الجنوب وانهيار سلطته المتناقضة

> معين الصبيحي

> كنا ندرك جيدا منذ وقت مبكرا أن مشاركة الجنوب في سلطة الشرعية اليمنية بقيادة السيد هادي بعد عاصفة الحزم أو بالأحرى بعد تحرير الجنوب من قوات الانقلابيين قوات الحوثي والمخلوع الراحل عفاش كأول موطئ قدم للشرعية اليمنية مجرد تكتيك من قبل اللاعبين الكبار على مستوى الإقليم والعالم يهدف إلى التعامل مع الجنوب عبر مراحل مكهربة ستفضي آخر المطاف وفقا لموشرات منطقية وواقعية إلى فرض حلول على الجنوب لا يرتضيها على الإطلاق بعد نتف ريشه وكسر جناحه ورميه منتوف الريش ومكسور الجناح.
ورغم كل شيء ولغبائنا المتواتر اعتبرنا مشاركة الجنوب في تلك السلطة المتناقضة التي جمعت بين الطرف الجنوبي المتشدد المطالب بالتحرير والاستقلال والمطالبين بالحفاظ على الوحدة ورافعي شعار الوحدة او الموت التي كان يصفها بالمحتلة للجنوب ارضا وانسانا حكمة وحنكة سياسية ودبلوماسية تتماشى مع خط سير العالم والاقليم، خصوصا بعد ان خرج رئيس الجنوب الشرعي علي سالم ومدير مكتبه احمد عمر بن فريد يؤيدون تلك المشاركة ويدعون الجنوب للعض على أي منصب في حكومة الشرعية بالنواجذ.
حينها تابعت بحرص شديد وقرأت في كل مكان كل شيء عن تلك المشاركة وكانت كل التحليلات والتصورات توكد انها فخ للجنوب يهدف احراق رموز الجنوب وامتصاص حماسه وكذا الهاء الجنوبيين بالسلطة والهبات والمميزات وترويضهم هنا وهناك بقضايا كثيرة وصلت حد القتال فيما بينهم كما حصل بين كتيبة سلمان ونقطة امنية بجولد مور أفضت إلى استشهاد صبري الجوهري واصابة قاسم الجوهري قائد كتيبة سلمان ومازالت القضية قامه وتجر لمثيلاتها هنا وهناك.
ما زاد الطين بلة ان اخواننا المشاركين في تلك السلطة رموا كل شيء خلف ظهورهم في ملابسات غامضة وبطرق غير واضحة ولم يعملوا على ترتيب البيت الجنوبي بحنكة قيادية ولم يتوقفوا عند معاداة المكونات الاخرى وكثير من ابناء الجنوب وكيل التهم الكيدية الباطلة لكل جنوبي له فكرة وراي مغاير بل ذهبوا الى ابعد من ذلك ولم اقل الى مداهمات الناس وقتل الابرياء وسط منازلهم وامام اطفالهم ونسائهم، فمن له قضية في هذا المضمار سيتابعها بنفسه.
ورغم ان السياسة فعل وليست ردة فعل والوظيفة العامة لها اربعة آجال، وهي الاقالة او الاستقالة او الموت وانهاء الفترة القانونية والدستورية، قاموا عقب اقالتهم من مناصبهم بتشكيل مجلس انتقالي وقالوا الشعب فوضهم في مخالفة لكل البروتكولات الانتخابية والسياسية ولم يمدوا ايديهم لاي مكون جنوبي.
الادهى من كل ذلك ان المجلس مشروع خارجي ولم يأتي بعد مؤتمر جامع وحوار جنوبي جنوبي افضى الى كيان منبثق من مكونات الثورة السلمية وعناصر لا تقل شأنا عمن حرر الجنوب والضالع.. الخ، بل من الذين شاركوا في الحوار الوطني وكانوا يحرقون علم الجنوب الذين هداهم اللًه وعادوا من محراب الشراكة بحق الجنوب في تقرير مصيره إلى مسجد الايمان بالقضية الجنوبية.
المهم مشاركة الجنوب في سلطة هادي او اقالته منها ليس نهاية الدنيا ولم يفت الأوان على عمل الجنوبيين اللازم الذي يقود الى النصر بإذن اللًة بشرط ترك الجنوبيين للعناد والمكابرة والاصرار على السير في الاتجاه المعاكس ما لم فالحلم يتم اغتياله في وضح النهار وسط مسرح هزلي وفق اجندات وطنية وخارجية.
اللازم الذي يجب ان يفعله الجنوبيون اليوم في مواجهة كل التحديات التي جعلت الجنوب يسير بكل قوة نحو مآسي الزمرة والطغمة وبشكل ابشع من الماضي وبمباركة عالمية واقليمية هو التوحد والاخلاص، فكم نحن اليوم بامس الحاجة للتوحد وان تتجاوز كل القوى الجنوبية خلافاتها وتتوحد.
اخيرا، متى يدرك الجنوبيون وقواهم الحية ان الشعوب الحرة تضع خلافاتها ومصالحها جانبا في أوقات الشدة والمنعطفات الكبرى وتتوحد لمواجهة الخطر. اللهم اني بلغت اللهم فاشهد.
معين الصبيحي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى