آخر آمال الشماليين

> فهد البرشاء

>
فهد البرشاء
فهد البرشاء
هكذا كان يعدّه الشماليون، وهكذا كانوا يتوسمون فيه، صالح (المنقذ) الذي علقوا عليه آمالهم في خلاصهم من الحوثيين الذين سلمهم البلاد حينما تمت تنحيته عن كرسي الحكم، ليوهم الكل أنه الوحيد الذي يملك زمام البلاد، وهو أيضا من يستطيع إخراجها مما هي فيه.
ثلاث سنوات ونيف والأخوة في الشمال يعولون على صالح الكثير والكثير، وصالح ذاته يساوم بهذه الورقة التي راهن عليها وأوهم بها دول الجوار والعالم أجمع، كي يظمن خروجاً مشرفا له بعد أن تكالب عليه الجميع ولم يعد له مكان يأوي إليه..
إلا أن تمادي الرجل وعدم جديته في التعامل مع هذه الفئة الضالة عجّل كثيرا في نهايته وبطريقة لم يكن يرضاها له أتباعه ومناصروه، لتنتهي معه آخر آمال الشماليين في الخلاص مما هم فيه من ظلم وضيم وقهر حلَّ بهم.
تهاوت هذه الآمال في ليلة (ديسمبرية) باردة كبرودة أجواء صنعاء، وتهاوت معها، ربما، عزيمة أتباع صالح، الذي بات في عشية وضحاها في خبر كان رغم سجله الحافل بالمكر والدهاء والخُبث السياسي.
اليوم لا عزاء للشماليين بعد أن قُتل صالح إلا بالانتفاضة ضد المد الحوثي والقضاء عليه والثأر لكل من طالهم ظلم هذه الفئة الضالة التي عبثت بكل شيء من أجل تحقيق أهدافها وغاياتها ومآربها الشخصية والفارسية الإيرانية، الرامية إلى نشر المذهب الإيراني المعادي للدين وللصحابة.
اليوم لا خيار أمامهم سوى الوقوف في وجه هذا الفكر والقضاء عليه، لينعموا بحياة آمنة مستقرة مطمئنة، ما لم فإن هؤلاء قد يتجبرون ويطغون في البلاد، ويمارسون كل أنواع القتل والسحل والتدمير والإرهاب، لا خيار سوى الثورة العارمة ضدهم وضد أفكارهم، فآخر آمالكم قُتل بدم بارد دون أن تتحرك بداخلكم ذرة واحدة من إنسانية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى