العنوان الأساسي للحرب يجب أن يتغير

> أحمد عمر حسين

> لقد بدأت الحرب - حرب التحالف العربي - تحت عنوان “إعادة الشرعية الدستورية للرئيس المنتخب والتوافقي”، وها قد شارفت على طيّ عامها الثالث، والرئيس التوافقي لا يزال محلقاً في أجواء غير الأجواء اليمنية.
أحمد عمر حسين
أحمد عمر حسين

ودخلت عوامل كثيرة - محلية وخارجية - في تأخير الحسم، الذي لن يحصل أبداً طالما ظل هناك عنوانا واحدا للحرب التي قامت وما تزال في تباب مأرب ونهم.
هناك حسابات داخلية تتجاذبها عوامل تضارب المصالح والأهداف، ولذلك بعد مضي أكثر من 1000 يوم، يجب على التحالف أن يظهر المسميات والعنوان الآخر الذي يتخفى وراء إعادة الشرعية، فمهما كان الأمر يجب أن يبرز عنوان المصالح كحق مشروع لدى الدول عندما يتعرض أمنها القومي لمحاولة زعزعته وخاصة من البوابة الجنوبية “باب المندب”، فبريطانيا ذهبت لتحارب الأرجنتين عام 1982م وعلى مسافة تبعد عنها بأكثر من اثني عشر ألف ميل بحري “معركة جزر الفولكلاند”.
لا قدر الله مثلاً إذا حصل للرئيس هادي ونائبه وفاة لأي سبب كان، فهل سيستمر التحالف في حربهم أم ستنتهي ولم تحقق ولو جزء يسير من أهدافها.
إن صد التغلغل الإيراني هدف يجمع الكثير من الدول العربية وشعوبها، وبالذات الشعوب، ومنها الشعب الجنوبي الذي حقق نصف النصر الوحيد للتحالف العربي حتى الساعة.
مسألة الجوار المحترم واحترام السيادة وعدم التدخل وتهديد أمن المملكة والإمارات وبقية الدول العربية، كل ذلك يجب أن تتقيد به دولة إيران، ويجب أن تترك الاستقواء والغطرسة، حتى يمكن للجميع - العرب والإيرانيين - أن يعيشوا في سلام دائم.
عنوان الحرب، وطبعا لا نطلب منهم ترك ورقة الشرعية - والتي هي ليست ورقة دائمة الاخضرار وهم يدركون ذلك - يجب أن تتقدم معها الأجنده الأخرى وهي حماية المصالح والأمن القومي.. وتحت هذا العنوان تستطيع قوى هامة جداً كالمقاومة الجنوبية والحراك أن تكون شريكا فاعلا وظاهرا ودون وجود تضارب، فإيران ليست عينها على كهوف مران وسوق الملح بصنعاء، بل عينها على الجنوب وبحر العرب وباب المندب.
لقد رأينا اليوم كيف وبعد ثلاث سنوات قد أصبح لدينا شعار آخر وهدف آخر، وهو عودة الشرعية الحزبية، والتي تعني فيما تعني، حزب الإصلاح وبقية الأحزاب التي انتهت صلاحيتها وأصبحت رميما، وإلا أين مفعولها فيما حصل ويحصل حتى اليوم؟!. حماية المصالح الحيوية للتحالف هو عنوان حقيقي ودائم ومناسب للدخول في تحالفات تسلم من تضارب المصالح وتحقق نجاحات حقيقية.
فهل آن الأوان لكشف المستور وظهوره على السطح وبتحالفات جديدة إلى جانب الشرعية. إذا أراد التحالف - بقيادة المملكة والإمارات - أن يصل إلى نتائج مستدامة وفعالة فقد أصبح من الضروري إعادة النظر وطرح أكثر من عنوان رئيس إلى جانب ورقة الشرعية، والتي تقول لهم إن الأقدار السماوية لا سمح الله ولا قدر لماذا جاءت وهم على هذه الحالة، فلن يستطيعوا أن يضيفوا عنوان المصالح، لأنه سيكون قد انتهى أوانها وفات ميعادها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى