حسام ثابت.. الثابت على حب الخير

> عمار الأشول

> كلما زاد الصراع والحرب في اليمن، زاد الأغنياء غِنى، والفقراء فقراً.. لقد ذابت شبه الطبقة الوسطى وتراجع أغلبها إلى خانة الفقراء، فيما تضاعف جشع الأغنياء وزاد هوسهم بالمال. منهم من هرب بماله إلى خارج البلاد، ومنهم من احتكر وتسمسر في داخلها. قِلّة قليلة من رجال المال والأعمال، الذين راعوا علاقتهم بمجتمعهم، وغلّبوا المصلحة العامة على المصلحة الشخصية، لنجدهم اليوم مصابيح تنير وسط ظلام كالح.. هذا الظلام الذي جاء نتيجة الحرب، بالإضافة إلى تزاوج السلطة بالثروة، التزاوج الذي نجا منه أصحاب “الرزق الحلال”، الذين لم يتمسكوا بحبال البُخل، بل بحبال الخير والمودّة، حسام ثابت، أحدهم إن لم يكن أبرزهم.
كتب قبل أشهر، أحد الناشطين على صفحته في “فيسبوك”، عارضاً على أصدقائه فكرة إنشاء مخبز للمساعدات الخيرية، واقترح عليهم بالتبرّع من ألف ريال، وكونهم ألف صديق، سيصبح المبلغ مليون ريال. لم يكن يتوقّع صاحب البوست، بأن أحدهم سيدخل معه على الخاص، ليموّل ما نسبته 50% من إنشاء المخبز، وبعد نجاح الفكرة في صنعاء، تم افتتاح مخبز آخر في الحديدة، برعاية المموّل ذاته، الذي هو: حسام ثابت.
مع دخول فصل الشتاء، أطلق «الثابت على حب الخير” حملة بعنوان: “بردهم دافئ”، وذلك بتوزيع البطانيات على الأسر التي غَدر بها الشتاء فجأة قبل أن تستعد لمواجهته، ليسهم من خلال هذه الحملة في خلق جو عائلي دافئ خالٍ من البرد والعِلل المرافقة له. تزامن مع ذلك إطلاق “الثابت” حملة أخرى بتوزيع “الحقيبة المدرسية” لعدد كبير من الطلاب والطالبات في صنعاء، وباجل، وثلا، مستهدفاً بالذات الطلاب الذين تخلّفوا عن مدارسهم نتيجة لظروف معيّنة. كذلك نفّذ حملة لتوزيع “سلال غذائية” في صنعاء، مستهدفاً، بالدرجة الأساس، الأسر النازحة والمنكوبة. لم يقف هنا، لقد وصل إلى تهامة، وإلى أبعد الأبعاد فيها، إلى قرية القارة في العمق التهامي.
قبلها دشّن في عدن أكثر من حملة لتوزيع “سلال غذائية” على أسر تقطّعت بها السُّبل في ظل الوضع الاقصادي المتردي الذي يشهده البلد عامة.
كما عمل “الثابت على حب الخير" على شراء لقاح شلل الأطفال، وقام بتوزيعه على المرافق الصحية في عدن. بالإضافة إلى قيامه بمساعدة السلطة المحلية والمجتمع، من خلال مساهماته بسحب مجاري عدن عشرات المرات، مستهدفاً، من خلال ذلك، القضاء على الأمراض والأوبئة الناتجة عن المجاري.
وبما أن “إرضاء الناس غاية لا تدرك"، فقد واجه “الثابت على حب الخير” بعض الانتقادات، منها على سبيل المثال، لماذا يفضّل "الثابت" توزيع البطانيات في صنعاء ولا يوزعها في تهامة، مع العلم أن تهامة حرارتها معتدلة، وليست بحاجة إلى بطانيات، لذلك يتم تعويضها بالسلال الغذائية، كذلك يُقال لماذا تتوجه أنظار "الثابت" إلى عدن أكثر من صنعاء، مع العلم أن مشاكل عدن أكثر من صنعاء، خاصة في ظل انتشار الأوبئة وطفح المجاري.. ومع كل ذلك لايزال “الثابت على حب الخير”، يعمل بصمت، مبتغياً مرضاة الله بالضمير الإنساني.
لا يوجد ما هو أسهل على الصحافي أو الكاتب من أن ينتقد، ولا أصعب عنده من أن يمدح.. لكننا هنا نقول الحقيقة بل جزءًا منها، إيماناً وثقةً منّا بأن من يقدّم الخير لمجتمعه، يستحق ولو كلمة شكر، بالإضافة إلى أن إنصافه يجعل بقية أقرانه يحذون حذوه ويقتدون به، ما يعود بالخير والمنفعة على المجتمع ككل، خاصة في ظل هذه الظروف القاهرة التي يمر بها الوطن، والتي أثبتت - بدون أن تدع مجالاً للشك - بأن أبناء اليمن بعضهم لبعض، بغض النظر عن الانتماء والمنطقة والتوجه السياسي، وذلك يتجسّد في الرجل الذي لم يفرّق بين مدينة ومدينة، ولا بين منطقة ومنطقة، معتبراً كل قريةٍ قريته، ومعاناتها معاناته، “الثابت على حب الخير”، حسام ثابت.
عمار الأشول

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى