قـصـة شهـيـد "ناصر مقبل أحمد القيناشي" (شهيد أبين الوضيع)

> تكتبها/ خديجة بن بريك

> سقط العديد من الشهداء في المحافظات الجنوبية أثناء تصديهم لجحافل مليشيات الحوثي وقوات صالح الوحشية البربرية، التي هرولت إلى جميع محافظات ومدن وقرى الجنوب في 2015، مدججة بشتى أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، وتتقدمها ترسانة وآليات عسكرية ضخمة نهبتها من مخازن ومستودعات معسكرات الدولة، لاجتياحها والسيطرة عليها، وقتل أبناء الجنوب وتدمير البنية التحتية في المحافظات الجنوب والمؤسسات الخدمية، والقضاء على كل ما له علاقة بالجنوب.
إلا أن أبناء الجنوب البواسل حينها وقفوا في وجه ذلك العدوان الحوثي العفاشي الغاشم، واستماتوا في الدفاع عن مدنهم التي أرادت تلك العصابات المجوسية تدنيسها وتركيع أهلها، وواجهوا عناصر تلك المليشيات في عدة جبهات في كل محافظات الجنوب الغالي، وسطر شباب المقاومة الجنوبية أروع البطولات أثناء مواجهاتهم المسلحة لذلك العدو الغازي بالسلاح الخفيف وقليل من السلاح المتوسط الذي كان بحوزتهم آنذاك، وصبروا وصابروا ورابطوا في الجبهات وفي متارسهم بكل عزيمة وحماس وبمعنويات مرتفعة، وعاهدوا أنفسهم أن يثبتوا حتى ينصرهم الله تعالى على عدوهم وعدو الإنسانية، حتى حقق الله لهم النصر المبين فهزموا تلك المليشيات وطردوهم شر طردة.. وقدمت كل محافظات الجنوب الكثير من أبنائها قربانا وثمناً لذلك النصر العظيم، الذين سقطوا من أجل العزة والكرامة والحرية، ودفاعا عن الوطن والدين والعرض.
الشهيد البطل ناصر مقبل أحمد عوض القيناشي، عشريني، وأب لطفل، كان أحد أبناء الجنوب البواسل الذين رووا بدمائهم الزكية تربة أرضهم الطاهرة.. استشهد ناصر القيناشي في بداية المعارك التي دارت بين شباب المقاومة الجنوبية وبين عناصر الأمن والجيش في المعسكرات الموجودة في العاصمة عدن والتي كانت غالبيتها من الجنود الشماليين، والتي تمردت على الشرعية الدستورية وانضمت لعصابات ومليشيات (الحوثي صالح) الانقلابية، وقاتلت إلى جانبها، فبادر شباب المقاومة الجنوبية الذين وتداعوا من جميع محافظات الجنوب وشنوا هجوما على معسكر الأمن المركزي (معسكر الصولبان) بمدينة خورمكسر، والذي كان حينها قائده عبدالحافظ السقاف، وكذا معسكر عشرين في مدينة كريتر، ودارت حينها أعنف المعارك والمواجهات بين الفريقين، وسقط العديد من شباب المقاومة الجنوبية الذين بين شهيد وجريح، لعدم امتلاكهم السلاح النوعي لمواجهة أولئك المتمردين، فقد كانوا يفتقرون إلى الإمكانيات في السلاح والذخيرة، فكل ما واجهوا به ذلك التمرد هو أسلحتهم الخفيفة، بينما كان المتمردون في معسكر الأمن المركزي ومعسكر عشرين مدججين بمختلف أنواع الأسلحة.
فكانت تلك المواجهات بالنسبة لشباب المقاومة الجنوبية مصيرية، وتعاهدوا على إسقاط واجتياح المعسكرين.. وفي تلك المواجهات سقط ناصر مقبل أحمد القيناشي شهيداً أثناء المعارك التي دارت في معسكر عشرين في عدن للقضاء على تمرد قادته وأفراده، وذلك في تاريخ 18/ 3/ 2015م.
يقول الإعلامي عدنان القيناشي، ابن عم الشهيد: “الشهيد ناصر القيناشي كان مقداما ومحبا لوطنه الجنوب، وكان لا يهاب الموت، وعُرف بشجاعته في المعارك التي دارت لتطهير المعسكرات الموجودة في عدن من أفرادها المتمردين على الشرعية، واختتم مسيرته البطولية بنيل الشهادة من أجل عزة وكرامة الوطن (الجنوب) الغالي على كل أبنائه، الذين حاول الغزاة الطامعون اجتياحه وتركيع أهله.. فقد سطر ناصر ملاحم بطولية في الجنوب ورفع رؤوس أهله بشجاعته وصلابته التي كانت عنوانا لرجولته وتضحيته هو عدد من أبناء الجنوب الأحرار، الذين سطروا أروع الملاحم البطولية أثناء مواجهتهم لتلك المليشيات الحوثية المدعومة من إيران”.
تكتبها/ خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى