عمر سعيد الصبيحي البطل الذي عاش قائدا ومات شهيدا

> عميد ركن/ سمير صالح يوسف

> انطوى عام كامل، مر مرور الكرام بأفراحه وأتراحه بآلامه ومآسيه كان في مطلعه وبداية إطلالته حدث جلل ومصاب عظيم وفاجعة ألمّت بناء جميعًا، تمثلت بنبأ استشهاد القائد الهمام والبطل المغوار والمقاتل المقدام الشهيد القائد العميد ركن عمر سعيد الصبيحي، قائد اللواء الثالث حزم، بيوم 7 /1 /2017.
لقد كتب الله له الشهادة على يد أحفاد أبي لؤلؤة المجوسي، وعبدالرحمن ابن ملجم، قتلة عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، رضي الله عنهما.
لك الشرف أيها القائد بأن تُقتل على أيادي أولئك الأوغاد اتباع المجوس وأذناب الفرس مقبلًا غير مُدبر بعد أن أذقتهم مرارات الموت في جبهات عدن الخالدة وكهبوب الصامدة.
لقد كان شهيدنا يؤمن بالقيم والمبادئ التي حملها على عاتقه، لم يساوم عليها يومًا على حساب قضيته الجنوبية العادلة، ناضل من أجل انتصارها وقاتل قوة غاشمة غزت الجنوب مجددًا لتجدد حقبة جديدة من الذل والهوان الذي تجرعه شعب الجنوب، مارست معه سلطات صنعاء، مُمثلة بأذنابها في عدن خاصة والجنوب عامة، أساليب الترغيب تارة والترهيب تارة أخرى، زجت به في سجونها وزنازنها الانفرادية، هددت وتوعدت ولم تلن له عزيمة أو يتراجع عن هدف من أهداف ثورته التحررية قيد أنملة، حاولت سلطات صنعاء مرارًا إغراءه بالمال والمناصب ولم تُفلح تلك المحاولات مع رجل صنديد يعرف جيدًا هدفه، ولم يحمل ملفه ويشد الرحال إلى صنعاء، ليعرض مظلمته ويشكو سوء معيشته، لإدراكه أن المناصب التي ستتوالى إليه تباعاً لينعم بها ستكون على حساب شعب الجنوب المغلوب على أمره.
شهيدنا القائد عمر، ذهبت أخيرًا ليس إلى صنعاء فحسب، بل ذهبت إلى محافظات شمالية عدة في موكب مهيب ليستبشروا بضيفهم الذي ذهب ليخاطبهم في صمت القائد الذي طالما قارعهم سلمًا وحربًا، لم يستسلم لهم حيًا وخاطبهم ميتًا ليقول لهم خبتم وخسئتم أيها الأنذال لم تنالوا من الجنوب ونلتم من عمر، فعمر فداء للجنوب والجنوب محصن من بعدي بألف عمر وعمر، ليحملوا رايته ويذودوا عن حياضه ليعلن الغزاة الجدد للجنوب حينها هزيمتهم أمام هذا القائد المقدام ليعيدوا جثمانه الطاهر ليوارى في تراب وطنه الذي أحبه وعشقه حد الثمالة، حقًا يا عمر لقد هزمتهم حيًا وميتا.
أيها القائد عمر نم قرير العين فانتصارات الجنوب تتوالى تباعًا وحلمك الذي دفعت حياتك ثمنًا له بدا يتحقق بتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي الحامل لقضيتك وأصبح معادلة سياسية ورقما يصعب تجاوزه برئاسة رفيق دربك المناضل اللواء عيدروس الزبيدي، ليليه تأسيس الجمعية العمومية التي أصبح نجلك الأكبر المناضل وضاح عضوا فيها، وعزاؤنا فيك أن ابنك وضاح عمر سعيد هو النفس الذي نجدك فيه ويبقيك حاضرًا في كل مراحل النضال القادمة، وكلنا ثقة في أن يحمل الراية من بعدك فقد قطع وعدا على نفسه بألا يحيد عن نهجك الذي رسمته ودربك الذي سلكته، ونحن معه وإلى جانبه عونا وسندا له حتى يتحقق النصر المؤزر باستعادة الجنوب دولة مستقله، بإذن الله.
أخي القائد عمر أعذرني على التقصير معك حيا وميتا، فالقلب مكلوم والدمع يفيض كلما تذكرت قائدا بحجمك ومقاتلا بشجاعتك، حقا إنك مدرسة نتعلم منها الصبر والشجاعة والإقدام والتواضع والنزاهة، إنك مثال يُحتذى به وعنوان سنخطه على صفحات قلوبنا.
عشت زاهدًا بعيدًا عن موائد اللئام ونزيها بعيدا عن مجالس الفاسدين ومت شامخا في متارس المجاهدين وستبقى في قلوبنا حيا ما حيينا.
* قائد جبهة العند الغربية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى