجود مكتب أو غرفة خاصة بالمدرسة، فيما تقعد المعلمات في غرفة صغيرة مخصصة للكتب وبعض المواد.. فضلاً عن النقص الحاد في الفصول والكتاب المدرسي، وتشقق سقف المدرسة.
تتكون المدرسة، وفقاً لمدير المدرسة عبادي سعيد عبادي، من ثمانية فصول دراسة، أربعة منها خاصة بالمدرسة، والأخرى تم استئجارها على نفقة عضو مجلس الآباء الشيخ قاسم حسن سيف، يدرس فيها طلاب المرحلة الابتدائية حتى الصف السادس، موزعين على تسع شعب دراسية، الشعبة الأخيرة منهم عبارة عن مخيم وليس فصلا، وقد كان هذا العمل الإنساني أحد الأسباب في صمود واستمرار العملية التعليمية في المدرسة، كما كان لوقوف مجلس الآباء والأهالي في حماية المدرسة من أي استحداثات في جوانبها دور إيجابي أيضا لإرساء مداميك العملية التربوية والتعليمية في المدرسة.
*نقص في الأساسيات
أفاد مدير المدرسة عبادي سعيد عبادي، بقوله: «هناك أيضاً معاناة أخرى تواجهنا في هذه المدرسة تتمثل في نقص الكتاب المدرسي والكراسي والوسائل التعليمية، إلى جانب تهالك «السبورات»، كذلك تفتقر المدرسة إلى أجهزة الإذاعة المدرسية والحمامات، كما أن نوافذ وأبواب الفصول الدرسية فيها شبه مهترئة، وكذا وجود تشققات على جدران الفصول والغرف الدراسية والتي تهدد بانهيارها، وتجعل الطلاب عرضة للأمطار والرياح وأشعة الشمس».
وأشار عبادي إلى «وجود فرص كثيرة عرضت لتأهيل وتسوير المدرسة من قِبل جهات رسمية عبر صناديق ومشاريع، ومن خيرين، غير أن اعتراض شخص يدعي ملكيته للمكان الذي تتواجد فيه المدرسة ومطالبته بتعويضه كان عائقاً من الاستفادة من تلك الفرص، ليستمر الأمر على ما هو عليه، كما أننا نخشى من أي أعمال توسعة بأرضيتها ممن يشترون أراضي سكنية بجانبها، وهو ما قد يؤثر على المخطط حال تم دفع تعويضات للمالك أو تقديمه تنازلناً عنها، ولهذا نتمنى من الجميع بذل جهد في سبيل ذلك ليتعلم أبناؤنا في مدرسة تتوفر فيها جميع الخدمات كغيرها من مدارس المديرية».
*لا حياة لمن تنادي
وأوضح المعلم رياض عوض أحمد أن «وسائل إعلامية عديدة مرئية ومقروءة سبق لها أن نقلت ما تعانيه هذه المدرسة ومنا «الأيام» إلا أن وضعنا لم يتغير، محملا المسؤولية في ذلك إدارة التربية والتعليم بالمديرية والتي قال إنها لم يكن دورها بالشكل المأمول، مقارنة بالإدارة السابقة لها.
وأضاف:» كانت الإدارة السابقة تتابع وضعنا أول بأول وتتلمس همومنا واحتياجاتنا، وقد كان لذلك الاهتمام سببًا في لفت أنظار الخيرين لتقديم مساعدات في بعض الجوانب، والتي كان أبرزها استئجار 4 فصول على حساب رجل خير ، ولهذا فالمدرسة بحاجة إلى دور أفضل من الحالي من قبل إدارة التربية والتعليم».
صورة مراسل الأيام وبجانبه مدير المدرسة وأحد المعلمين أمام مكتب الادارة
صورة مراسل الأيام وبجانبه مدير المدرسة وأحد المعلمين أمام مكتب الادارة

*تكاتف الأهالي
فيما قال المعلم محمود سعد بارجيلة :» لولا تكاتف المعلمين والمعلمات والمجتمع ومواجهتهم للتحديات والصعوبات والتقصير من قبل الجهات المسئولة لتوقفت العملية التعليمة في المدرسة.
وأضاف: « الصمود والتكاتف هذا لم يتوقف على استمرار العملية التعليمية وحسب بل إن الشباب والآباء يدافعون أيضًا عن مساحة المدرسة ويحمونها من أي اعتداء أو استحداث فيها، ثم إن هذا الصمود لا يعني أننا لسنا بحاجة لمن يقف إلى جانبنا بل إننا بحاجة إلى دعم كبير لنتمكن من النهوض بالمدرسة، ولنزيل المخاطر عنها».
*بحاجة لمساعدات فورية
وأكد مدير إدارة التربية والتعليم بمديرية ردفان عادل أحمد حسان بأن المدرسة بحاجة ماسة للمساعدة الفورية، نظرًا لوضعيتها الصعبة وضعف المقومات الأساسية فيها والتي تكاد تكون شبه معدومة.
وبخصوص موضوع مبنى المدرسة ومساحتها قال : نسعى منذ أسابيع لحسم قضية المساحة من خلال رفعنا مذكرة لتعويض المالك مقابل التنازل عن المساحة والمقدرة بـ70 في 65 متر مربع، وقد تحصلنا على وعود من الجهات المسئولة بتعويض المالك، ومنها وعد من مجلس الوزراء، وقد نزل فريق لعمل التخطيط بشأن المساحة المدرسة وسورها برفقة مهندس، ومدير المديرية ولكنك إلى الأن لم نحصل على تنازل من المالك وفي حال تنازل سيكون لدينا دافع وسنبدى بالتحدث مع فاعلين خير والمؤسسات والمنظمات.
وأكد حسان في تصريحه لــ«الأيام» أن إدارة التربية والتعليم بالمديرية لا نستطيع تقديم أي مساعدات لعدم توفر لديها أي شيء تقدمه، داعيًا في الوقت ذاته إدارة التربية والتعليم بالمحافظة إلى رفد إدارة التربية بالاحتياجات اللازمة وبالنزول فريق من المحافظة لتلمس هموم المدرسة، لدعمها كغيرها من المدارس التي حظيت بالدعم في بعض المديريات المجاورة.
وأضاف:» هناك أيضاً مدارس كثيرة تُعاني من كثافة طلابية، ونقص في الكتاب المدرسي، والوسائل التعليمية، كما إننا بحاجة إلى كادر تعليمي، فهناك مدرسة ولم نكن نعلم بمعاناتها وهي مدرسة الحلج وتبعد عن مركز المديرية حوالي 50 كم2 يُدرس فيها متطوعون، كما أن مدرسة الحوزري بمنطقة تونة والتي تبعد عن المركز 30 كم2 هي الأخرى تُعاني ذات المشكلة، والأمر نفسه بمدارس جبلية بمناطق الحي الخامس حيث يعانون الأمرين بسبب عدم توفر مدارس تعليم ثانوي، وكادر تعليمي، أيضاً مشكلة الكادر التعليمي باتت تؤرقنا فهناك العشرات من المعلمين محالين للتقاعد، متمنياً في الختام من الجهات المعنية في المحافظة ووزارة التربية والتعليم والمنظمات المهتمة تقديم الدعم والمساعدة بما يضمن استقرار العملية التعليمية واستمرارها في مدارس المديرية».
تقرير / رائد محمد الغزالي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى