قلة الدعم والاهتمام من القيادة العسكرية أدى إلى انهيار جبهة جبل جرداد بالشمايتين بتعز.. مقاومة تابعة لحزب الإصلاح كانت وراء أسباب انهيار المعركة

> تعز «الأيام» سليم المعمري

> جبل جرداد بني عمر الاستراتيجي تابع لعزلة بني عمر مديرية الشمايتين محافظة تعز، تعتبر واحدة من أهم عزل مديرية الشمايتين على المستوى الإستراتيجي بحكم موقعها الجغرافي ومساحتها المترامية الأطراف بين سهل ووادٍ وجبل وطبيعة تضاريسها.
ودارت في محيط هذا الجبل معارك بين المقاومة المنتمين لمديرية الشمايتين ومليشيا الحوثي، وهذه المعارك لم تستمر بسبب تراجع أفراد المقاومة نظرا لقلة الدعم مما أدى إلى سيطرة مليشيا الحوثي على جبل جرداد.
ويرى ناشطون ومواطنون ومسئولون بمختلف شرائحهم في عزلة بني عمر بمديرية الشمايتين محافظة تعز أن أسباب تراجع جبهة جرداد بني عمر الاستراتيجي المطل على المخا غرباً وعدن جنوباً والحجرية شرقاً هو عدم توفر الدعم اللازم من أفراد وعتاد للجبهة منذ البداية.
وجبهة جرداد تعد جبهة مهمة واستراتيجية من الناحية العسكرية، كونها تطل من الجهة الغربية من منطقة الوازعية، وتستطيع أي قوة متمركزة فيه السيطرة النارية على كل الوازعية حتى منطقة البرح ومن الجهة الشرقية تطل على كل مناطق الشمايتين، والتمركز بها يفرض السيطرة النارية على مركز المديرية (التربة)، ومن الجهة الجنوبية بإمكانها قطع السيطرة النارية على خط التربة تعز.
*أول مراحل الجبهة
في أول فكرة لإنشاء الجبهة وخوض أول معركة منها كانت عندما قامت مجموعة مسلحة يقودها القيادي بحزب الإصلاح عبدالله علي حسن الشيباني على فتح جبهة جرداد بني عمر الاستراتيجي دون التنسيق مع الأهالي، حيث تم اعتراض الفكرة منذ الوهلة الأولى في فتح الجبهة وخوض معركة، وكان رفض الأهالي ناتج عن عدة أسباب أهمها، حسب عسكريين وضباط، استنزاف المقاتلين، إضافة إلى أن جرداد بني عمر تضاريسها صعبة، كونها جبال شاهقة لا يمكن للحوثيين التفكير بالسيطرة عليها، وهي مغلقة من جهة الوازعية، ولا توجد طريق ممهدة لهذه الأماكن، وهذا يحميها ولا تحتاج إلى معارك لفتحها، أو تحفيز مليشيات الحوثي على الإقدام للاستحواذ عليها.
هذا الأمر أدى إلى تعنت القيادي الإصلاحي الشيباني وقرر عدم الانصياع لتحذيرات الأهالي ونصائحهم، بل إنه وصف الأهالي بالمتحوثين.
وقام الشيباني باستهداف ميليشيات الحوثي المتمركز في الشقيرة مركز مديرية الوازعية، هذا العمل أدى إلى الرد من قبل الميليشيات، حيث قامت بإرسال تعزيزات إلى جبل جرداد الذي تنطلق منه القذائف باتجاه تمركزهم، وتمكنت مليشيا الحوثي من السيطرة على هذا الموقع بعدما كان تحت سيطرة قوات القيادي الإصلاحي علي حسن الشيباني.
*انهيار الجبهة
بعد أيام من سيطرة ميليشيا الحوثي على جبل جرداد (الضعيف) الذي كان تحت قبضة مقاتلي حزب الإصلاح، بدأ الدعم يقل لمقاتلي الإصلاح، وتم انسحاب معظم المقاتلين المقاومين الذين جاءوا من خارج بني عمر لخوض المعركة بقيادة الشيباني، وتركت الجبهة لأهالي بني عمر فقط يقارعون فيها قوات الحوثيين.
جبل الضعيف
جبل الضعيف

*غياب الدعم أسقط الجبهة
علي محمد المعمري، مقرر لجنة التهدئة بمحافظة تعز قال لـ«الأيام»: "إن هذه الجبهة تقع على امتداد ثلاث مديريات هي: الوازعية والمعافر والشمايتين، الواقعة والمطلة على الخط العام الذي يربط محافظة تعز بلحج وعدن، وأن تراجع المقاتلين وسقوط الجبهة لا تتحملة الجبهة أو المقاتلون رغم أنهم صمدوا، لكن الأسباب هي قلة الدعم والتجاهل من قبل القيادة العسكرية".
وتابع: “كانت هذه الجبهة في نطاق اللواء 35 بقيادة العميد عدنان الحمادي، ولم يقدم للجبهة أي دعم، بل إن أبناء المنطقة ظلوا هم من يتحمل الدفاع عنها وبدون مقدمات”.
ويؤكد المعمري أنه تم ضم الجبهة إلى اللواء 17، وأبناء المنطقة كما يعلم الجميع يهمهم الترقيم العسكري أسوة بالجبهات الأخرى.
والمشكلة أن المجندين أفراد جبهة جبل الجرداد منذ ثلاث سنوات لم يستلموا رواتبهم ولم يتحصلوا على أي دعم عسكري أو مستحقات، على الرغم من زيارة اللواء قائد المحور خالد فاضل ولم تنال الجبهة أي اهتمام من القيادة العسكرية في المحور أو اللواء 17 أو اللواء 35.
*تلاعب بأفراد الجبهة
مدير عام صندوق النظافة بمحافظة تعز وائل المعمري يقول لـ«الأيام»: "لا شك أن ما يدفعه الأبطال من تضحيات وعلى مستويات عدة في مختلف مواقع البسالة بعزلة بني عمر الحجرية يعد أمرا مشرفا لنا جميعا، وأستغرب لماذا لم يتم ثبيت الأفراد بالكشوفات العسكرية، ويتم التلاعب بأفرادها، من خلال ترقيمهم مرة بجبهة راسن وأحيانا بجبهة الوازعية".
أشار إلى أن "هناك تخبط وعشوائية في تجاذب المحورين العسكريين فيما يتعلق بالمسؤولية الميدانية واستحقاقاتها عن دور جبهة مهمة مثل جبهتنا وإخفاق اللواءين العسكريين يدل على عدم التعامل الجاد الذي تقتضيه المصلحة العسكرية في مكان مثل معركة تعز وأولوياتها والشواهد الماثلة أمامنا كثيرة".
*السلطات بالمحافظة تتحمل المسؤولية
فيما المحامي سلطان المعمري، نائب رئيس شركة النفط اليمنية فرع تعز يقول جبهة جرداد جبهة مهمة واستراتيجية من الناحية العسكرية، كونها تطل من الجهة الغربية على منطقة الوازعية، وتستطيع أي قوة متمركزة فيه السيطرة النارية على كل الوازعية حتى منطقة البرح، ومن الجهة الشرقية تطل على كل مناطق الشمايتين والتمركز بها يفرض السيطرة النارية إلى مركز المديرية التربة، ومن الجهة الجنوبية بإمكانه قطع السيطرة النارية على خط التربة تعز.
وعن أسباب إهمالها يتحدث سلطان: “لا نعرف أسباب إهمالها حتى الآن، ولكن في تقديري الشخصي أن كل القيادات العسكرية التي زارت جبهة جرداد لم تصل إلى المواقع التي أشرت إليها، وقامت بزيارة خاطفة من أجل التغطية الإعلامية ليس إلا”.
وأوضح: “رغم وصول الحوثيين إلى قمة جبل جرداد الضعيف لمعرفتهم بأهمية المواقع إلا أنهم يواجهون عائقا أمامهم هو عدم وجود خط سيارات لنقل إمداداتهم، ورغم ذلك يتحملون كل المشاق من أجل البقاء في تلك المواقع وينقلون كل إمداداتهم عبر الحيوانات”.
وحمل المحامي سلطان المعمري المسؤولية محافظ المحافظة السابق علي المعمري، وقائد محور تعز خالد فاضل وعبدالله الشيباني من قام بفتح الجبهة، التي على الرغم من سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى فيها إلا أنها ظلت منسية من قبل كل القيادات العسكرية في المحافظة، ولا ندري ما هو سر هذا الإهمال المتعمد؟”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى