هذا هو المطلوب إن كنتم صادقين

> محمد سعيد الزعبلي

> على مدى خمسين عام بالوفاء والتمام من 1967 الى 2017 مر شعبنا الجنوبي العظيم بمنعطفات تاريخية عديدة وهامة مليئة بالنضال والتضحية والصمود، وبمراحل سياسية عديدة ومختلفة بحلوها ومرها، مليئة بالعبر والدروس لمن يعتبر.
محمد سعيد الزعبلي
محمد سعيد الزعبلي

كل ذلك يوجب اليوم على شعبنا الجنوبي الأبي بمناضليه ومقاومته الباسلة ونخبه السياسة والفكرية الثقافية والدينية وشخصياته الاجتماعية، في الداخل الجنوبي وخارجه، وفي المقدمة المجلس الانتقالي الجنوبي وجمعيته الوطنية، الوقوف الصادق بمسئولية وطنية حقة لاستخلاص العبر والدروس من ماضي شعبنا في جميع مراحله السياسية، طيلة خمسين عاما، وبتقييم واقعي وموضوعي دقيق بعيدا عن المزايدة أو الإجحاف في الطرح والتناول، وهذا ليس من أجل محاكمة الماضي، كما يحلو للبعض الحديث عن ذلك، ولكن من أجل معرفة أسباب وحجم الخطأ والصواب، وأسباب الفشل والنجاح، وما هي الإيجابيات لنأخذ بها، وما هي السلبيات لتجنبها، وذلك من أجل ضمان النجاح في بناء الحاضر وتأمين بناء المستقبل لأجيالنا على أسس وطنية وعلمية مدروسة بالاستفادة من تجارب ماضي شعبنا.
هذا أولا، وثانيا يجب علينا ان نقف وقفه مراجعة مع الذات في الأقوال والأفعال لتطهير القلوب وتحرير العقول من كل رواسب الماضي والعمل على تعزيز مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي الجنوبي أكثر من أي وقت مضى، وتجسيد مبدأ الحوار فيما بيننا للأمور الخلافية مع الحفاظ على الثوابت الوطنية لما من شأنه تعزيز وتمتين وحدة الصف الجنوبي، الضمانة الأكيدة لتحرير واستقلال الجنوب، وبناء الدولة الجنوبية الفدرالية ذات السيادة دولة النظام والقانون والعدل والمساواة.
ولنا وقفه مع الذات للتخلص من الأنانية والنزعات المناطقية المقيتة والقبلية والعشائرية والشللية والمحسوبية والمحاباة وما هو في حكم ذلك لنعطي كل ذي حق حقه بدون وساطة، وليكون مقياس الاختيار وفقا للنضوج الفكري والسياسي والكفاءة والأمانة والنزاهة والوفاء والإخلاص ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، مع عدالة التوزيع للثروة، ليكون شعارنا قولا وعملا (الجنوب أولا وفوق كل المصالح الشخصية والاعتبارات الخاصة) ليكون المنصب مغرما وليس مغنما كما هو حاصل اليوم، لدى البعض.
إذا استطعنا فعل ذلك بالقول والعمل نكون قد وجدنا الأرضية الصلبة وحققنا الوسائل الضامنة لتحقيق الغاية وهي بناء الدولة الجنوبية المدنية الحديثة الخالية من الفساد والإفساد، دولة في خدمه البلاد والعباد وليس فيها أي جلاد، هذا هو المطلوب إن كنتم صادقين، وعلى الله توكلنا وبه نستعين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى