المهمشون والمستقبل المجهول

> جمال مثنى الردفاني

>
جمال الردفاني
جمال الردفاني
ماضٍ جميل، وحاضر مؤلم، ومستقبل مشؤوم للمهمشين السود في جنوب اليمن..
ماضٍ جميل: عاش المهمشون ما قبل عام 1994م حياة سعيدة وكريمة في جنوب اليمن، بعيداً عن الظلم والتهميش والحرمان والاضطهاد والتجريد، وكانوا جزءا لا يتجزأ من المجتمع الجنوبي.
وقد أعطاهم النظام السابق كامل حقوقهم في جميع المجالات تعليمياً وصحياً وثقافياً واجتماعياً، ولم يفرِّق ما بين هذه الفئة والفئات الأخرى، وجعلهم متساوين في الحقوق والواجبات، وكان لا يستثني أحداً عن أحد، والشخص هو من يفرض نفسه في المجتمع أبيض كان أم أسود.
بعكس النظام السائد في شمال اليمن الذي كان يضطهد المهمشين السود هناك، ويجردهم من كامل حقوقهم، والمهمشون السود كانوا معدمين بمعنى الكلمة ومنبوذين من قبل النظام والمجتمع الشمالي.
حاضر مؤلم: وبعد غزو صيف 1994م الذي جاء بنواياه الخبيثة ورغباته السيئة بدأ بتهميش المجتمع شيئا فشيء، حتى همشت كل شرائح المجتمع الجنوبي والفئة السوداء أخذت نصيبها، وكان لها النصيب الأكبر من هذا التهميش، وكانت الأكثر تضرراً من غيرها، وذلك عندما قام نظام صنعاء بنقل داء التهميش الذي كان يصيب المهمشين هناك إلى الجنوب والحاضر المؤلم.. وكل ما تعانيه اليوم هذه الفئة من تهميش وظلم وحرمان واضطهاد وتجريد كان بسبب تلك العدوى التي انتقلت عبر فيروس ذلك النظام .
مستقبل مشؤوم: ولم يقتصر التهميش من قبل نظام صنعاء فقط بل هناك الكثيرون ممن تأثروا به من أبناء الجنوب وصاروا اليوم يطبقونه على المهمشين السود.
فقد أصبح المهمشون يضطهدون والانتهاكات تطالهم من حين إلى آخر بلا رحمة أو ذرة ضمير من قبل أولئك المتأثرون، متناسين بذلك قيمنا ومبادئنا وعاداتنا وتقاليدنا التي كانت ترفض بقوة تلك الممارسات الظالمة، التي لا يرضى بها الدين والشريعة الإسلامية، واللحمة والتكاتف والإخاء الذي تربى عليه أبناء الجنوب.
فهل سيتخلى هؤلاء المتأثرون عن تلك التأثيرات، ويعودون للمهمشين تلك المكانة التي كانوا يحضون بها سابقاً؟، وهل سيعود ذلك الماضي الجميل الذي يطوقون إليه اشتياقا، بعد رحلة طويلة من المعاناة، أم ستجرهم تلك التأثيرات إلى مستقبل مشؤوم؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى