قـصـة شهـيـد "فوزي أحمد صالح الصبيحي " (شهيد تحرير الوهط بلحج)

> تكتبها/ خديجة بن بريك

> انتفض الجنوبيون وتداعوا من كل مكان للدفاع عن مناطقهم حينما المليشيات الانقلابية الحوثية العفاشية اجتياحها في حرب 2015، التي أشعلتها المليشيا الحوثية بمساندة قوات الرئيس الهالك المخلوع صالح.
ووقف ابناء الجنوب بكل مشاربهم صفا واحدا ضد ذلك العدوان الحوثي الغاشم الذي أراد السيطرة على البلاد، فبعد انقلاب تلك العصابات المأجورة المرتزقة على السلطة الشرعية في البلاد وسيطرتها على صنعاء وما جاورها من المحافظات الشمالية، زحفت نحو عدن وبقية المحافظات الجنوبية لاجتياحها والسيطرة عليها وإخضاعها لها. هرولت تلك المجاميع الجبروتية نحو الجنوب مصطحبة معها ترسانة عسكرية ضخمة، وآليات حربية وسلاحا نوعيا وفتاكا بغية قتل أبناء الجنوب وقصف وإحراق وتدمير المنازل فوق ساكنيها.
إلا أن أبناء الجنوب وقفوا لهم بالمرصاد وواجهوا تلك المليشيات الغازية، وتصدوا لهم بكل شجاعة وبسالة.. وتعاهد أبناء الجنوب على مقارعة ذلك العدو الخبيث حتى يتم اجتثاثه من أرضهم الطاهرة، فواجهوه في كل مكان تواجد به، ولم يستسلموا له أو يخضعوا، فعلى الرغم من أن المعارك والمواجهات لم تكن متكافئة بين الطرفين، لعدم امتلاك المقاومة الجنوبية سوى السلاح الخفيف إلا أن شباب الجنوب الأبطال قدموا أروع الملاحم البطولية أثناء مواجهتهم لذلك العدو البربري، وسقط العديد من أبناء الجنوب البواسل شهداء في تلك المواجهات، وضحوا بأنفسهم لعزة وكرامة أرضهم.
الشهيد فوزي أحمد صالح الصبيحي، أحد أبناء الجنوب الأبطال الذين لم يخضعوا ولم يستكينوا لمليشيات العدوان الحوثي وقوات صالح الانقلابية، ومن الذين لم ترعبهم تلك المجاميع الهائلة من المقاتلين وتلك الأسلحة الضخمة التي تمتلكها.
التحق فوزي الصبيحي باللجان الشعبية والمقاومة الجنوبية منذ بداية الحرب في مارس 2015، وشارك في العديد من الجبهات والمواجهات ضد المليشيات الحوثية، وكانت له الكثير من المواقف الشجاعة أثناء التصدي للعدوان الغاشم.
وزاد الحماس لدى أبطال المقاومة الجنوبية حينما لاحت تباشير النصر من عدن، حينما جاء التعزيز والمساندة والدعم من إخواننا في دول التحالف العربي الذين التحموا بشباب المقاومة الجنوبية وبدأوا بتحرير مدن عدن الواحدة تلو الأخرى، لينتقلوا بعد ذلك إلى بقية المحافظات الجنوبية، ويطاردوا فلول العصابات الحوثية العفاشية الكهنوتية، وتم قتل الكثير منهم، وفر البعض الآخر كالجرذان يجرون أذيال الخيبة والمهانة.
وعندما تمكنت المقاومة الجنوبية بمساندة قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة من تحرير مدينة عدن توجه الأبطال نحو محافظة لحج لتحريرها، وهناك دارت معارك شرسة وضارية لتطهير المحافظة من العناصر المليشياوية ومطاردة فلولها أينما وجدوا.
وفي إحدى المعارك التطهيرية بتاريخ 25 يوليو 2015م، والتي دارت مشاهدها الملحمية في منطقة الوهط بلحج لتحريرها من فلول تلك الشرذمة الباغية، أصيب فوزي الصبيحي إصابة بليغة واستشهد على إثرها، بعد صولات وجولات بطولية قدمها أثناء التصدي لعدوان مليشيات الحوثي وقوات صالح.
فوزي الصبيحي، شاب في مقتبل العمر، لبى نداء الواجب الوطني وقدم روحه ثمنا لذلك.
يقول أصدقاؤه ممن شاركوا في الدفاع عن أرض الجنوب الغالي، إن سبب انتفاضهم في وجه الغزو الحوثي الكهنوتي هو حب الوطن، “فالوطن أغلى من كل شيء، وأرواحنا فداء له.. فقد أعطانا الوطن الكثير، وما تضحيتنا في سبيل تحريره إلا رد للجميل له والوفاء والإخلاص لجنوبنا الأبي، الذي يستحق أن نضحي بأغلى ما نملك من أجله”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى