رحلتي إلى حضرموت

> مقبل محمد القميشي

>
مقبل محمد القميشي
مقبل محمد القميشي
رغم أنها رحلة قصيرة وزيارة للمكلا فقط، لكنها ولدَّت في نفسي انطبعاعا عن بقية المناطق الأخرى في حضرموت التي لم أزرها لكون المكلا عاصمة حضرموت.
ولا يفوتني هنا إلا أن أصف تلك الرحلة من بدايتها كما هي دون زيادة.. انطلقنا بسيارتنا الخاصة من عدن في تمام الساعة الثامنة صباحا عن طريق الساحل، ومررنا بكثير من النقاط الأمنية على طول الطريق، البعض منها عسكرية والبعض الآخر بلباس مدني لكنها كلها وجدت من أجل تأمين الطريق، جنود يتمتعون بالاحترام والنظام والقانون الذي أفتقدناه منذ زمن بعيد، أسلوبهم في التخاطب مع المارة راقٍ رغم تطبيق القانون الشديد نوعا ما من أجل حفظ الأمن وسلامة المواطن.
كان برفقتي في تلك الرحلة زميلي عادل، الذي ينتمي إلى محافظة شبوة جول الريدة، لكنه من مواليد عدن ولا يعرف شبوة كثيرا، ونعم الرفيق كان هادئا وعنده روح عالية في التفاهم وتبادل الحديث، ومن خلال رحلتنا دخلنا في نقاش طويل وقضايا كثيرة وطنية وعربية وخرجنا بنتائج وحلول لقضايا كثيرة لكنها لم تغادر رحلتنا.
وفي خلال تلك الرحلة تذكرت صديقي القديم شاهر سالم العظمي الذي كان بمثابت الأخ بالنسبة لي، يسكن في عين بامعبد بالقرب من بالحاف، وكان لزاما عليَّ أن أسأل عنه بعد فراق دام أكثر من أربعين سنة، وفعلا التقيت به وكان اللقاء حارا جدا رغم أن ذلك اللقاء لم يكن طويلا.
وصلنا المكلا الساعة الرابعة عصرا تقريبا، وكان معنا وقت أن نستطلع المكلا ونشاهد النهضة العمرانية، وكذا في كل المجالات والفرق بين عدن والمكلا، ولكن النهضة العمرانية كانت أهم ما نريد أن نشاهده، نتيجة لما نسمعه عن المكلا من تطور، لكننا وجدنا عكس ما كنا نتوقعه، فلا تعمير جديد يذكر، لا خاص ولا عام، كل شيء معطل، وهذا حقيقة ما رأيناه.
لفت انتباهي منظر جميل لمحطة محروقات (محطة الكورنيش) مكتملة الوصف في كل مرافقها، منظر حقيقة يحتذا به، فيها مطعم ضخم وسوبر ماركت متكامل وواسع وسكن ومرافق أخرى، طبعا هذا الاستطلاع من باب الفضول والمعرفة ليس إلا.
شاهدنا أناسا يسودهم الحب والاحترام للآخرين، رجالا ونساء يمشون كلا في فلك يسبحون، وكلا على حاجته، والأمن مستتب، ولا خوف من أي شيء.
شاهدنا أراضي على كورنيش المكلا لم تعمر بعد ومواقعها حساسة جدا وكان يفترض تعميرها، وشاهدنا فللا استثمارية قديمة البناء خالية من السكان بجانب تلك الآراضي، لا توجد نهضة عمرانية في المكلا كما هي موجودة في عدن، كل شيء مجمَّد، وكأنهم ينتظرون شيئا مجهولا مستقبلا لم نفهمه نحن، لا نعلم الأسباب في عدم تعمير تلك الآراضي المهمة والشاسعة رغم وجود الأمن والاستقرار في المكلا أكثر من عدن، فالطرقات مقطعة الاؤصال كما هي مقطعة في عدن أيضا، الحقيقة أنني لم أكن أتوقع أن المكلا بهذه الصورة التي يسودها الخمول والجمود، ولكن كلا له أسراره الخاصة، فالحضارم هم من عمروا وبنوا كثيرا من دول شرق آسيا وغيرها، وهم من لديهم الخبرة الاقتصادية في كل المجالات، وهم من يعرفون متى وكيف تطوير بلدهم، أتمنى كل الخير والتطور لحضرموت وللجنوب بشكل عام، وإلى اللقاء في زيارة أخرى إن شاء الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى