عضو اتحاد الإذاعات العربية دمرتها الحروب.. إذاعة أبين.. أطلال مدرسة إعلامية رائدة

> تقرير/ سالم حيدرة صالح

> إذاعة أبين أسست في العام 1973م بتجهيزات بسيطة وكانت تبث من العاصمة زنجبار قبل أن يتم نقلها إلى جبل خنفر بمدينة جعار، وتعرضت للدمار والنهب والتخريب في كل مراحل الصراع العسكري لتبدأ بعد ذلك من جديد.
في عام 2011م خلال سقوط أبين بيد القاعدة جرى نهبها، وتعرض المبنى للتدمير عام 2015م عندما اجتاحت المليشيات الحوثية أبين والمحافظات الجنوبية.
آثار التخريب لاتزال قائمة إلى اليوم ولم يبق سوى المبنى بعد نهب الأجهزة والأثاث.
إذاعة أبين هي الوسيلة الإعلامية الوحيدة في المحافظة التي تقع في جبل خنفر بمدينة جعار وكانت تقدم العديد من البرامج الإذاعية الهادفة، ووصل بثها إلى جميع مديريات المحافظة ومحافظتي عدن ولحج وأجزاء واسعة من محافطتي البيضاء وشبوة، إلا أنها في الفترة الأخيرة تعرضت للتدمير والتخريب والنهب الممنهج للأثاث والمعدات وأصبحت كالأطلال فلم تقم السلطة المحلية بأبين بإعادة تأهيلها وترميمها.
وإذاعة أبين عضو في اتحاد الإذاعات العربية، وهي الإذاعة الوحيدة من بين الإذاعات المحلية التي وصلت إلى قائمة اتحاد الإذاعات العربية.
«الأيام» التقت مدير الإذاعة وبعض الإعلاميين وخرجت بالحصيلة الآتية:
مدير إذاعة أبين صالح علي الحنشي تحدث عن أوضاع إذاعة أبين وقال: "إن إذاعة أبين لها خصوصية بين باقي الإذاعات المحلية في اليمن بكونها تتعرض عند كل صراع عسكري إلى التدمير في مختلف المراحل لتبدأ بعد ذلك من جديد، كما تعرضت للتدمير كاملا أثناء أحداث يونيو 78م وأعيد بناؤها وتأهيلها مرة أخرى لتأتي حرب صيف 94م ويلحقها التدمير والنهب وأعيد تأهيلها بعد ذلك حتى العام 2011م أثناء سقوط أبين بيد تنظيم القاعدة، ليتم نهبها وتدميرها ثم يتم بناؤها وتنال نصيبها من النهب في حرب المليشيات الحوثية عام 2015م ومازالت اليوم أطلالا، وجدران المبنى هي كل ما بقي منها".
حجم الدمار والتخريب الذي تعرضت له إذاعة أبين
حجم الدمار والتخريب الذي تعرضت له إذاعة أبين

وأضاف الحنشي "بعد أن تم نهب الأجهزة والأثاث وحتى أبواب ونوافذ المبنى ظلت على ذلك الحال حتى يومنا هذا رغم أننا حاولنا التواصل مع كل الجهات الرسمية وغير الرسمية ومنظمة الهلال الأحمر الإماراتي ولكن دون جدوى".
وأكد الحنشي بأن "الإذاعة هي المنبر الإعلامي الوحيد في أبين، والمحافظة بحاجة ماسة لهذا المنبر لما يقدمه من خدمة إعلامية سواء بالبرامج الإرشادية للمزارعين والصيادين أو ما تقدمه من عمل توعوي وتنويري".
وأفاد المدير بأنه "في عام 2013م أعيد تأهيل الإذاعة بعد تحرير أبين من الجماعات الإرهابية وتم توسعة البث الإذاعي حتى غطى كافة مديريات المحافظة من المحفد شرقا حتى رصد غربا وعدن ولحج وأجزاء واسعة من محافظتي البيضاء وشبوة، وتعد تلك هي المرة الأولى في تاريخ محافظة أبين التي يصل فيها البث ليغطي كافة مديريات المحافظة، كما تمكنا من عمل محطة إعادة بث في قمة جبل ثرة بمنطقة ميكراس".
وأوضح أنه "لم يبق اليوم غير جدران المبنى وإعادة البث للإذاعة يتطلب إعادة تأهيل المبنى وتاثيثه، إلى جانب توفير التجهيزات مثل محطة (إف إم) وتجهيزات استوديو ومولد كهربائي وموازنة تشغيلية".
وقال الحنشي: "رغم إمكانياتنا البسيطة إلا أننا كنا ننتج المسلسلات الدرامية وكان يعدها ويخرجها كادر الإذاعة، إضافة إلى إنتاج البرامج التوعوية والصحية، حصلت إذاعة ابين في العام 2013م على المركز الثاني على مستوى الجمهورية في إنتاج البرامج التوعوية، وكانت إذاعة أبين بمثابة مدرسة إعلامية تخرج منها عدد من الكوادر وأصبحوا بعد ذلك يعملون في بعض الفضائيات المحلية والعربية".
وناشد مدير إذاعة أبين وزير الإعلام معمر الارياني ومحافظ أبين اللواء الركن أبوبكر حسين سالم أن "يقوموا بإعادة تأهيل إذاعة أبين المحلية لما لها من أهمية كبيرة لدى عامة المواطنين".
من جانبة قال الإعلامي جمال محمد حسين: "إذاعة أبين المحلية أو كما يطلق عليها (الشعب) كانت عبارة عن إعلام متجول في العام 67م يبث الإعلانات والشعارات المختلفة لمختلف المناسبات والاحتفالات التي كانت تقام في أبين. والتأسيس الحقيقي للإذاعة كان في العام 73م حيث انطلق بث وصوت (هنا أبين) وتعتبر الإذاعة الوحيدة في الإذاعات اليمنية العضو في اتحاد الإذاعات العربية تميزت الإذاعة طيلة مشوارها بنشر التوعية والتثقيف المجتمعي، وكانت مدرسة تعلم فيها العديد ممن صاروا اليوم كوادر إعلامية يشار إليها بالبنان".
وأضاف جمال “بث الإذاعة توقف أربع مرات، نتيجة الأوضاع السياسية التي مرت بها البلاد والصراعات والحروب الداخلية ومازالت الإذاعة منذ آخر توقف، والذي كان عام 2015م إلى اليوم لم يعاد بثها نتيجة تعرضها للسرقة والنهب لكل محتوياتها ولم يعد فيها شيء، وهناك وعود من قبل محافظ أبين اللواء الركن أبوبكر حسين سالم وحكومة الشرعية بإعادة بثها”.
الإعلامي عصام علي محمد أشار إلى أن “ما تعرضت له إذاعة أبين من سلب ونهب متكرر مع كل حدث سياسي يدفع الجماعات الإرهابية للسيطرة على أبين كانت الإذاعة أبرز مرافق الدولة تضررا، وكان العاملون أكثر ضررا بهذا التوقف، فعند كل عملية استيلاء يتم فيها إسكات هذا الصرح الإعلامي الوحيد في المحافظة وهي المنبر الوحيد الذي كان يسجع بصوت المواطن ويحمل مع أثير صوته تطلعات أبناء أبين جميعا".
جانب آخر من الدمار بمبنى الإذاعة
جانب آخر من الدمار بمبنى الإذاعة

وأضاف "كانت عمليات ممنهجة متكررة من النهب والسلب لجميع ممتلكات الإذاعة، كان آخرها في مارس 2016م، وليست وحدها الجماعات الإرهابية المسؤولة عن نهب وسلب أجهزة وأدوات الإذاعة بل هناك شباب من أبناء المنطقة شاركوا في عملية النهب للإذاعة، حيث تم تهديدنا بالتصفية عندما حاولنا الوقوف أمام رغبة المخربين المتعجرفين المسلحين، ولولا انسحابنا من أمام مبنى الإذاعة وقتها لحصلت كارثة".
وأشار إلى أن "محافظ أبين اللواء الركن أبوبكر حسين سالم يولي عملية إعادة البث جل اهتمامه وهو يحمل هذا الأمر إلى طاولة الحكومة كلما سنحت الفرصة، لكن تظل الأمنيات معقودة على الاهتمام الكبير من السلطة المحلية بالمحافظة والحكومة التي وجهت أخيرا بإعادة إنشاء وتأهيل وترميم إذاعة أبين".
بدوره مدير مكتب الإعلام بأبين ياسر باعزب قال: “تلعب إذاعة أبين دورا رائدا في نقل الرسالة الإعلامية الهادفة والبرامج التنموية والتوعوية والإرشادية والزاراعية وغيرها من البرامج الهادفة، وهناك توجيهات صريحة من رئيس الحكومة د.أحمد عبيد بن دغر بشأن إعادة تأهيل وترميم وتجهيز إذاعة أبين المحلية”.
وأضاف باعزب أن “عام 2018م سيكون عاما حافلا في جانب الإعلام، حيث تم تفعيل مكاتب الإعلام في كافة المديريات، ما عدا مكتب الإعلام بمديرية سباح، هي طور التفعيل وتأهيل مدرائها عبر معهد عدن للإعلام التطبيقي، إلى جانب إنشاء قناة إخبارية عبر اليوتيوب تحت مسمى قناة أبين الإخبارية، والعمل على تأهيل وتدريب كافة الإعلاميين بالمحافظة وتأهيل إدارات الإعلام والعلاقات العامة بمكاتب فروع الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية، إضافة إلى إطلاق موقع رسمي يتناول أنشطة المحافظة وتراثها ومواقعها السياحية والأثرية وثرواتها الزراعية والصناعية والسمكية والمعدنية وكل ما تمتاز به أبين من مقومات في كافة المجالات”.
تقرير/ سالم حيدرة صالح

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى