الاجتماع الأول للجمعية الوطنيـــــة.. رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي: نحن جزء من الصراع ضد إيران ونأمل ألا تكون التحالفات على حساب الجنوب

> رصد/ رعد الريمي - تصوير / مرام مختار

> دشن رئيس هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي أمس بالعاصمة عدن أعمال الاجتماع الأول للجمعية الوطنية المكونة من 303 أعضاء يمثلون مختلف المحافظات الجنوبية، بمشاركة وحضور نائب رئيس المجلس الشيخ هاني بن بريك، وأعضاء هيئة رئاسة المجلس، وأعضاء الجمعية الوطنية "ممثلي الشعب" وعدد من القيادات العسكرية والأمنية.
وفي مستهل الاجتماع صباح أمس استعرض عضو هيئة رئاسة المجلس رئيس الدائرة السياسية د. ناصر الخبجي التقرير السياسي المقدم إلى الجلسة الافتتاحية الأولى للجمعية الوطنية بالمجلس.
ومن جهته قال رئيس هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي في كلمته الافتتاحية "إنه لشرف عظيم أن نلتقي بكم في هذا الحدث التاريخي، يوم انعقاد أول برلمان جنوبي بعد عقود من النضال والتضحيات التي قدمها الشعب الجنوبي العظيم".
وأضاف: "كما إنه لشرف عظيم وكبير لنا جميعاً تدشين أعمال الجمعية الوطنية الجنوبية في ظل هذه الظروف السياسية والعسكرية والاقتصادية العصيبة، وشرف عظيم أن نتحمل المسؤولية معاً وبالكيفية التي تليق بتضحيات شهدائنا الأبرار، وفاءً منا لدمائهم الطاهرة الزكية ووفاءً لجماهير شعبنا الجنوبي العظيم ونضاله البطولي ووفاءً لحقنا المشروع في الاستقلال وبناء دولتنا الجنوبية الحرة المستقلة وعاصمتها عدن".
وأشار إلى أن “العاصمة عدن قد كانت سباقة في العمل البرلماني على مستوى الجزيرة العربية واحتضن برلمانها المنتخب في مطلع النصف الأخير من القرن الماضي جميع الأعمال التشريعية المتعارف عليها في البرلمانات العريقة مجسداً روحاً حضارية متطلعة إلى مواكبة العمل المؤسسي الديمقراطي قبل أن تعصف بهذه البلاد الطيبة الأحداث والصراعات المتعددة التي تعلمونها جميعا”.
*إرساء لبنات العمل المؤسسي
وأردف الزُبيدي: "اليوم وبعزيمة أكيدة وإصرار كبير نرسي من جديد لبنات العمل المؤسسي حتى وإن كانت البلاد تشهد الكثير من الأحداث الحاسمة ولكن إصرارهم على نهج العمل المؤسسي دليل أكيد على ثقتنا بالانتصار لجميع القيم والأهداف الاستراتيجية التي ناضل من أجلها الجميع".
وقال أيضا: "لا شك أنكم تعلمون أن اختياركم لعضوية الجمعية الوطنية قد تم وفقاً لمعايير كثيرة ولم يتم عبثا أو بطرق عشوائية... كان بودنا أن تضم هذه القاعة الكثير من الشخصيات والكفاءات الوطنية الجديرة بالتواجد بيننا اليوم، ولكننا على يقين تام بأن أعضاء الجمعية قادرون على تجسيد تواجدهم وطموحاتهم بل وطموحات وآمال شعب الجنوب فيكم".
صور عامة من الحضور
صور عامة من الحضور

وأكد ثقة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، برئاسة وجميع أعضاء الجمعية الوطنية، “وأن جميع أبناء الشعب الجنوبي العظيم يتطلعون إلى أعضاء الجمعية الوطنية ويثقون بهم، فلا تخذلوهم”.
وقال: “كونوا على قدر المسؤولية التاريخية الملقاة عليكم، وإنه لشرف ما بعده شرف، وثقوا بأننا سنقف معكم في جميع ما يمكن أن يساعدكم على إنجاز مهامكم الوطنية على أكمل وجه”.
وأضاف الزبيدي قائلا: “لقد كنا في الجنوب العربي ومنذ انطلاق العمليات العسكرية لعاصفة الحزم جزءاً رئيسياً وفاعلاً فيها بجميع مكوناتنا السياسية والعسكرية والاجتماعية، وأثبت شعب الجنوب خلال الأشهر الأولى أنه كان فاعلاً في ميادين القتال، محققا انتصارات عسكرية حاسمة شهد بها العدو قبل الصديق، ولا أبالغ إن قلت إن الانتصارات التي حققتها المقاومة الجنوبية بمساعدة وعون دول التحالف العربي والتي على إثرها اندحرت جميع ميليشيات الحوثي وقوات صالح من أرضنا الطاهرة قد فاقت كل التوقعات”.
*الدولة الجنوبية وخطورة المشروع الإيراني
كما قال: “وفي الحقيقة إن جميع تلك الانتصارات ما كان لها أن تكون لولا توفيق الله سبحانه وتعالى ثم إيماننا العميق بهدفين رئيسيين يتمثل أولهما في تطابق تام وكامل بيننا وبين الأشقاء في دول التحالف العربي فيما يخص خطورة التواجد الإيراني في بلادنا العربية مع ما يمكن أن يمثله ذلك من تهديد حقيقي للأمن القومي العربي بشكل عام والأمن القومي لدول الخليج العربي بشكل خاص، وقد أثبتت إيران من خلال ممارساتها وسياساتها أنها دولة توسعية ذات أطماع قومية تحاول أن توجد لها نفوذاً في بلادنا العربية بغطاء ديني طائفي مقيت”.
وجدد الزبيدي الالتزام التام بالمضي قدماً مع دول التحالف العربي في الحرب على هذا المشروع الإيراني التوسعي الطامع في بلادنا العربية، وذكر أن الهدف الثاني لهم في الجنوب العربي الذي جعل من مشاركتهم ضمن حرب عاصفة الحزم مشاركة فاعلة وحاسمة يتلخص في إيمانهم العميق بعدالة القضية الوطنية (قضية الجنوب)، وحقهم المشروع بل وواجبهم جميعا في الانتصار لها وصولاً إلى تحقيق الاستقلال التام وبناء الدولة الجنوبية الحرة المستقلة، ولقد كان هذا الهدف الوطني الاستراتيجي الدافع الرئيسي للمقاتل الجنوبي وسر النجاح الأول للانتصارات العسكرية ولازال حتى الآن يتجسد في تضحيات أبطال القوات المسلحة الجنوبية على مختلف الجبهات وهو هدف وطني مشروع ناضل وسيناضل من أجله شعب الجنوب بجميع فئاته مهما كانت الصعوبات والتضحيات”.

ولفت الانتباه إلى أن “نضالهم من أجل هذه القضية قد انطلق منذ يوم 7 / 7 / 1994م، وهو اليوم الذي أسقط فيه نظام الجمهورية العربية اليمنية مشروع الوحدة اليمنية بقوة السلاح محتلاً بلادنا في حرب شهدها العالم أجمع وصدرت فيها قرارات دولية”.
كما لفت نظر الأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وبقية دول مجلس التعاون الخليجي إلى “أهمية النظر بعين العدالة إلى قضيتهم الوطنية (قضية الجنوب) باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من دول الجزيرة العربية، وباعتبار أن موقعهم يمثل عمقاً استراتيجياً لهذه الدول وباعتبارنا شركاء في تحقيق الأمن والاستقرار في هذه البقعة الجغرافية الهامة”.
*الحوار الوطني والقضية الجنوبية
وقال رئيس هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي: “وفي هذا الصدد نود أن نلفت نظر الأشقاء في دول التحالف العربي والمندوب الدائم للأمم المتحدة السيد إسماعيل ولد الشيخ إلى الحقائق الآتية:
أولاً: إن تجاهل (قضية الجنوب) على النحو الذي سارت عليه العملية السياسية في صنعاء منذ انطلاق ما سمي بالحوار الوطني وما تمخض عنه من نتائج يعتبر نوعاً من الخداع للنفس وهروباً من مواجهة الحقائق المتعلقة بجوهر هذه القضية، باعتبارها قضية وطن وشعب وهوية ولا يمكن أن يشكل هذا التعامل السطحي مع القضية مدخلاً حقيقياً لحلها.
ثانياً: إن النهج الذي سارت عليه المفاوضات السياسية بإشراف الأمم المتحدة في المرحلة التي تلت عاصفة الحزم- مع تفهمنا للأولويات التي تحدث عنها ولد الشيخ- إلا أننا لا نرى في تأجيل البحث عن حل لهذه القضية أسلوباً يمكن أن ينتهي بها إلى نجاح باعتبار أن حلها أولاً مسألة سابقة لبقية القضايا وليس العكس.
ثالثاً: ربما ستلاحظون أن المتغيرات على الساحة اليمنية تتوالى تباعاً بما ينتج عنها من غياب لقوى وظهور قوى أخرى تبعاً لنتائج المستجدات السياسية والعسكرية، ولكن هذا المعيار الذي ينطبق على مختلف القوى اليمنية لا ينطبق على ممثلي (قضية الجنوب).. لأن قوى الجنوب تمثل قضية وطن وشعب وهوية وليست قوى سياسية متصارعة على السلطة في صنعاء.
*مجلس التعاون ووحدة بغير تراض
رابعاً: إن قيام دولة الجنوب المستقلة على كامل ترابنا الوطني بحدود ما قبل 22 مايو 1990م يعتبر مكسباً كبيراً للأمن القومي العربي بشكل عام وحاجزاً منيعاً أمام التواجد الإيراني ومحاصراً له كما إنه يعتبر منسجماً مع الموقف الخليجي التاريخي الذي عبر عنه بيان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي المنعقد في مدينة أبها السعودية يومي 5 - 6 يونيو 1994م، والذي نص صراحة على: أن الوحدة التي رحبت دول المجلس بقيامها لا يمكن أن تستمر إلا بتراضي الطرفين، ونأمل من الأشقاء التعامل مع قضيتنا على هذا الأساس.

خامساً: إننا في الوقت الذي نقدر فيه ظروف ومتطلبات الصراع العربي مع المشروع الإيراني والأهداف الاستراتيجية لعاصفة الحزم التي نؤكد أننا جزء منها ومع تفهمنا لما يمكن أن ينتج عن ذلك من تحالفات سياسية لدول التحالف تقتضيها الضرورة، إلا أننا نأمل ألا تكون تلك التحالفات على حساب قضيتنا الوطنية التي هي قضية وجود ومصير.
وفي نفس الوقت، فإننا ننفتح على جميع الأصوات العاقلة في اليمن التي تتفهم قضيتنا الوطنية وتقر بحقنا في الاستقلال، أو تقرير المصير على الأقل مع ما يمكن أن يثمر عنه ذلك من شراكة حقيقية، قائمة على المصالح ما بين الدولتين في عدن وصنعاء برعاية خليجية، وبما يشكل في مجموعه ضامناً أكيد للأمن القومي الخليجي، وطارداً للتواجد الإيراني بكل أشكاله.
*الشعب الجنوبي رافض للتطرف
سادساً: لقد أثبت الشعب الجنوبي أنه شعب محب للسلام والاستقرار تواق لأن يعيش على أرضه بحرية ووئام ومع محيطه العربي والإقليمي، مؤكداً في كل مرة قدرته الكبيرة على محاربة التطرف والإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه ومقدماً نفسه كضامن حقيقي للمصالح الإقليمية والدولية المشروعة التي تعتمد على وجود استقرار حقيقي في هذه البقعة الجغرافية بمياهها ومداخلها البحرية الهامة”.
وقال الرئيس الزُبيدي مخاطباً أعضاء الجمعية الوطنية: “الجنوب أمانة في أعناقكم، فكونوا خير من يمثله، وخير من يحافظ عليه، حافظوا على مبادئكم، أثبتوا على مواقفكم، ابنوا سياجاً من العدالة والاتزان والحكمة، ارفعوا راية هذا الوطن عالياً، صونوه بكلماتكم وقراراتكم وأرواحكم، وأن الجنوبيين ينتظرون منكم الكثير، فكونوا على قدر المسؤولية”.
*الوحدة ليست بالإكراه
من جانبه قال نائب رئيس هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الشيخ هاني بن بريك: “إن البرلمان الجنوبي يعد حدثاً تاريخياً، وهو انعقاد الدورة الأولى واجتماع الأول للجمعية الوطنية البرلمان الجنوبي الأول منذ عام 1990م المنعقدة بالتزكية والاختيار وفقاً للظروف، وستكون الجمعية في المرحلة المقبلة منتخبة من الشعب”.

وأضاف: “إن ظروفنا الحالية ظروف المزج بين دولتين بالإكراه وفق ما أكده اجتماع أبها القاضي بعدم فرض الوحدة بالإكراه، ونحن نعتبر من مخرجات ذلك المؤتمر الذي اجتمع عليه مجلس التعاون العربي، فالوحدة لا تفرض بالإكراه أبدا”.
وتابع: “إن على أعضاء البرلمان مسؤولية كبيرة، وعليهم أن يعيدوا الحق الجنوبي لأهله، ويجب عليهم التلاحم والتصدي للعدو الذي يتربص بهم، وتفويت الفرصة على العدو المتربص بنا”.
وأكد على “ضرورة مواجهة كافة التحديات وعدم الاستسلام والبقاء رهناء قوى أخرى، ونحن كقيادات على هذا الشعب إما أن نكون على مستوى المسؤولية وأن نكون مخلصين لله أولا ثم لهذا الشعب الكريم الذي وضع الثقة بنا وإلا نتنحنى ونتيح الفرصة لغيرنا كون المجلس الانتقالي يجري التحضيرات لدولة قادمة. هذه الدولة ستعيد وجودها وعاصمتها بإخلاص القادة وبتفويت الفرصة على العدو”.. مؤكدا على “أحقية الاختلاف داخليا وتقبل الآخر بغير أن نكون غرضا وهدفا لأعدائنا في الخارج الذين يظهرون المودة ويبطنون العداء”.
كما أكد “أهمية شراكة المجلس الانتقالي الجنوبي مع دول التحالف العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وأنه لا يمكن أن تقوم دولة بغير تحالف وأن كبريات دول العالم قامت بتحالفات، وأن المجلس الانتقالي مستقل في قراره”.
وشدد على ضرورة وقوف الجميع في صف المشروع العربي ضد المشروع الفارسي التوسعي، منوها “إننا امام مشروعين مشروع فارسي ومشروع عربي”، معلنا وقوف المجلس وأبناء الجنوب في صف المشروع العربي، و“إننا في المجلس الانتقالي قد اخترنا حليفنا الاستراتيجي السعودية والإمارات ودول التحالف العربي”.
واعتبر بن بريك الوقوف بصف دول التحالف “هدفا مصيريا وعودة لأبناء الجنوب إلى وضعهم الطبيعي الذي يجب أن يكونوا عليه منذُ 1967م، وإن ما آلت إليه الأوضاع آنذاك جاء نتيجة محاصصة بين المعسكرين الاشتراكي والراسمالي، وقد قضت تلك الإرادة الدولية أن يكون الجنوب في المعسكر الاشتراكي”.
ونوه إلى ما واجه المجلس الانتقالي من ضغط اعلامي يهدف إلى أن يخذل التحالف عبر منع القوات الجنوبية من القتال خارج الحدود الجنوبية، وان مثل هذا الطرح جرى داخليا بين قيادات المجلس الانتقالي، غير اننا فضلنا ان نساهم في التحرير فإذا كان الأخوة في دول التحالف خرجوا من مدنهم ودولهم لمساندتنا ضد المشروع الفارسي فهل نخذلهم وهم يحملون مشروعا عربيا”.
وأضاف: “إن صواريخ أذناب إيران تصل إلى الرياض، ما الذي يمنعها من الوصول إلى عدن؟ وإن صواريخها هددت السعودية وما يهدد دول التحالف العربي الذين ضحوا بدمائهم من أجلنا يهددنا في الجنوب”.
وقال: “إن عدن لن تأمن حتى يتم تأمين كل المناطق التي يتمدد فيها المشروع الفارسي، لكي يبقى المشروع العربي.. إذ إن حقنا كجنوبيين مكفول وأن ما يجري الحديث عنه من وجود ضمانات والدعوة إلى شراكة حقيقية مع التحالف من خلال استهلاك الجنوبيين وكذا الحديث أن التحالف جلس مع الإخوان المسلمين علانية طرح بسيط ولا يعني السياسة أبداً”.
وأوضح أن “الجمعية الوطنية هي نواة العمل الجنوبي، وهي رسالة للعالم مفادها بأن الجنوبيين اجتمعوا اليوم على مجلس يمثل الشعب بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي”. وأكد “عزم المجلس الانتقالي على إعلان وزارة دفاع بالفترة القريبة”، لافتا إلى أن القوات الجنوبية منتشرة بكافة الجبهات والمواقع وهي صمام أمان للجنوب”.
واستمرت الجلسة العلنية للجمعية الوطنية أكثر من ساعتين بعدها بدأت أعمال الجلسة المغلقة ظهر أمس، والتي استمرت حتى المساء حيث من المقرر الخروج بنتائج وقرارات مهمة تعلن لاحقا.
رصد/ رعد الريمي - تصوير / مرام مختار

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى