علي ناصر محمد

> د. هشام محسن السقاف

>
 د. هشام السقاف
د. هشام السقاف
يمكن القول إن الرئيس علي ناصر محمد يودع السلاح، أو هو قد ظهر بمظهر من ينادي بأعلى صوته على الجنوبيين، بصرخة مستوحاة من رائعة آرنست همنغواي "وداعا للسلاح"، ومعنى الكلام كما بدا من مقالته، التي حملت الاسم الأشهر لرواية همنغواي، يتجه بنية صادقة إلى الجنوبيين بأن يطووا وراء ظهورهم تفاصيل وأحداث اليوم الأكثر دموية في تاريخنا المعاصر 13 يناير من العام 1986، وهو العام الذي سماه الأستاذ عمر الجاوي في افتتاحية شهيرة بـ(الحكمة): عام 13 يناير، واختلاق مقومات اصطفاف جنوبي/ جنوبي، يطوي بالفعل صفحات ذلك اليوم الأسود بكل تفاصيله، وفي تفاصيله يكمن، كما لم يكمن الشيطان من قبل، بما يبث روحا جديدة في ذكرى التصالح والتسامح التي تمت في جمعية أبناء ردفان.
نتذكر رواج الكلام عن مذكرات الرئيس علي ناصر محمد قبل عقدين، ثم كيف خفت الحديث عن ذلك، في تقدير نحسبه للأخ علي ناصر بابعاد والتخلي عن كل ما يمكن أن ينكئ الجراح، حتى لو كان الغرض مطويا على نية حسنة للتوثيق والتاريخ، فالحدث بعد كل هذه السنين يشبه قول الشاعر نصر بن سيار:
أرى بين الرماد وميض جمر
ويوشك أن يكون لها ضرام
فإن النار بالعودين تذكى
وإن الحرب أولها كلام
حضور الرئيس علي ناصر على مستوى الساحتين اليمنية والعربية تتم بمزايا الذي غادر السلطة ولم تغادره الزعامة.. اتجه الرجل إلى العمل الفكري والقومي دون تخلٍ عن السياسي، وبالعمق الإيجابي الذي يجعل منه شخصا مرحبا به في العواصم العربية قاطبة، دون حيادية في القضايا المصيرية، حيث بادر في الأوقات الصعبة ليضع رؤاه وعصارة تجربته وفكره لرأب الصدوع ورسم خرائط طريق للخروج من المآسي.
ما انفك الرئيس ناصر نبضا دافقا في تحسس حالة الوطن وأهله، مواسيا ومعزيا في حال الفقد ومهنئا في حال الفرح و المسرة.
وإن كنت أنسى فلن أنسى اتصاله بالأستاذ عمر الجاوي في اللحظة التي وطأت قدماه بيته في موسكو ليطمئن على وصوله سالما إليها في واحدة من زياراته المتكررة لها.
لاشك أن الرجل قارئ متمعن في مشهد أحداث الجنوب بعد تحريره، ومن محض تجربته وخبرته يتوجه إلى الأطراف المعنية بما يفيدها في العمل لتجنب الاحتراب واستبصار الرؤية في الأجواء المكفهرة، فهل يستوعب الذين يقبضون على الزيت والكبريت ما يقوله حكماء الوطن، وعلى رأسهم الرئيس علي ناصر محمد؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى