«الأيام» في ضواحي حيس تشارك أبطال المقاومة انتصاراتهم.. المحرمي: العملية كانت نوعية واستهدفت قلب العدو وأبطالنا وصلوا قرى الزاهري والنجيبة رغم كثافة الألغام

> تقرير وتصوير/ نجيب المحبوبي

> «الأيام» كعادتها متواجدة في قلب الحدث بالساحل الغربي لتشارك أبطال المقاومة الجنوبية والتهامية انتصاراتهم التي يحققونها في كل مرحلة من مراحل المعركة هناك.
هجمة محكمة شنتها المقاومة والجيش هذا الأسبوع مكنت القوات من الزحف نحو مدينة حيس جنوبي الحديدة في جبهة الساحل الغربي من الجهة الغربية والجنوبية بمساندة مقاتلات التحالف العربي ووسط انهيارات مليشيات الحوثي.

ونقل مراسل «الأيام» الذي يتواجد في منطقة الخوخة أن المقاومة تمكنت من قطع خط الإمداد بين تعز والحديدة مرورا بحيس بعد تأمين مدينة الخوخة من عدة اتجاهات؛ ما ضيق الخناق على المتمردين وتم محاصرتهم في مركز مديرية حيس ومواقع مجاورة.
وكانت ميليشيا الحوثي- عقب تحرير مدينة الخوخة- انسحبت إلى مناطق محيطة بها وظلت تقصف مواقع الجيش والمناطق السكنية قبل أن تتمكن قوات المقاومة الجيش من دحرها من ريف الخوخة.
وأسفر الهجوم عن قطع خط الإمداد للمليشيات الحوثية بين محافظتي تعز والحديدة مما شكل ضعفاً في الجبهات الأخرى في الهاملي وموزع اللتين أصبح الدخول إليهما مسألة وقت، وفقا لتصريحات قادة ميدانيين لـ«الأيام».

قوات المليشيا في حيس باتت محاصرة برا بعد قطع خطوط الإمداد وهدفا مكشوفا لطائرات التحالف العربي التي كثفت من ضربها تزامنا مع سير العمليات العسكرية برا، ما أجبر قائد قوات المليشيا في حيس مع خمسين آخرين من مقاتليه على تسليم أنفسهم لقوات المقاومة والقوات الحكومة أمس، في خطوة عدها مراقبون عسكريون انهيارا واضحا في صفوف المليشيا ومؤشرا ايجابيا على سهولة تقدم المقاومة والقوات الحكومية نحو مدينة الحديدة ومينائها.
*هدف الهجوم
بعد أن تمادت المليشيات في زرعها المستمر للعبوات الناسفة في الخط الرابط بين الخوخة ويختل شنت المقاومة الجنوبية والتهامية هجمتها هذه، للتصدي للجرائم التي تقوم بها المليشيات الحوثية والتي راح ضحيتها العديد من المقاتلين والعشرات من المواطنين، خصوصا في مديرية الخوخة.
في بداية الأمر شنت المقاومة هجوما من اتجاه مزارع الزهري وتفاجأ الحوثيون الذين لاذوا بالفرار، فقتل منهم العشرات ومثلهم وقعوا في الأسر، ومع انسحابها قامت المليشيات بزرع الألغام بشكل كثيف جداً لكن هذا لم يكن عائقاً أمام بواسل المقاومة الجنوبية والتهامية الذين وصلوا إلى قرية النجيبة، وفي اليوم التالي واصلوا تقدمهم إلى الخط الرئيس الرابط بين محافظتي تعز والحديدة بالرغم من محاولة الحوثيين إفشال تقدم المقاومة عبر تفخيخ جسر عرفان الذي يصل طوله لأكثر من 500 متر، لكن المقاومين قاموا بفتح طريق آخر حتى وصلوا إلى ضواحي مديرية حيس التابعة لمحافظة الحديدة، وهي بمثابة حلقة الوصل بين محافظتي تعز والحديدة.

*المليشيا تتقهقر
وقع في الأسر عناصر من مليشيات الحوثي عندما كانوا يحاولون الفرار من مديرية حيس خوفاً من تقدم المقاومة، وبعد شعورهم بأن المعركة أصبحت محسومة لصالح المقاومة.
أحد أسرى الحوثيين لدى المقاومة تحدث لمراسل «الأيام» قائلا «كنت في طريقي للهروب إلى مدينتي في محافظة ذمار، لأنهم يريدون رمينا إلى التهلكة بحكم أننا من فئة (الزنابيل) وهم من فئة (القناديل)».
اسرى حوثيون يتناولون وجبة الغداء مع قائد المقاومة الجنوبية
اسرى حوثيون يتناولون وجبة الغداء مع قائد المقاومة الجنوبية

في أحد المواقع وقع في الأسر اثنان من مقاتلي مليشيات الحوثي.. الكثير من مقاتلي المقاومة حضروا ليشاهدوهما، وقال بعضهم هؤلاء قتلة يجب أن نقتلهم. القائد رامي قائد إحدى كتائب اللواء الأول عمالقة تحدث إلى مقاتليه قائلا «اتقوا الله فهؤلاء أسرى وسنعاملهم كما أوصانا الرسول، لأن ديننا دين الأخلاق قبل الجهاد بالنفس»، فأخدهما وقدم لهما الماء والغذاء، وعاملهما معاملة الأسير، وكانت علامات الندم واضحة على الأسيرين الحوثيين.
*استقبال بالأحضان
عند وصول المقاومة إلى القرى الواقعة بضواحي مديرية حيس خرج العديد من الموطنين من منازلهم يستقبلون ابطال المقاومة الجنوبية والتهامية بالاحضان، ووسط فرحة كبيرة تغمر قلوبهم نظراً للظلم الكبير الذي عاناه المواطنون من قبل تلك المليشيات التي قصفت منازلهم بقدائف الهاون، لكن المقاتلين تسللوا بين الاشجار والكثبان الرملية التي كان يختبئ بها الحوثيون واستطاعوا قتل ثلاثة، وكان بحوزتهم مدفع الهاون من عيار (160) اغتنمته المقاومة.
الأهالي يستقبلون المقاومة الجنوبية
الأهالي يستقبلون المقاومة الجنوبية

الحاج ثابت غالب احد مواطني قرية بني عبيدان قال لرجال المقاومة «نحمد الله على وصولكم الينا ايها الابطال، نحن الان نشعر بالامان بعد ان كنا نشعر بالخوف نتيجة للتصرفات الهمجية لتلك المليشيات الاجرامية، التي كانت تختبئ بين المنازل مما كان يسبب لنا الخوف».
أما الشيخ محمد قائد فقال: «نحن مسرورون اليوم جزاكم الله خيرا وكثر من امثالكم، ففي السابق كان الوضع مخيفا، ومتدهورا في كافة الخدمات، لكن بإذن الله من اليوم سنشهد كل خير».
*مسألة وقت
بعد وصول المقاومة الى ضواحي حيس اصبح استعادة مركز المديرية مسألة وقت فقط او بالاصح انتظار الضوء الاخضر من أجل الدخول اليها بشكل كامل.

القائد الميداني ابو زرعة المحرمي قال لـ«الأيام» «العملية العسكرية كانت نوعية قطع فيها الابطال الطرق الوعرة بعد ان واصل الحوثيون زرعهم للعبوات الناسفة في الطريق وقرى الزاهري والنجيبة، كما شردوا المواطنين من قراهم ودمروا منازلهم. واستهدف هذا الهجوم قلب العدو، حيث تم محاصرته وقطع خط الامداد بين تعز والحديدة وتم السيطرة على مساحة كبيرة جداً ستضعف الحوثيين الذين خسروا العديد من عناصرهم بين قتيل واسير بالاضافة لخسارتهم دبابة واسلحة ثقيلة وخفيفة.
*المليشيا والألغام
تسعى مليشيات الحوثي دوماً لزرع الالغام والعبوات الناسفة سواء في الطرقات أو المزارع والوديان ومنازل المواطنين وهذا ما يتسبب بسقوط مقاتلين ومواطنين بشكل يومي.
الالغام الارضية
الالغام الارضية

مسؤول نزع الالغام في اللواء الاول عمالقة مروان الشهير باسم (السيد لغم) وهو من مديرية الشيخ عثمان بعدن تحدث الينا حول الالغام وانواعها وكيفية التعامل معها واخراجها، حيث يواجه هو ورفاقه دوماً الخطر وعند اي هجوم يكون متواجدا في الامام قبل المدرعات والاطقم لنزع الالغام وتفكيكها، ويخاطر بنفسه من أجل ان يسهل الامور لرفاقه.
الزميل نجيب المحبوبي في قلب الحدث بالساحل الغربي
الزميل نجيب المحبوبي في قلب الحدث بالساحل الغربي

وسبق وان تعرض مروان لانفجار الغام اربع مرات، لكن عزيمته كبيرة في كل مرة، ويعود الى الجبهة ليواصل مهمته، فهو لا يغادر ساحة المعركة.
ويفيد مروان بأنه يقوم يومياً بنزع عشرات الالغام بالإضافة لتفكيك شبكة المتفجرات التي يزرعها الحوثيون بشكل يومي، كما انه يشارك ايضاً مع بقية الالوية الجنوبية والتهامية بفتح الالغام، فعمله لا يقتصر على داخل اللواء المنتمي له فقط.
تقرير وتصوير/ نجيب المحبوبي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى