سياسة دق الجحف بالجحف

> سعد ناجي أحمد

> مرحلة سياسية قائمة على أسلوب دق جحف بجحف، وهذا ما هو حاصل بالساحة العربية، مع تقديري واعتذاري للقارئ الكريم الذي ربما يقزز من عنوان موضوعي، ولكن بالتأكيد عند قراءة مضمونه اعتقد بأنه سيؤيد ما تناولته في مقالي، مع اعتذاري للاجحاف التي تكسرت والباقي!! إن كثيرا من القيادات العربية التي لم تدرك فن السياسة ولعب الأوراق والابعاد السياسية التي تديرها القوى الصهيونية تجاه الأمة العربية والإسلامية، والتي كانت بداية ذلك المسلسل التآمري على جمهورية اليمن الديمقراطية بحرب عام 86م الدموية بين الرفاق، وتلتها الوحدة اليمنية العقيمة وحرب 94 اﻷليمة.
ضرب دولة العراق العظيمة وإعدام المناضل البطل صدام حسين شنقا يوم عيد الأضحى للعرب والمسلمين وهذه أكبر نكسة وجريمة للأمة العربية والإسلامية.. تلك هي بداية المؤامرة وتخاذل القيادات العربية والعروبة وتمزقها وتلقيها الضربة القاضية التي قصمت ظهر البعير في الوقت الذي تجاهلها الكثير وفضلوا البعد عن الشر وغنوا له الكثير وغنت له قناة الجزيرة الغشيمة التي حركت المياه الراكدة وثورة الربيع العربي، والتي تديرها قوى خارجية بتنفيذ قوى داخلية مادية وبلا بصيرة وكانت نتائجها سلبية وأليمة في الساحة العربية.
نعم إنها مرحلة سياسة "فرق تسد" تدق (جحف بجحف)، وهذا ما شهدته الساحة العربية في مصر والعراق وسوريا وليبيا وتونس واليمن، ذلك المسلسل المرعب والمخيف الذي لاتزال وقائعه ونتائجة محزنة وأليمة على الأرض، تلك هي المصيبة الكبرى التي حلت بالأمة العربية والإسلامية بسبب تخاذلها وسياساتها ذات الأبعاد والأهداف القصيرة.
أما آن الآوان لهذا الخطأ بل الأخطاء التي فاقمت السلبيات أن تراجع الحسابات والوقوف عند السيئات والتعامل مع المبادئ العربية والانسانية الاصيلة والاستراتيجيات الصحيحة أم لازلنا فاقدي البصيرة والغوص في عالم الواتس والفيس ووضع الفرضيات والتنظير وقول الهرج والمرج والمكايدات.. أم يا منادي لمن تنادي، فكل يغني على ليلاه. بينما هناك شعوب تدمر وبشر تقتل وتهجر ومرض وفقر وامهات وأطفال يتباكون وهذه هي الجريمة والإثم المبين.
أعود لجنوبنا اليمني الحبيب وأقول مفتاح حل الأزمات هو الجنوب واستعادة الدولة، فمربع التآمر بدأ بإسقاط الدولة الجنوبية، ولذا لابد من الحلول وتكون نهاية الأزمات من الجنوب، وهي الحكمة بحد ذاتها، وعلى الأقليم والمجتمع الدولي أن يكون على قناعة بذلك.
إن شعب الجنوب العظيم المغلوب على أمره خرج بصدور عارية وتجرع مرارات الألم ونادى كل الدول المجاورة والمجتمع الدولي بلغة الثورة السلمية الحكيمة.
لكن للأسف كان حجم المؤامرة كبيرا حتى تبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض، واتضحت كل المؤامرات وتكشفت الحقيقة وكان الجنوب بوابة انتصار العروبة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى