السودان يسلم تركيا جزيرة في البحر الأحمر كانت مركزا للقوات العثمانية

> الخرطوم «الأيام» وكالات

> وقع السودان وتركيا اتفاقات للتعاون العسكري والامني خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان التي استغرقت ثلاثة ايام واختتمها الثلاثاء، في اطار تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأعلن اردوغان ان نظيره السوداني عمر البشير وافق على ان تتولى تركيا لفترة محددة إعادة اعمار وترميم جزيرة سواكن التي تكتسي أهمية رمزية وتاريخية كبرى لانقرة.
وأعلن وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور الثلاثاء في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي مولود تشاوش اوغلو انه تم توقيع عدة اتفاقات مع تركيا الاثنين بينها "انشاء مرسى لصيانة السفن المدنية والعسكرية".
وقال ان "وزارة الدفاع السودانية منفتحة على التعاون العسكري مع اي جهة ولدينا تعاون عسكري مع الاشقاء والاصدقاء ومستعدون للتعاون العسكري مع تركيا". واضاف "وقعنا اتفاقية يمكن ان ينجم عنها اي نوع من انواع التعاون العسكري".
من جهته، قال وزير الخارجية التركي انه "تم توقيع اتفاقيات بخصوص أمن البحر الاحمر"، مؤكدا ان تركيا "ستواصل تقديم كل الدعم للسودان بخصوص أمن البحر الاحمر".
واضاف تشاوش اوغلو الذي تحدث باللغة التركية عبر مترجم في المؤتمر الصحافي ان انقرة مهتمة بامن افريقيا والبحر الاحمر. وقال "نحن مهتمون بأمن السودان وإفريقيا وأمن البحر الاحمر".
وتابع "لدينا قاعدة عسكرية في الصومال ولدينا توجيهات رئاسية لتقديم الدعم للامن والشرطة والجانب العسكري للسودان (...) ونواصل تطوير العلاقات في مجال الصناعات الدفاعية".
بدأ الرئيس التركي الاحد زيارته الى السودان في اطار جولته الافريقية، وتم توقيع اجمالي 21 اتفاقية بين الطرفين ابرزها اتفاق حول انشاء مجلس للتعاون الاستراتيجي.
ووقعت 12 اتفاقية في اليوم الاول من الزيارة فيما وقع رجال اعمال من البلدين تسعة اتفاقات لاقامة مشاريع زراعية وصناعية اضافة الى بناء مطار في العاصمة السودانية الاثنين.
*ترميم سواكن
اعلن اردوغان مساء الاثنين انه طرح على البشير "إعادة إعمار وترميم جزيرة سواكن على نحو يناسب شكلها الأصلي، خلال فترة محددة، وهو وافق على ذلك".
صورة من جزيرة سواكن
صورة من جزيرة سواكن

وزار أردوغان برفقة نظيره السوداني سواكن حيث تنفذ وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا" مشروعا لترميم الآثار العثمانية، وتفقد الرئيسان خلالها مبنى الجمارك والمسجدين الحنفي والشافعي التاريخيين في الجزيرة.
وقال أردوغان "الاتراك الذين يريدون الذهاب للعمرة (في السعودية) سيأتون الي سواكن ومنها يذهبون الي العمرة في سياحة مبرمجة".
وتضم الجزيرة آثارا من عهد السلطنة العثمانية وحكمها للسودان ومنطقة جنوب البحر الاحمر في الفترة من 1821 الى 1885. وكان سواكن مقر الحاكم العثماني لجنوب البحر الاحمر.
وميناء سواكن هو الاقدم في السودان ويستخدم في الغالب لنقل المسافرين والبضائع الى ميناء جدة في السعودية، وهو الميناء الثاني للسودان بعد بور سودان الذي يبعد 60 كلم الى الشمال منه.
واشار استاذ العلوم السياسية في عدة جامعات سودانية عبد اللطيف البوني الى الاهمية التاريخية لسواكن بالنسبة لتركيا التي قال انها تسعى كذلك لتوطيد نفوذها في هذه المنطقة.
وقال لفرانس برس "سواكن مهمة جدا لتركيا ولها رمزية تاريخية فعندما كانت الدولة العثمانية التركية تحكم هذه المنطقة، كانت سواكن تتبع مباشرة للخليفة العثماني في الاستانة وليس للحاكم في السودان او مصر".
لكن وزير الخارجية السوداني نفى نية الخرطوم الدخول في محاور اقليمية.
وقال غندور ان "السودان لم ولن يكون يوما جزءا من اي محور ونحن منفتحون على كل دول العالم لتبادل المصالح، وتركيا دولة شقيقة ولنا معها تاريخ طويل".
وأضاف ان "السودان مهتم بأمن البحر الاحمر وننسق مع جيراننا في ذلك، وتركيا موجودة في البحر الاحمر ولها قاعدة عسكرية في الصومال لتدريب الجيش الوطني الصومالي".
والسودان لديه ساحل على البحر الاحمر يمتد على اكثر من 700 كلم ويعتبر البحر الاحمر ممرا مهما للتجارة العالمية.
وأكد عبد اللطيف البوني ان اهتمام تركيا بامن البحر الاحمر "يقرأ في اطار بحثها عن نفوذ اقليمي ودولي وتوجيه رسالة سياسية لدول الخليج بانها موجودة في الساحل الغربي للبحر الاحمر".
وأضاف البوني ان "اتفاق التعاون العسكري وربطه بالاهتمام بامن البحر الاحمر يعكس بحث تركيا عن نفوذ لها في هذه المنطقة المهمة من العالم ولتأكيد لدورها في منطقة الشرق الاوسط وفي اطار التنافس بين مختلف الدول التي تسعى الان لانشاء قواعد لها في المنطقة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى