«الأيام» تنقل مأساة نازحي موزع تعز إلى أبين العيش في عشش وبين الأشجار وغياب تام للجهات المسئولة

> تقرير/ سالم حيدرة صالح

> يعيش نازحو منطقة موزع، التابعة لمحافظة تعز، في محافظة أبين مأساة إنسانية بكل تفاصيلها، بدءاً بالسكن في (عشش) مبنية من مرياش (الموز)، وهي مساكن غير ملائمة حتى للبهائم والأغنام، فضلاً عن النقص الحاد في المواد الغذائية والإيوائية والطبية، والافتقار للمياه الصالحة للشرب، والحمامات، في ظل غياب دور الجهات المسئولة والمنظمات المعنية، الأمر الذي زاد من تفاقم معاناتهم وجعلهم عرضة لكثير من الأمراض الخطيرة.
ترك النازحون مناطقهم جراء الحرب المستعرة في منطقتهم بموزع، وحط بهم الرحال في منطقة القرنعة بأبين، حيث الغياب التام لمقومات الحياة الأساسية.

وأوضح لــ«الأيام» عوض أحمد الموزعي، وهو أحد النازحين، أن "عدد النازحين، في منطقة القرنعة، بلغ 200 أسرة بمحافظة أبين، ويعانون الأمرين منذ خمسة أشهر، ولم يتلقوا أي دعم أو مساعدة من قبل المنظمات الدولية والحكومة، ولم تزرهم أي منها لمنطقة نزوحهم، سوى منظمة كير العالمية مرة واحدة، واكتفت بالزيارة فقط ولم تنفذ أيا من وعودها".
وأضاف: "نُعاني كثيراً.. فكل الظروف هنا مأساوية وصعبة للغاية، بل إن أغلب الأسر لا تتوفر لديهم وجبة الغذاء.. نزحنا من الحرب التي شنتها المليشيات الانقلابية في منطقتنا بمحافظة تعز إلى هذه المنطقة غير إننا انصدمنا بواقع مرير، هربنا من الحرب إلى الأوبئة والأمراض كالملاريا، والإسهالات، وحمى الضنك، والكوليرا، ومع الأسف برغم هذه المعاناة المتفاقمة هناك جفاء من قبل المنظمات الدولية المعنية، ولهذا نناشد عبر «الأيام» تلك المنظمات وفاعلي الخير زيارة مخيم النازحين ليشاهدوا بأعينهم حجم المأساة التي نقاسيها".

*قساوة الحياة بكل تفاصيلها
من جهته تحدث النازح علي عبده جميل لـ«الأيام» عما يعانيه بالقول: "غادرنا ديارنا مرغمين جراء الحرب التي أشعلتها المليشيات الانقلابية الحوثية في مناطقنا، ونزحنا إلى هذه المنطقة، حيث نفتقر إلى أبسط الحقوق، بل إننا نعيش حياة الحرمان والعذاب وجور الزمن بكل تفاصيله".
وأضاف: "نعيش في القرنعة تحت (العشس) المبنية من مرياش (الموز) وبين أشجار السيسبان، ونفتقر إلى العديد من الخدمات، وانتشار كثير من الأمراض في أوساطنا، ومن يتعرض للمرض لا نستطع إسعافه، نظرًا للظروف الصعبة التي نمر بها".
*وجبة واحدة في اليوم
فيما يقول النازح محمد طلبي أحمد: "نحن هنا نازحون لأكثر من خمسة أشهر ولم يُقدم لنا أي شيء، وكأننا لسنا من سكان اليمن، ومازلنا في وضع (محلك سر)، فإذا تحصلت الأسر على وجبة الفطور تصبر حتى اليوم التالي لتناول الوجبة الأخرى. وعبر «الأيام» نطالب المنظمات الدولية وفاعلي الخير لمد يد العون والمساعدة لهذه الأسر النازحة والفقيرة والمعدمة".
صورة لإدوات الطبخ لنازحي موزع بالقرنعة بأبين
صورة لإدوات الطبخ لنازحي موزع بالقرنعة بأبين

* 15 معاقا
وأوضح محمد بن محمد علي الريتم، وهو نازح معاق أن "الحرب أجبرته على ترك منزله والنزوح مجبراً إلى أبين، حيث يعاني الجوع والفقر، جراء عدم الاهتمام وغياب المساعدات من الجهات الحكومية والمنظمات المتخصصة"، متمنياً "أن يُقدم له ولشقيقته (بدرية) المعاقة وغيرهم من المعاقين، والبالغ عددهم خمسة عشر معاقا، كراسي، والتي من شأنها أن تخفف بعضاً مما يواجههم من قساوة الحياة ومرارة النزوح".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى