التربية أمّ الأخلاق

> حسين السقلدي

>
حسين السقلدي
حسين السقلدي
التربية تربو وتسمو وتعلو لاستعداد الإنسان جسما ونفسا وعقلا، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.. حيث والإنسان في نشأته الأولى كالغصن الرطب، فهو مستقيم لينا بطبعه، ولكن أهواء التربية تميل به إلى يمين الخير أو شمال الشر.
فالتربية ملكة تحصل بالتعليم والتعلم والتمرين والقدرة والاقتباس، وأهم أصولها وجود المربين وتربية الجسم وحده إلى بلوغ السنتين، هذه وظيفة الأم الحاضنة تضاف إليها تربية النفس إلى السابعة وهي وظيفة الأبوين والعائلة معاً، يضاف إليها تربية العقل إلى سن البلوغ وهي وظيفة المعلمين والمدارس، ثم تأتي تربية القدوة للأقربين والخلطاء إلى الزواج، وهي وظيفة الصدفة، ثم تأتي تربية المقارنة وهي وظيفة الزوجين إلى الموت أو الفراق.
ولابد أن تصحب التربية من بعد البلوغ تربية الظروف المحيطة وتربية الهيئة الاجتماعية وتربية القانون أو سيره السياسي وتربية الإنسان نفسه، يصاحب ذلك قيام الحكومات الإنسانية التي تعمل لشعوبها وسائل التطوير والرقي والازدهار من خلال تولي ملاحظة تسهيل تربية الأمة، وذلك بسن القوانين لصالح المواطن، وبالذات التطوير الاقتصادي وحرية الأفراد والقوانين المحافظة على الآداب العامة والحقوق وتقوي الآمال والإرادات والطموحات وتسير الأعمال وتؤمن العاجزين على الكسب من الموت جوعاً.. ويعيش الإنسان آمنا ومستقرا في ظل العدالة الاجتماعية نشيطاً على العمل الهادف بياض نهاره وعلى الفكر سواد ليله.
أما الحكومات الفاسدة والمستبدة والظالمة كمثل حكومة المخلوع صالح وزبانيته والحوثي ومليشياته، اللذين يعملان على منهجية الجرائم بقتل الابتسامة بين الناس والطموحات بين الطلاب والشباب، وتجهيل المدرسة الذي أدى إلى تجهيل الشعب في الجنوب الأبي وسلب إرادته، وإيجاد أخلاق الشقاق والكراهية بين المواطنين وسلب حقوقهم، وإقصاء الجنوبيين، وتسيد ثقافة وأخلاقيات السلب والنهب والاعتداء على كرامة المواطن، وانتشار الأمراض المعدية، وإفقار المواطنين وطمس هوية الجنوبيين وقضيتهم العادلة، قضية الخلاص من نظام المخلوع والحوثي، وجعل المواطن في المحافظات الجنوبية يعيش في خوف وجزع خاملاً ضائعاً مقصده ومرامه لا يدري كيف يقضي ساعاته وأوقاته تائهاً في حياته حائراً بمستقبله.
والتربية علم وفن وذوق وأخلاق وعمل هادف، ولابد من وجود من يعمل التربية لا من يعلمها، حيث لابد من توجيه الفكر إلى مقصد مفيد كالتربية أو توجيه الجسم إلى عمل نافع كتمرين الوجه على الحياء والقلب وترفعه عن صغائر الأمور واستعداد الإنسان للمحاسن والصبر والاستماع للفوائد وتقوي اللسان على قول الخير واليد على الإنفاق وإكبار النفس عن الرذائل والوجدان عن نصرة الباطل ورعاية الترتيب والاندفاع لحفظ الشرف والمبادئ ولحفظ الحقوق ولحماية الناموس، ولحب الوطن الجنوب والذود عن حياضه، والسعي لطلب العلم وامتلاكه وإعانة الضعيف واحتقار الأعداء والظالمين والمستبدين، والابتعاد عن الكذب والتحايل والخداع والكراهية والحسد والنفاق والتذلل.
وإن أقوى ضابط للتربية والأخلاق هو النهي عن المنكر والنصيحة والتوبيخ والقبول بالرأي الآخر، وأنه لابد أن يكون للإنسان آذنا صاغية، فبالإرادة والعزيمة والأخلاق تتحقق الآمال والطموحات..
والتربية هي الأخلاق وسقياها العلم، ومن يحسن التمسك بالتربية والأخلاق والتسلح بثقافة التصالح والتسامح وحب الوطن والمواطن يبلغ منال النهاية.. والتربية ضالة المجتمع وأحلامه، وفقدها هي المصيبة الأعظم.. فلإنسان يكون إنسانا بتربيته وأخلاقه.. وكما يكون الآباء يكون الأبناء، وكما يكون المعلمون يكون الطلاب، وكما يكون الأفراد يكون القوم أو الأمة، والتربية المطلوبة هي المترتبة على إعداد العقل والعقلانية للتميز.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى