الإدارة بالأزمات

> محسن علي حيدرة قاسم

> منذ ما قبل الحرب والنظام يدير البلاد بالأزمات، نظرا لفساد القائمين على الحكم وخبراتهم الطويلة ومهاراتهم المتعددة والمتنوعة في خلق الأزمات ليتم من خلالها تحقيق أهدافهم واستراتيجياتهم الدنيئة.
فالإدارة بالأزمات management by crisis هي افتعال الأزمة لإظهار مرحلة حرجة ووضع غير آمن ومستقر، ليحدث بموجبه تأثير سلبي كبير ومباشر على حياة الناس وازدياد معاناتهم بصورة مباشرة وسريعة.
ولقد كانت الناس ترى في النظام ما قبل الحرب كل أصناف الفساد الممنهج من خلال الخلل الواضح في إدارة جميع مؤسسات الدولة المختلفة، واصطناعة للأزمات من أجل تحقيق مآربهم ومصالحهم الخاصة، والتي قامت على إثرها ثورة الشباب في فبراير 2011م.
إلا أن الكارثة بعد المبادرة الخليجية وقرار تبادل السلطة سلميا وبعد مؤتمر الحوار الوطني ونتائج التآمرات التي سادت فترة ما قبل الحرب بين الأطراف المستفيدة من أزمات البلاد لتطوير وتعزيز مكانتها وحماية مصالحها وتغطية فسادها التي نتج عنها في بادئ الأمر تشكل كيانات وجماعات مسلحة فرضت نفسها بالأخير لتحل محل الدولة التي تعودت إدارة البلاد بالأزمات والتي كانت تعتقد بأنها مجرد أزمة فقط لغرض فرض واقع معين حسب أهدافهم المرسومة لذلك، إلا أن الأمر اختلف وتطور حتى اندلعت المواجهات وإعلان عاصفة الحزم في مارس 2015 لحماية الشرعية الدستورية للجمهورية اليمنية من قبل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
فقد تشكل تحالف إقليمي عربي لحماية شرعية الدولة المسلوبة من قبل مليشيات كان رأس هرم النظام قبل الحرب هو الداعم الرئيسي والأساسي لوصول هذة المليشيات للمستوى الذي وصلت إليه سابقا وحاليا للقضاء على مكونات سياسية معينة والتخلص منها نهائيا، ولم تتمكن الشرعية ولا التحالف من القضاء عليهم منذ مارس 2015 حتى يومنا هذا، ليس ضعفا من قبل الشرعيه والتحالف او قدرات المليشيات الخارقه ،ولكن مصالح شرعيه واقليميه بته.
ومايدور اليوم من اختلاق للازمات بفعل فاعل بسبق اصرار في جميع المناطق المحررة وبالذات في عدن إلا دليل قاطع على أهداف وتوجهات الحكومه الشرعيه نحو تحقيق مصالحهم الشخصية دون مراعاه لواقع الحال اليوم وما وصلت إليه البلاد جراء فسادهم وفشلهم الذريع في إدارة الدوله والتي يتعمدوا ادارتها بخلق ازمات هنا وهناك وفق تطلعاتهم وتوجهاتهم الخاصه.
أن الازمه الاقتصاديه التي تعصف بالبلاد بشكل كارثي ومخيف ليست وليدة الصدفه أو خارجه عن سبطرة الشرعيه،بل ازمه مصطنعه من اجل الوصول الى الغايات والاهداف الخاصه والغير وطنيه لديهم.
المؤسف أن الشرعيه خلقت قيادات يغمرها الفساد من راسها الى اخمص قدميها،لاتكترث لمصالح الناس ومتطلباتهم واحتياجاتهم المشروعه في العيش الكريم والحر وفق النظام والقانون مطلقا، بل تدير البلاد بازمات أالواحدة تلو الأخرى اي اسواء من الحقبه الزمنيه السابقه للحكم والذي كان كل ابناء الوطن الشرفاء تحلم بالقضاء عليه طوال فترة زمنيه طويله تجاوزت ٣٣عاما حتى تحقق الحلم بعد اندلاع ثورة شبابية منظمه نتج عنها تغير رئاسي وتشكيل حكومة وحدة وطنية رحب بها كل ابناء الوطن عامه، إلا أنه ومن المؤسف والمحزن إتى بعدها نظاما أكثر فسادا وارهابا سلوكا وعملا.
محسن علي حيدرة قاسم

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى