أهالي الحبيلين يناشدون المنظمات الإغاثية النظر لأوضاعهم المعيشية.. المهمشون: مندوبون لمنظمات دولية لا يتعاملون بمهنية

> تقرير/ رائد الغزالي

> شهد عام 2017م ارتفاع وتيرة المطالب الشعبية في مديرية ردفان، المعبرة عن واقع ضعف نشاط المنظمات الدولية والإنسانية العاملة في المجال الإغاثي. وكانت مدينة الحبيلين ضحية تجاهل المنظمات الإنسانية لها، وظل أهالي الحبيلين يناشدون البعثات الدولية والإنسانية مساعدتهم في متطلبات الجوانب الصحية والتعليمية، إضافة إلى الدعم الغذائي، وبعض المشاريع الخدمية مثل الطرقات وخدمات البنية التحتية.
وفي هذا الوضع المتردي قامت «الأيام» برصد المعاناة التي يعيشها أهالي الحبيلين في السطور الآتية:
محسن أحمد محسن، عضو اللجنة المكلفة من قبل الأهالي لمتابعة الدعم الإغاثي قال: "بالنسبة لتقييم دور المنظمات على مستوى مدينة الحبيلين هو شبه معدوم، وتعاني الحبيلين غياب الدعم الإغاثي في الجانب الغذائي، أما على مستوى الأرياف هناك تواجد ملموس لدور المنظمات الإغاثية، كونها ركزت في برنامجها على المناطق النائية، وأهملت أهالي مدينة الحبيلين، متناسية أن هناك أسر الشهداء والجرحى تعاني أوضاعا معيشية صعبة، إضافة إلى غالبية الأسر ذوات الدخل المحدود، والمعتمدة على رواتب الجيش والأمن التي تتأخر شهورا طويلة، مما خلق أزمة اقتصادية في انعدام مصادر العيش".
وأضاف محسن: "خرج الأهالي منددين بهذا الحرمان من قبل المنظمات والمؤسسات وجمعيات الهلال الأحمر لدول التحالف"، مشيرا إلى أن "المشكلة تكمن في عدم وجود الخطط والدراسات التي تعمل على الرصد الصحيح للحالات المحتاجة والخدمات المطلوبة في شتى المجالات".
*حاجة المدينة للدعم الغذائي
عضو المجلس المحلي بردفان، صالح سعد بارجيلة أفاد بأن "أهالي الحبيلين نفذوا وقفة احتجاجية في شوارع المدينة في الأيام الأخيرة من عام 2017م، معبرين عن استيائهم من تجاهل المنظمات الإغاثية لهم، لكون مدينة الحبيلين تضم أناسا من كل مناطق رفان ويافع والمناطق المجاورة، وهناك نازحون وصلوا إلى المدينة بسبب ظروف الحرب، وأيضا يوجد فيها المهمشون، وهناك حياة صعبة وظروف قاسية يعيشها غالبية السكان”.
وأكد بأن “مركز وعاصمة ردفان لا تحتاج للدعم الإغاثي الغذائي فقط، بل هناك نقص في جوانب خدمية أخرى مثل مشاكل شبكات المياه والصرف الصحي، وكذا قطاعات التعليم والصحة والطرقات على مستوى الريف والمدينة”.
واستغرب بارجيلة من “أسباب هذا التجاهل للمدينة؟ هل هي سياسة تفتعلها تلك المنظمات أم هو تقصير من قبل المندوبين في عدم الرفع ومتابعة جهات الاختصاص والمنظمات بما تحتاجه المدينة من دعم”.
*الالتزام بالواجب الإنساني
فضل عبدالله السيد يقول: “مر ثلاثة أعوام على الحرب، وهذا العام (2018م) هو العام الرابع ولم نتلقَ أية مساعدات، رغم أن المساعدات كانت غير موجودة قبل ذلك، إلا أن الأوضاع مستقرة في معظم الجوانب، بينما الثلاث السنوات التي مضت شهدت البلاد حربا ولازالت، ويجب أن يكون الدعم موجودا من قبل تلك المنظمات للمدينة، لأنها بحاجة ماسة للمساعدات الغذائية وغير الغذائية على مستوى دعم الأسرة في احتياجات التعليم والصحة، ومن الواجب الأخلاقي على المراكز التابعة لدول التحالف التي نسمع عنها يوميا في وسائل الإعلام ولم نجدها على الواقع في مدينة الحبيلين”.
وأضاف: “هناك دعم يأتي للأرياف، وهذا حق لهم، وخاصة المناطق الجبلية، ونحن في المدينة محتاجون للمساعدات، كون الظروف صعبة، وهناك نازحون من الأرياف إلى المدينة”.
وأشار إلى أن “هناك منظمات كثيرة موجودة منها الغذاء العالمي، ومنظمة كير العالمية، ومنظمة أدرا، وصوت، ورعاية الأطفال وغيرها، ونستنكر بشدة تجاهلها لمعاناة الناس في الحبيلين لأعوام ثلاثة، رغم عدم وجود أي عوائق تمنعها من ذلك”.
*غياب الشفافية
وأما عن فئة المهمشين في المدينة يتحدث جمال مثنى ويقول: “نحن عانينا سنوات كثيرة من الحرمان والتجاهل ليس على مستوى الغذاء، بل في كل المستويات، لكوننا شريحة فقيرة جداً، وفيها نسبة الأمية 96 بالمائة".
وأضاف جمال: "نضم صوتنا للأصوات التي تنتقد وبشدة سياسة عمل المنظمات ومندوبيها لتجاهلها مدينة الحبيلين، لكونها، وبصراحة، لا تتعامل وفق المنظور الإنساني الدقيق، المساند للمحتاجين، وخير دليل نحن في فئة المهمشين لم تأتِ إلينا سوى المؤسسة الطبية الميدانية بالتنسيق مع برنامج الغذاء العالمي، ونشكرهم على ذلك، وهم في الحقيقة الأكثر نشاطاً”.
وأفاد مثنى: "رغم إننا قد قدمنا كشوفات للجهات المسئولة في مديرية ردفان ومحافظة لحج، وتواصلنا مع مندوبين، وكان آخرها منظمة أدرا، ولكن الأخيرة تجاهلتنا، وتوجهنا آخر مرة إلى السلطة المحلية بالمديرية، وقالوا بأنهم سيعتمدوننا ونحن ننتظر".
وأشار إلى أن "عددا من مندوبي المنظمات الدولية يتعاملون بأساليب غير مهنية، وندعو هيئات المنظمات للقدوم إلى ردفان، للتأكد من ذلك، وليس عبر المندوبين، والإطلاع على حجم المعاناة في المدينة والأرياف، كون هناك أرياف لا يصلها دعم كثير من المنظمات، عدا الغذاء العالمي".
المهمشون والنازحون
فضل شعفل، منسق المؤسسة الطبية الميدانية، المدعومة من برنامج الغذاء العالمي قال: "إننا نقدر معاناة الأهالي ومطالبهم، ونحن في المؤسسة نعمل منذ ثلاث سنوات، واستهدفنا 16 مركزا في ردفان، موزعة على 145 قرية، وتمت عملية الاستهداف البناء في المراكز والقرى الأشد احتياجا، وفقاً لمعايير متخذة من قبل المانح (برنامج الغذاء العالمي WFP) بالشراكة مع المؤسسة الطبية الميدانية (FMF)، ورغم أننا مؤسسة محلية، إلا أننا استطعنا الوصول إلى قرى نائية لم تستطع الكثير من المنظمات الدولية الوصول إليها، لبعدها الجغرافي، وتم ذلك بالتنسيق مع المجلس المحلي بالمديرية في اختيار المراكز والقرى الأشد فقراً بالمديرية".
وأضاف: "استهدفنا شريحة المهمشين والنازحين في مدينة الحبيلين، واستكمال الأحياء السكنية يعتمد على زيادة نسبة المساعدات، لكون حجم السكان كبيرا، وبالتالي هي بحاجة لمساعدات كبيرة، مقارنة بالريف المحيط بالمدينة، الذي استهدفناه أيضا، ونؤكد أن استهداف الأحياء يتم من خلال رفع تقارير من السلطة المحلية لمنسق المنظمة، يتضمن طلبا بزيادة حصة المديرية من المساعدات الغذائية، ليتم تقديمه للجهة العليا المانحة للمنظمة، لتشمل أكبر شريحة من المواطنين، خصوصا في ظل الظروف التي تمر بها البلاد".
تقرير/ رائد الغزالي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى