للتخفيف من وطأة الحرب وآثارها السلبية على المجتمع.. منظمة تنمية الرؤية الإنسانية تقيم مخيما طبيا مجانيا في مريس بالضالع

> تقرير/ رعد الريمي

> رسخت الحرب، التي شهدتها عدن عام 2015م، في وجدان الكثير من الشباب ذكريات مؤلمة، عن كل ما خلفته من آثار سلبية طالت كل الجوانب الحياتية، والتي أهمها الجانب المعيشي، والتي تتطلب عشرات السنين لنسيانها.
وانعكست هذه الذكريات القاسية في إطار مبادرة شبابية مجتمعية إلى أفكار إيجابية تساهم في دعم المجتمع.
وتمخضت هذه الأفكار بعدد من الجهود المجتمعية الشبابية في جوانب خدمية مختلفة، ووضع فريق من الأطباء، البالغ عددهم 20 طبيبا وصيدليا، على عاتقهم سيناريو الحرب وما تسببت به من معاناة للمواطنين، المتمثل في غياب المنظمات الدولية الإنسانية الناشطة في الجونب الطبية والغذائية والتنموية في عدن وعدد من المحافظات الجنوبية أثناء الحرب، الأمر الذي خلق حالة من الإحباط والألم بأوساط المواطنين من ذوي الدخل المحدود والفئات المهمشة.

وتمثلت الفكرة الشبابية في أن يقدم عدد من الشباب جهوداً طوعية، كلا في مجال تخصصه الطبي والإنساني، وغيرهما من التخصصات التي ينشط فيها الشباب، وذلك ضمن برنامج منظمة تنمية الرؤية الإنسانية بهدف التخفيف عن الناس ومساعدتهم.
*مخيم طبي مجاني
وأسهمت منظمة "رؤية" في العديد من الجهود الخيرية، أبرزها الدور الذي قامت به في محافظة الضالع منطقة مريس، حيث أقامت أكثر من 90 عملية جراحية وعلاج ما يقارب 800 حالة من أبناء الريف، وهذا كان حصيلة ماقدمته المنظمة في المخيم الطبي المجاني خلال أسبوع في مريس.
وأخذت على عاتقها العمل المجاني من خلال المساهمة بعلاج المواطنين دون أي تكاليف مادية، ومراعاة الوضع الاقتصادي الذي يعيشه غالبية الناس.
ووجد الجرحى ضالتهم في مثل هكذا مبادرات إنسانية كالدور الذي تلعبه منظمة رؤية في خدمات المرضى الفقراء، وهذا يعتبر إشراقة أمل في واقع معتم خلفته الحرب.
وقال علي صالح، أحد المرضى: "لقد خضعت لعملية فتق في المخيم الطبي والذي كان سيكلفني ما يقارب المائة ألف ريال يمني في أي مستشفى، حيث إنني حضرت إلى المنظمة وأجروا لي العملية مجانا".
أحد النازحين من كرش ويدعى سالم أحمد، الذي كان يعاني من مرض في العظام أفاد بأنه "كان يعاني من ألم في العظام بسبب كسر قديم، وقام بتجميع مبلغ مالي قيمة العلاج والعملية بمستشفيات عدن، إلا أنه سمع بمقدم مخيم طبي مجاني إلى منطقتهم، بعدها توجه إلى المخيم وعرض عليهم حالته المرضية، بحيث أكدوا له أنهم سيجرون له العملية دون أي تكاليف"، مضيفا أنه "أجرى العملية وتكللت بالنجاح".

*نجاح رغم الظروف
وهناك جهود ملموسة يقدمها عدد من الشباب في خلق كيان طبي يهدف إلى ملء الفراغ الشاغر الذي تخلفه عدد من المنظمات الطبية الدولية التي تختفي عند الأزمات والأحداث، وواقع الحرب الأخيرة خير شاهد.
ويقدم المخيم الطبي الجراحي لمنظمة تنمية الرؤية الإنسانية، الذي نظم في منطقة مريس في م/ الضالع في مركز غول الديمة الصحي، الكثير من الخدمات الطبية والعلاجية مثل معالجة الفتق الإربي بأنواعه، وحالات البواسير والنواسير، والغدد بأنواعها، والحالات الطارئة مثل حالات الزائدة الدودية، والحوادث، وحالات العظام مثل التشوهات والإصابات.

وقال مدير العلاقات العامة بمنظمة تنمية الرؤية الإنسانية أ. علي فارع: "إن إجمالي الحالات التي تم معاينتها في المخيم الطبي الجراحي الذي أقامته المنظمة نهاية شهر ديسمبر للعام الماضي 2017م بمنطقة مريس بمحافظة الضالع بلغ 500 حالة مرضية مختلفة، بالإضافة إلى إجراء أكثر من 100 عملية جراحية متنوعة ما بين الجراحة العامة وجراحة العظام.
و أشار إلى أن "قوام الفريق الطبي الذي نفذ المخيم كان 25 كادرا، وهو فريق محلي متخصص تمكن من إقامة المخيم بالتنسيق مع أعيان ومشائخ المنطقة وأيضا قيادة اللواء 83 مدفعية".
وأوضح أن "هذا المخيم تم وضعه بهذه المنطقة لأجل التخفيف من معاناة الأهالي"، لافتا إلى أن "المنطقة تعيش حالة حرب نتج عنها الكثير من التحديات، وأهمها الأمراض المختلفة التي يصعب على المواطنين معالجتها بسبب الظروف المعيشية”، مؤكدا أن "المنطقة بحاجة إلى مزيد من المساعدات، وفي مقدمتها القطاع الصحي الذي يجب فيه تنفيذ وعمل المخيمات الطبية وتوسيع أدائها بمختلف المناطق المجاورة".
ونوه في الوقت نفسه إلى أن هذا العمل يعد مقدمة لمشاريع صحية تعتزم تنفيذها منظمة تنمية الرؤية الإنسانية في المستقبل بمختلف المناطق، وذلك من خلال التنسيق مع عدد من الجهات المعنية في هذا الجانب.

وطالب مدير العلاقات بالمنظمة الجهات الحكومية وكل المنظمات الفاعلة إلى بذل مزيد من الدعم و التركيز على المناطق النائية و التي تقع تحت وطأة الحرب.
أحد أعيان منطقة مريس عبد الكريم الخياري قال: "لم نكن نتوقع هذا الإقبال حيث أقبلت جموع غفيرة من المواطنين للعلاج سواء الأطفال منهم والكبار ولم يفكروا في أي مفاهيم سلبية عن المنظمة، وإنما كان جل اهتمامهم هو العلاج والحصول على الأدوية".
وافاد أنهم بحاجة ماسة لمثل هذه المخيمات لما لها من اهمية في الجوانب الصحية والامراض الشائعة كالعظام والأنف والاذن والحنجرة وتخصصات الأطفال.
*الإغاثة وقت الكوارث
وتعد منظمة تنمية الرؤية الإنسانية واحدة من المنظمات المحلية بالعاصمة عدن الهادفة إلى المشاركة في الارتقاء بالأوضاع الصحية والتعليمية وإيجاد الطمأنينة في نفوس المواطنين وإغاثتهم عند حدوث الكوارث.
وجاء مشروعهم الطبي نتيجة للظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالبلد مع تردي الوضع التعليمي والصحي وتفاقم الأوبئة وكان لزاماً عليهم الوقوف في وجه هذه المتغيرات بشكل إنساني وعملي.

من هنا جاءت فكرة منظمة تنمية الرؤية الإنسانية الفكرة التي راودت د/علاء سهيم فأخبر بها أصدقاءه الذين وافقوه الفكرة، وانطلقوا معاً بخطى علمية واثقة تتسم بالنظرة المستقبلية إلى تحويل هذه الفكرة إلى واقع.
وتأسست منظمة تنمية الرؤية الإنسانية بتاريخ 4 نوفمبر 2017م حيث عقد الاجتماع التأسيسي للمنظمة بحضور الأعضاء المؤسسين ونتج عنه تسمية أعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة.
وهدفت المنظمة إلى العمل على دفع الحد من واقع الضرر على حياة المواطنين والعمل على رفع المستوى الصحي والتعليمي وفقاً للنظام والقانون.
*خدمات صحية مجانية
كما هدفت إلى المساهمة في تنمية المستوى الصحي والتعليمي ودخل الفرد، والمشاركة في رفع الأوضاع الصحية والتعليمية ،وإيجاد الطمأنينة في نفوس المواطنين وإغاثتهم عند حدوث الكوارث.
كما هدفت إلى المساهمة في تطوير المستوى التعليمي والصحي للحفاظ على ما تبقى من ركائز، من خلال تدشين ورش ومؤتمرات صحية وثقافية، والمشاركة الفعالة في النشاط الصحي للمدن والقرى المتضررة من خلال تمثيل المنظمة في المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية.
والإسهام في مكافحة الأمراض المعدية ومكافحة الفقر والإسهام في بناء رؤية واضحة وشفافة على أساس التخطيط العلمي بما يكفل حياة كريمة للفرد وتنمية وتطوير قدرات كل القطاعات الصحية والتعليمية في إطار الخطة الخاصة بالمنظمة.
وكذا الإسهام في تكوين طاقم جراحي متنقل للتخفيف من معاناة المناطق الفقيرة، والمساعدة في تكوين تجمعات للحرفيين وأصحاب المهن الصغيرة والعمل على مساعدة المواطنين بذلك.
كما تهدف إلى شجيع الأهالي على التعاون لرفع مستوى الوعي الصحي لمناطقهم، وحث شرائح المجتمع على تفعيل وتنمية الأعمال الخيرية، والمساهمة في إرساء مبدأ الأمومة والطفولة ورعاية الشباب والمسنين، (النساء شقائق الرجال ولهن حقوق وعليهن واجبات وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية والدستور والقوانين النافذة).
وتقدق المنظمة الخدمة الصحية المجانية وتوفر طاقما طبيا جراحيا، وتعمل على تأهيل الطاقم الطبي المحلي، اضافة الى حصر الحالات الجراحية الباردة وأيضاً الحالات الجراحية الطارئة، وتقييم الحالات الجراحية المتضاعفة وتوجيهها إلى المراكز الطبية المتخصصة.
تقرير/ رعد الريمي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى