قـصـة شهـيـد "منصور أحمد قائد" (مأساة شهيد)

> تكتبها/ خديجة بن بريك

> الشهيد منصور أحمد قائد، من أبناء مديرية المعلا بالعاصمة عدن، استشهد وعمره 25 عاما.. كان منصور - رحمه الله - أحد شباب عدن الأبطال، الذين تصدوا للعدوان المليشاوي المتمثل في قوات الحوثي وصالح الغازية لعدن وبقية المحافظات الجنوبية في عام 2015.. انضم منصور أحمد إلى المقاومة الجنوبية في عدن وبالتحديد في مدينته المعلا منذ بداية غزو عدن ومحاولة اجتياحها من قبل تلك المليشيات الغاشمة.. وكان يساعد رفاقه شباب المقاومة بكل ما لديه من جهد بكل حماس وعزيمة وعنفوان الشباب.
يقول أصدقاء الشهيد منصور: “عُرف منصور بشهامته وصلابته، وكان مثالا للرجولة الحقيقية، وكان صبوراً وفيّا مخلصا ومحبا لوطنه.. ودائما ما يردد القول “بإذن الله سنخرجهم من عدن، وسنعيدهم إلى كهوفهم في مران”، وبتلك الكلمات الحماسية التي كان يرددها منصور ويشجع بها رفاقه المقاتلين خاضت المقاومة الجنوبية في المعلا عدة معارك ومواجهات شرسة في المدينة، وسطروا أروع البطولات والملاحم في شوارع وأزقة المديرية، وفي مختلف الجبهات، وواجهوا عصابات التمرد والوحشية الحوثية العفاشية بكل عزيمة وبمعنويات عالية، ونازلوا تلك العناصر المارقة بسلاحهم الشخصي الخفيف رغم عدم خبرتهم الكافية في الحروب والمواجهات، فلم تخفهم أو ترعبهم تلك الأسلحة والآليات العسكرية الضخمة التي جلبتها معها المليشيات الحوثية وقوات صالح لدك وتدمير عدن وجميع محافظات الجنوب الغالي”.
وأضافوا: “حاصرت المليشيات الحوثية وقوات صالح البربرية مدينة المعلا في بداية شنها الهجوم على المدينة، وقامت باعتقال الشباب أثناء تنقلهم، بالرغم من أن الحركة في ذلك الوقت كانت محدودة، حيث كانت المليشيات الانقلابية تتمركز في مداخل المديرية، وكان مركز تواجدهم في مطاعم (الحمراء) بجانب جبل حديد، وفرضت المليشيات حينها حصاراً خانقا على المديرية، ومنعت دخول الأدوية للمجمع الصحي الوحيد في المديرية، كما منعت دخول المواد الغذائية إلى المدينة، فما كان من النشطاء العاملين في المعلا إلا جلب الأدوية والمواد الغذائية عبر البحر عن طريق الميناء في مديرية التواهي”.
وقالوا أيضا: “كان الشهيد منصور أحمد من ضمن شباب المقاومة البواسل في المدينة الذين تصدوا لذلك العدو الفاشي، واستماتوا وتفانوا في الدفاع عن جميع مدن عدن الحبيبة.. وقد كان الشهيد منصور (رحمه الله) يعمل على توفير الغذاء لرفاقه من شباب المقاومة، حيث كان يخرج من بيته الواقع في شارع امرئ القيس بمدينة المعلا، ويأخذ الوجبات الغذائية من الأسر التي كانت تعمل على طبخ الوجبات للجبهات، ومن الأفران (المخابر) الموجودة في المدينة، حيث كانت تتم عملية تجهيز وتقسيم الخبز (الروتي) لشباب المقاومة في جبهات المعلا، وكانت مهمة منصور آنذاك أن يجمع كل هذه الوجبات وإيصالها إلى جبهات المدينة التي كانت مشتعلة آنذاك”.
واستطرد أصدقاء الشهيد منصور بالقول: “وفي أحد الأيام بينما كان منصور يقوم بمهمته المعتادة بتوزيع الوجبات لجبهات المدينة، سقط منصور على الأرض مضرجا بدمائه، بعد إصابته برصاصة قناص غادر في عموده الفقري، وتم انتشاله وإسعافه إلى المستشفى، ولكن بسبب أوضاع الحرب لم يجد حينها العناية الكافية، وأصبح معاقا على الكرسي، ولم يلتفت حينها إليه أحد من المسؤولين أو الجهات التي تعمل على سفر الجرحى لتلقي العلاج في الخارج، وبعد أن عانى وقاسى منصور آلام الإصابة وساءت حالته الصحية تقرر سفره للخارج لاستكمال العلاج، إلا أن منصور استشهد في الطريق قبل وصوله، وكان ذلك بتاريخ 19/7/2015م”.
منصور أحمد قائد، هو عينة ومثالا لما لاقاه وعاناه شباب المقاومة من إهمال الجهات المسؤولة في البلاد، وهناك الكثير من جرحى المقاومة الجنوبية ممن أصيبوا في ميادين الشرف والعزة والكرامة، ولم يتلقوا الاهتمام والرعاية اللازمين، ولم يتم تسفيرهم للعلاج في الخارج..
فلولا هؤلاء الشباب الأبطال لما وصل المسئولون إلى مناصبهم اليوم.. أولئك الشباب الشجعان الذين انبروا لمقارعة تلك المليشيات الغاشمة البربرية، وسقطوا فداء لعدن وأهلها بين شهيد وجريح.
رحم الله الشهيد منصور وطيب ثراه.
تكتبها/ خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى