هل تنتظر اليمن مرحلة سياسية جديدة ؟

> صالح عكبور

>
صالح عكبور
صالح عكبور
أصبح المشهد اليمني وما يكتنفه من أحداث تصاعدت عقب مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح والتي تنذر بدخول اليمن في مرحلة جديدة من العمل السياسي يترك تأثيره على محمل الأصعدة والأوضاع دولياً وإقليمياً وداخلياً.
المعطيات على الأرض وما تقدم به جماعة الحوثي من إجراءات وتدابير وملاحقات ضد عناصر المكونات المرتبطة بالنظام السابق لعلي عبدالله صالح، شملت المكون القبلي الذي تعزز ارتباطه منذ بداية حكم علي عبدالله صالح بشكل وثيق، وكان شريكاً في اتخاذ القرار السياسي وتقاسم الثروة والتدخل في رسم السياسات للحكم، وشملت إجراءات الحوثي تصفية المكون القيادي للمؤسسة العسكرية والأمنية والعائلة، وكذلك أنصار النظام من شيوخ وأعضاء المؤتمر الشعبي العام.
إن عملية تصفية الرئيس السابق علي عبدالله صالح وما تلاها من تداعيات مثلت مسألة حتمية تاريخية أملته مصالح ومتغيرات ذات أبعاد دولية وإقليمية وداخلية تركت أثره في أحداث تغيير الواقع ولمواكبة حركة التطور، التي فشلت الوحدة باعتبارها مشروعا خارجيا كان يهدف إلى إحداث اختراق في جدار النظام ومكوناته السياسية والاجتماعية والثقافية، والتي تمترست هذه المكونات التقليدية للدفاع عن مصالحها، ولم تستجب لكل المشاريع التي طرحها شريكها في الوحدة (الحزب الاشتراكي الجنوبي) للتغير والإصلاح وبناء دولة النظام والقانون، بالرغم من الظلم والتعسف والخسائر، ومالحق بأبنائها من تهميش وإقصاء.
إن الأحداث التي تفجرت في اليمن من خلال ما يسمى بثورة الشباب في 27 يناير 2011م التي نادت بسقوط علي عبدالله صالح وأدت إلى تسليم السلطة لنائبه عبدربه منصور هادي، وفقاً للاتفاقية الخليجية، إلا أن مسار الأحداث أنحت منحاً آخر تمثلت باستيلاء الحوثي على السلطة، واحتلت العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى وتغيَّرت قواعد اللعبة في اليمن بعد انتهاء التحالف بين صالح والحوثي، والدخول في مرحلة صراع أدت إلى اغتيال الرئيس صالح وتداعيات خطيرة.
إننا أمام تساؤلات.. هل ستؤدي هذه التصفيات للحوثي ضد المكونات النظام السابق والتي شملت الجوانب السياسية والثقافية والأمنية والأسرية والحزبية، والتمهيد لنوع جديد من الشراكة السياسية في اليمن لإقامة نظام سياسي واجتماعي يوفر عوامل الاستقرار لنظام اقتصادي ومالي دولي؟ وهل سيكون للحوثي مستقبل في اليمن أو يكون مصيره كطالبان في أفغانستان؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى