عدن تستغيث.. من ينقذها ؟

> مقبل محمد القميشي

>
مقبل القميشي
مقبل القميشي
ربما كثيرون لايعرفون المثل الذي يقول (ياذيب خذ لك شاة) ولكن هذا المثل ينطبق على قطيع الأغنام الذي يتواجد في الخلا بدون راع، وتمر القافلة ولم يشاهدوا الراعي ويقولوا (يا ذيب خذ لك شاة) يعني غنم مهملة، و(الذئب) حيوان شرس لايرحم، كما هو معروف لكل الناس.
وهنا في عدن وجدنا ذئابا بشرية كثرا من نوع آخر، لا شيء يقف أمامها نتيجة لعدم وجود قانون يردعها تعيث في الأرض فسادا.
شيء مقرف ما تتعرض له عدن من عمليات بسط على الاراضي والممتلكات العامة والأكثر قرفا أن كل موقع يتعرض للنهب تتواجد أطقم عسكرية لحمايته، وهذه هي الكارثة بعينها.
الممدارة تنهب والخور ودار سعد والمعلى ومداخل عدن وجبالها ومناطق أخرى، ومرافق حكومية تتعرض للنهب أيضا، وعلى ما يبدو أن القوم متفاهمين على قيام الفوضى في عدن، انا انهب وابسط وأنت دافع عني أو أسكت، احواش حكومية بحالها لم تسلم والاوقاف تنهب.
كيف نستطيع إن نوقف تلك الظاهرة في ظل تواجد قوة قمعية لاتختلف عن قوة الامن المركزي السابق وهي من تحمي هؤلاء اللصوص، لا بد من ٱن تتحرك كل فئات المجتمع وتوقف تلك الفوضى العبثية التي تشوه سمعة عدن وأهلها، ولابد من تشريح هؤلاء اللصوص بالاسم أمام الرأي العام المحلي.
الفوضى في كل مكان وفي كل المرافق، ولم يقتصر الأمر على نهب الأراضي، بل تعدى الحدود، أطقم عسكرية تجول شوارع عدن مدججة بالسلاح وكأنها متجهة إلى طور الباحة أو ساحل البحر الأحمر للمشاركة في المعركة الحقيقية، ويا ويل من كان واقفا في طريقها.
ولكن مع الأسف ومع هذه السرعة الجنونية تكتشف في ما بعد أن مهمتهم هو الغداء في مطعم أو سوق القات أو حماية ناهبي الأراضي، هذه هي مهمة أغلب القوات المبعثرة المتواجدة في عدن.
قوات متواجدة في عدن بكثرة ما لها داعي، ولا نعلم ما هي مهمتها، كان يفترض أن بعض تلك القوات تتحرك إلى الجبهات في خطوط التماس وجبهة الصبيحة هي الجبهة الوحيدة التي تحتاج إلى المساعدة والدعم المعنوي واللوجستي.
رجال الصبيحة الأبطال يقاتلون ببسالة ويستشهد شبابهم كل يوم وكل ذلك دفاعا عن عدن والجنوب، وفوق هذا لم يحصلوا على دعم يذكر لا من الشرعية ولا من دول التحالف، مع أن هذه الجبهة تشكل خطرا كبيرا على عدن بالذات لو تم أختراقها.
لماذا الفوضى في عدن بالذات، (غلطتوا أيها الثوار في حق الشعوب، وانه جمل يعصر وجمل يوكل العصار)، رحم الله الشاعر المشطر في هذا القول التاريخي الذي يعيدنا إلى نفس التاريخ القديم، ناس متواجدة بكثرة في عدن تحمل السلاح وتدعي المسؤولية والحفاظ على السكينة لكننا نشاهد غير ذلك عملهم غامض، ومسئولون قائمون على عدن بلبس مناضلين، والله واعلم أن يكون حاميها حراميها، فوضى وظلم في كل مكان وسببها كثرة وتعدد التصنيفات على شؤون عدن.
الحرب انتهت في عدن يا سادة، علينا أن نعمل من أجل بناء مدينة عدن وليس تهديمها وتشويه معالمها، مجالات كثيرة معطلة، يتحمل مسؤوليتها كل سكانها لا القائمون عليها فقط.
فلو كنا شعبا حيا كنا قد صحونا من سباتنا العميق وكنا قد حددنا مواقفنا تجاه السلبيات التي تحدث في عدن كل يوم وعندما نعرف واجبنا تجاه مدينتنا عدن وذلك بتلاحمنا ضد كل ما هو سيئ سنردع كل عابث بعدن وأهلها.
نحن شعب ميت مع الأسف، شعب ينتظر مستقبلا مجهولا، شعب تابع للأشخاص، كل منا ينتظر الشخص التابع له ليحقق له مصيره، كنا نعيب على الشماليين تبعيتهم للمشايخ، ولكن ظهر لنا بأننا لانختلف عنهم من حيث التبعية وهي قمة تخلف المجتمعات.
كيف ونحن نشاهد كل تلك الفوضى العبثية ولا نستطيع وقفها، ألم نستطع القيام بمظاهرات واحتجاجات ضد العابثين والمفسدين، ألم نستطع القيام بتكوين منظمات قانونية ضد هؤلاء العابثين، إلى متى ونحن ساكتون عن هذا الباطل والظلم?!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى