نشاط متعدد وطموح فاق الحدود وإمكانيات غـائـبة.. جمعية رعاية وتأهيل الصم والبكم بلحج.. معاناة وافتقار إلى أبسط المقومات

> تقرير هشام عطيري

> تتعدد الجمعيات المهتمة بشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة في محافظة لحج، والتي يصل عددها إلى أكثر من خمس جمعيات تساهم في دمج المستهدفين في أنشطة المجتمع المحلي المختلفة.
وإحدى هذه الجمعيات "جمعية رعاية وتأهيل الصم والبكم" التي تضطلع بدور كبير في الاهتمام بهذه الشريحة في المجتمع، والتي تأسست في عام 2006 بعدد أعضاء وصل الى 51 عضوًا من الذكور والإناث، حاملين عزيمة وإصرارا لتحقيق ما يصبون إليه، ليصل اليوم عدد أعضائها إلى قرابة الـ400 عضو.
وتتخذ الجمعية مبنى مستأجرا وسط مدينة الحوطة بلحج مقرًا لها، ومدرسة لتدريس طلابها من الصفوف الأولى وحتى الثانوية.
كوكب عبدالله أمين عام الجمعية
كوكب عبدالله أمين عام الجمعية

تتحدث أمين عام جمعية رعاية وتأهيل الصم والبكم كوكب عبدالله ناصر لـ«الأيام» بأن "الجمعية عملت منذ تأسيسها وحتى الآن على نشر رسالتها والنهوض والرقي في شتى المجالات، من خلال اتباع منهجية واضحة وخططا وبرامج جعلت العضو في الجمعية مشاركا فاعلا في عملية التنمية بصورها المختلفة".
وأشارت إلى إن “كوادر الجمعية ساهمت في الارتقاء بالأصم إلى واقع مُشرف، ما أدى إلى تجاوزه آثار الإعاقة وتغلبه عليها من خلال إثبات قدراته على تحقيق إنجازات ونجاحات كانت قبل وجود الجمعية تعد شيئا من الخيال".
صورة من داخل مبنى الجمعية
صورة من داخل مبنى الجمعية

*احتياجات الجمعية والصعوبات التي تواجهها:
بدوره يقول رئيس الجمعية، مرسال مهدي عبدالله، إن "الجمعية تمتلك مدرسة في المبنى تتكون من فصول دراسية رغم أنها غير لائقة ولكن عدم توافر الإمكانيات دفع بالجمعية إلى عمل فصول بدائية للطلاب والطالبات من ذوي الإعاقة للدراسة بمختلف المراحل الدراسية وبكادر تعليمي أُهِّل للتعامل مع هذه الشريحة".
ويوضح مرسال أن "الجمعية تحتاج إلى أطباء لغرض إجراء الفحوصات الدورية لأعضاء الجمعية وخاصة الطلاب ما يتطلب عملية التنسيق مع قيادة مكتب الصحة”، ويقول: “سابقاً كان يوجد تنسيق مع المستشفى الوحيدة في المدينة لكن هذا التنسيق انتهى ما يستدعى إعادة العمل بما كان سابقًا".
ويتخوف رئيس الجمعية من عدم استمرار الدعم المقدم من قبل فاعلي الخير الذين يساهمون في دفع مبالغ رمزية للمعلمات”، مطالبًا بتفعيل القانون وتطبيق نسبة الـ 5 % لتوظيف المعاقين وتوظيف المعلمات لتدريس أعضائها.
ويقول مرسال إن "اثني عشر عضوا من الجمعية أنهوا الثانوية العامة (7 ذكور و5 إناث)، وأن هناك أطفال يحتاجون إلى معاملة خاصة، إضافة إلى مشكلة المواصلات وارتفاع أسعار الوقود".
الجمعية في انتظار الدعم
تحول مبنى الجمعية إلى مدرسة يوجد فيها 71 طالبا وطالبة و15 طفلا في إطار التأهيل و25 معلمة يقمن بتدريس الطلاب والطالبات بلغة الإشارة، وذلك مقابل حصول كل معلمة على مبلغ عشرة آلاف ريال مقدمة من فاعل خير كدعم لهن لمواصلة تدريس الطلاب والطالبات، كونهن غير موظفات في القطاع الحكومي.
وقبل أشهر زار وفد من الهيئة اليمنية الكويتية للإغاثة مقر الجمعية، وشاهدوا أوضاعها المأساوية واحتياجاتها، مبدين استعداد الهيئة الكويتية لتقديم الدعم للجمعية.
وبحسب قيادة الجمعية فإنهم منتظرون وصول الدعم من دولة الكويت الشقيقة، التي تعتبر أكبر الداعمين في المجالات الصحية والتعليمية منذ عقود، ومازالت تساهم في تقديم الدعم لمختلف المحافظات المحررة في عدة جوانب خدمية وتنموية.
عضو الجمعية يعمل في حياكة
عضو الجمعية يعمل في حياكة

وكانت السلطة المحلية بمديرية الحوطة قامت قبل سنوات بشراء أرضية خاصة تعود ملكيتها للجمعية، ونظرًا لعدم توافر الإمكانيات في إنشاء مبنى مستقل للجمعية فإن الجمعية تخشى الاعتداءات المستمرة على الأرضية من قبل العديد من الجهات التي تسعى للاستحواذ على أرضية الجمعية التي تعتبر من أهم المشاريع التي لم ترَ النور حتى اللحظة.
وتقوم الجمعية بتعليم لغة الإشارة لأعضائها من خلال وضع برنامج وخطط مدروسة من قبل مختصين عن طريق القاموس اليمني والعربي، وتطمح إلى أن يتعلم المجتمع المحلي لغة الإشارة حتى يسهل التعامل مع الأصم.
وأبدى أعضاء الجمعية استعدادهم لإقامة الدورات المجانية للعديد من الجهات والشخصيات والإعلاميين حتى يسهل التعامل مع هذه الشريحة في المجتمع، كون لغة الإشارة اللغة الوحيدة التي يستطيع بها المعاق التفاهم مع المجتمع.

*"وفاء".. طموح عالٍ تأجل بسبب الوضع الاقتصادي الصعب
بعد أن أنهت الثانوية العامة في الجمعية تتمنى الطالبة وفاء فضل عباس مواصلة التعليم الجامعي في التخصص الذي تريده، وقالت بأن عليها أن تتعلم وتحقق حلمها في الحياة.. فهي إلى جانب ذلك تعلمت الكثير من الأعمال التي تساعد في إبراز موهبتها في الحياكة ونقش الحناء، إضافة إلى براعتها في اللغة الإنجليزية..
لكن الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعاني منه أسرة "وفاء" كغيرها من الأسرة، في ظل الوضع الصعب الذي يعاني منه البلد بشكل عام، أدى ذلك إلى عدم مواصلتها التعليم الجامعي بسبب المواصلات، حيث إن الأشهر الأولى من الدراسة الجامعية يتحمل الطالب تكاليف تنقلاته من وإلى الجامعة إضافة إلى الصرفيات الأخرى، حيث إن صندوق المعاقين وهو المسئول عن دعم الجمعيات المهتمة بشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة لا يستطيع دفع تكاليف مواصلاتها مباشرة، فهم يطلبون منها البدء بالدراسة الجامعية على حسابها الخاص حتى تُعتمد من قبل الصندوق، ما أدى إلى تأجيل حلمها ولو بشكل مؤقت.
ثقافة المجتمع شبه المعدومة صعّبت إظهار براعتنا:
إحدى عضوات الجمعية والتي ما زالت تدرس في ثانوية عامة تدعى “سيرينا نبيل على سعيد” تطمح في انتشار لغة الإشارة في المجتمع، لكن ما يجعلها تتشاءم سلبية المجتمع، وأنه غير قابل للتعامل معهم إلا بشكل محدود رغم وجود العديد من المواهب في مختلف المجالات، حسب قولها.

وتضيف سيرينا إن "مما يصعب إظهار براعتنا في مختلف الفنون هو ثقافة المجتمع شبه المعدومة”.
ويوجد في الجمعية العديد من أعضائها يعملون في مشغل الحياكة لإخراج مختلف أنواع الأقمشة، حيث تساعدهم عملية بيع المنتج وبأسعار مناسبة في دعم الجمعية لاستمرار المشغل، إضافة إلى أعمال الخياطة والتطريز والرسم.
الجمعية تطالب السلطة المحلية بتقديم الدعم الكامل
في ختام جولتنا في الجمعية وجدنا عددا من الطلاب يمارسون أنشطة رياضية في سطح المبنى، حيث يقوم بتدريبهم ابن الجمعية "سامي"، الذي يقول إن "هناك العديد من الأنشطة الرياضية التي تقوم الجمعية بتنفيذها في إطار الهدف العام التي تسعى من أجله الجمعية".
وأشار إلى أن الجمعية شكلت العديد من الفرق الرياضية في مختلف الألعاب شاركوا في العديد من البطولات التي نُظمت في المحافظة وخارجها وحققو ا إنجازات مميزة.وتحتاج الجمعية إلى التشجيع والدعم، حيث طالب أعضاء الجمعية السلطة المحلية بأن تلتفت إليهم وتقدم لهم الدعم لتسيير نشاط الجمعية، إضافة إلى تبنى مشروع مبنى الجمعية الذي لم يرَ النور، وتقديم الفحص الطبي الدوري لأعضاء الجمعية، وإعطائها نصيبها من الدعم الإغاثي المقدم لجمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى