قـصـة شهـيـد "وسيم سعيد علي" (تضحية وفداء)

> تكتبها/ خديجة بن بريك

> “المقاومة الجنوبية.. للتضحية عنوان”، هكذا عرفنا شباب عدن، حينما ضحى أولئك الشباب الأبطال بأرواحهم من أجل وطنهم.. ولم تكن التضحية مقتصرة على شباب عدن فقط، وإنما كانت أيضا عنوانا لجميع شباب المحافظات الجنوبية، الذين أثبتوا أنهم سبّاقون في الدفاع عن وطنهم الجنوب الغالي، وأثبتوا ذلك حينما شنت مليشيات الحوثي بمساندة قوات صالح الحرب على الجنوب في 2015، فعلى الرغم من عدم امتلاكهم الخبرة العسكرية، والأسلحة إلا السلاح الشخصي، وكذا قلة الذخيرة، إلا أنهم وقفوا في وجه تلك الترسانة العسكرية الضخمة، وسطروا أرواح الملاحم البطولية.
الشهيد وسيم سعيد علي، الذي كان حينها يبلغ من العمر أربعين عاما، كان أحد شباب عدن البواسل الذين وقفوا في وجه العدوان الحوثي العفاشي، وضحى بروحه فداء لعدن أثناء تلك الحرب الغاشمة ضد العصابات الإجرامية الحوثية وقوات صالح.. ففي بداية الحرب التحق وسيم بشباب المقاومة في مدينته المعلا بمحافظة عدن، الذين شكلوا فرقا وجماعات ونصبوا بادئ الأمر نقاط التفتيش في كل أحياء مدينة المعلا، لحفظ الأمن والسكينة ومنع أي تسلل قد تقوم به عناصر المليشيات.
كان وسيم يتمتع بأخلاق عالية، وكان من أوائل الشباب الذين لبوا نداء الجهاد ومواجهة العدوان الحوثي الغاشم، فكان (رحمه الله) من الشباب الذين يعززون الجبهات في المدينة، ويعمل على إسعاف زملائه الذين يسقطون في المواجهات..
وفي إحدى المعارك في مدينة المعلا بتاريخ 5/4/2015م تعالت أصوات النداء بالجهاد من مآذن المساجد، بالتحرك إلى الجبهات لتعزيزها، فكان لتلك النداءات وقع خاص في نفس وسيم، حيث كان (حي على الجهاد) هي بداية لمعارك شرسة، وذلك حين تتوغل المليشيات الانقلابية إلى أحياء المديرية.. وأثناء تلبية وسيم للنداء حاملا سلاحه، أتاه خبر إصابة أحد أصدقائه في أحد الأحياء التي تدور فيها الاشتباكات، فانطلق صوب المكان، ورأى صديقه مرميا على الارض، فقام بعدة محاولات لانتشاله من خط النار وإسعافه، ونجح في الوصول إلى صديقه المصاب، وفي لحظة سحب وسيم لصديقه سقط شهيدا بجانبه إثر إصابته برصاصة قناص.. فرحم الله الشهيد وسيم سعيد علي، وصديقه الشهيد الذي حاول إنقاذه.
رجال وشباب وشيوخ وأطفال ونساء جمعهم حب عدن، فمن ولد أو عاش فيها فترة من الزمن فإنه سيشعر بمدى انتمائه وحبه العميق لهذه المدينة الحاضنة، مدينة السلام والحرية، ومدينة الحب والوفاء والجمال.. فبادل أبناء عدن مدينتهم الوفاء، فحين نادت لبوا النداء، واستطاعوا أن يصدوا العدوان الحوثي الغاشم الكهنوتي، وتمكنوا من إعادة تلك العناصر إلى مكانها الطبيعي في جحور ومغارات كهوف مران.
تكتبها/ خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى