كبرى مدن عدن.. المنصورة وثلاثة أعوام ما بين الانهيار والاستقرار.. «الأيام» وجها لوجه مع مأمور المديرية

> لقاء/ وئــام نجيب

> تُعاني مديرية المنصورة بالعاصمة عدن الكثير من المشكلات منها الخدمية والأمنية، وانتشار البناء العشوائي والبسط على أراضي الدولة والمتنفسات العامة، مع انتشار للبسطات وتكدس للقمامة وطفح لمياه الصرف الصحي. هذه المشكلات وغيرها ناقشتها «الأيام» مع مدير المديرية محمد عمر البري، واستوضحت أسباب تفاقمها ودور المديرية في ذلك.. فإلى نص اللقاء.
*متى تسلمت قيادة المديرية وكيف كان وضعها؟
محمد عمر البري
محمد عمر البري

- تولينا قيادة المديرية بتاريخ 8 مارس2016م وكانت في حينها ما تزال تحت سيطرة القوى الخارجة عن القانون، وعملنا وقتها على الترتيب والتنسيق مع قيادة المحافظة وتحديد اتجاهات واضحة للعمل، في ظل عدم توفر المكاتب التنفيذية آنذاك، فما كان متواجدا في المديرية في هذا المجال هو غرفة واحدة فقط، ولهذا كانت جميع المكاتب التنفيذية الرئيسية تعمل من المنازل نتيجة لسيطرة العناصر المسلحة على مكتب المجلس المحلي.
أما بالنسبة للوضع العام للمديرية، فقد كانت الكثير من الطرقات غير سليمة، والإنارات غير صالحة، وعدم وجود الميزانية والإمكانيات.
*هل لك أن تطلعنا على الإجراءات التي قمتم بها منذ توليكم إدارة المديرية؟
- مشينا خطوةً بخطوة بمشاركة الشرفاء وأفراد المقاومة والشخصيات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني، وصولاً إلى الوضع الحالي والمقدر بالممتاز، وذلك عبر السلوك باتجاهين اثنين، وبدأنا بالاتجاه الأمني من خلال عمل ترتيبات مع قيادة الأمن والسلطات المحلية في المحافظة، إضافة إلى إدارات الشُرط المتواضعة في حينها، إلى جانب التركيز على الخدمات العامة التي يحتاجها المواطن في المدينة.. أيضاً عملنا على القضاء على فيضانات المجاري، وترميم الكثير من أكسار أنابيب الشبكة بمساهمة مجتمعية.
وفي المجال التربوي قمنا بإعادة تأهيل مدرسة بارباع في السنافر، وأعدنا الطلاب للالتحاق بالدراسة فيها منذ أكثر من شهر، أما فيما يخص المستوى الصحي فأنجزنا أرضية المجمع الصحي في بلوك 12 بالكثيري، قبل تسليمه عبر وزارة الصحة إلى مملكة البحرين لإنشاء مجمع صحي نموذجي، ونحن على وشك استكمال المجمع الصحي في كابوتا وتأثيثه.
*وماذا عن مشكلة ضعف المياه؟ وما تقدم لكم المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي؟
- هناك تعثر في هذه الخدمة نتيجة للوضع الذي تشهده المؤسسة، حيث توجد عدد من المضخات في الحقول لا تعمل، بالإضافة إلى وجود إنسدادات وأعطال في الشبكات، على الرغم أننا نساهم معهم شهرياً بما يقدر بـ 500 ألف ريال يمني كعلاوة تغذية لعمال الصيانة، و900 ألف لعمال الصرف الصحي بشكل شهري أيضاً، لضمان استمرار عمال الشبكات في عملهم.

ورغم الظروف المالية التي تشهدها المؤسسة إلإ أنها تتعاون معنا، مع أن آلياتها قديمة جداً وسريعة التهالك، ونحن نعمل على تحميلهم أكثر من قدراتهم، بل وباتت المؤسسة مهددة بالإفلاس حيث لا يتم أخذ قيمة ما يتم صرفه من المياه والصرف الصحي، ومتى ما التزم المواطنون بدفع ما عليهم من فواتير للمؤسسة لن نحتاج لأي دعم، ونحن على أمل كبير بأن خلال الشهر القادم ستصل إلينا آليات، ولابد من وجود مشروع استراتيجي لإعادة الشبكة وترتيبها، ومع وصول تلك الآليات نتمنى أن لا يكون هناك أي طفح للمجاري مع أن هناك أيادي تخريبية تعمل عمداً على العبث بشبكات الصرف الصحي.
*هل لكم من معالجات فيما يخص مشكلة المياه التي تعاني منها بعض الأحياء؟
- نعم قمنا بإمداد شبكة تقوية لمنطقة القاهرة بما يقدر بـ4 ملايين وتسعمائة ألف ريال يمني، ووصلت بموجبها المياه إليها وإلى حي السنافر.
*وماذا عن مشكلة طفح وفيضان المجاري وتكدس القمامة؟
- كانت المديرية عبارة عن مستنقع من المجاري وتكدس المواد الصلبة الخاصة بمواد البناء والقمامة ومخلفات الحرب، وقد عملنا جاهدين على تحسن أوضاع المديرية من خلال تنفيذ المشاريع المتواضعة تتمثل برصف وسفلتة الشوارع، إضافة إلى إنشاء مساهمة مجتمعية في ممرات المديرية، حيث إن المؤسسة تعمل على توفير الأنابيب والمديرية والمواطنون يتحملون تكلفة التركيب.. وما تم تنفيذه من مشاريع أعتبرها ترقيعية وفقا لما توفر لدينا من إمكانات وليست مشاريع إستراتيجية والتي نحن في أمسّ الحاجة إليها خصوصا في مجال الصرف الصحي والتي تعود شبكتها إلى خمسينات القرن الماضي، وتتحمل اليوم ثلاثة أضعاف من قدرتها، ومع هذا نحن مستمرون في عمليات الشفط والتنظيف، ولتخفيف المشكلة في هذا الجانب وتجاوزها عملنا على تقسيم المديرية إلى قسمين: قسم يبدأ من شارع السجن والقاهرة وبئر فضل وبلوكي 10 و 11 ، كابوتا والتقنية، أما القسم الآخر فيبدأ من سوزوكي والمنصورة القديمة إلى جولة كالتكس وانتهاءً بالدُرين وسوزوكي، وينفذ العمل من قبل فرق تؤدي مهامهما على مدار الساعة، وتوجد بهذا الخصوص سيارة السدات والشفط، وبفضل الجهود تراجعت مشكلة طفح المجاري حاليا بشكل كبير، نتيجة لوضع الأغطية وتعاون المواطنين والمساهمات المجتمعية، وهناك أيضاً دعم يقدم في هذا المجال من قبل بعض المنظمات والهلال الأحمر الإماراتي ولكن جميعها أعمال آنية وترقيعية، وليست مشاريع إستراتيجية، لتعثر الدولة في الميزانيات والآليات.

*هل من مشاريع أنتم بصدد تنفيذها؟
- نعم نحن بصدد التوقيع على سفلتة شارع الشهيد الحيدري ابتداءً من ظمران إلى الكورنيش، أيضاً سبق أن وقعنا اتفاقية تخص الشوراع غير المسفلتة في كونكورد ومدخل شارع الخضار المركزي بتكلفة تقدر بـ 30 مليون ريال يمني على نفقة المديرية (سفلتة ترقيعية)، ونعمل حالياً على تصفية الممرات في القاهرة تمهيداً لإعادة تأهيلها بشكل سليم من صندوق التنمية الاجتماعي، إضافة إلى استكمال مشروع الإنارة وصيانتها والذي لم يتبق من إنجازها سوى 15 % على مستوى المديرية بأكملها.
*ما أبرز المشاريع المتعثرة في المدينة؟.
- هناك مشاريع متعثرة من عام 2014م نتيجة لفارق سعر الدولار، حيث توقف المقاولون عن تنفيذ أعمالهم سواء الخاصة بالرصف والسفلتة أو البناء بسبب فارق سعر العملة، وقد وضعت هذه المشكلة على طاولة الاجتماع مع الأخوة في التخطيط والقائم بأعمال محافظ عدن، وطالبنهم بضرورة إيجاد حلول لها، وذلك باحتساب نسبة الإنجاز السابقة وبالأسعار السابقة، وما تبقى منها يحسب بالسعر الجديد والذي يواكب سعر صرف اليوم، حتى لا يتضرر المقاولون ولا تبقى المشاريع متعثرة كما هي، وهذا الأمر بحاجة إلى قرار مركزي.
*ماذا عن مشكلة البناء العشوائي وانتشار بسطات البيع الذي تشهده المديرية بشكل كبير
وتسبب في تشويه منظرها الحضاري؟
- نعم أكبر ما نعانيه في المدينة هو البناء والبسط العشوائي، والذي طال حتى المتنفسات والحدائق والممتلكات العامة والجزر والأرصفة، والبناء على أحواض الصرف الصحي، وهذا أمر مخيف، وإذا لم تتخذ الإجراءات الحاسمة لمواجهتها فلن تكيفينا أي موازنة لإعادة الوجه الحضاري للمديرية، وما شجع على هذه الظاهرة هو ضعف الجانب الأمني والناتج عن عدم توفر الإمكانات المناسبة، وتصعب المشكلة أيضا بهذا الخصوص حينما يكون الباسطون من المسلحين، وعندما نطلب من الجندي النزول للمشاركة في عملية هدم وإزالة العشوائيات وهو بدون راتب لمدة 6 أشهر، فيكون الأمر أصعب فكيف نطالب بتطبيق النظام والقانون و فرض هيبة الدولة في الوقت الذي لم يتحصل فيه هذا الجندي على حقوقه، وهذا لا يعني بأننا لم نقم بواجبنا بهذا الخصوص بل قد قمنا بتنفيذ حملات إزالة فعلية للعشوائيات استعنا خلالها بقوات من أفراد المقاومة، وبالتعاون مع صندوق النظافة والأشغال في المحافظة والذين وفروا لنا الشيولات، وتم إزالة الأكشاك الموجودة في الشارع الرئيسي أمام كالتكس، وكذا المخالفة بجانب الحجاز، والواقعة جانب المحول الكهربائي الكبير أمام فندق كالتكس، والموجودة في كورنيش المحافظ، وسنتستمر في هذه الحملة متى ما توفرت لدينا قوة أمنية.
*هل هناك إيرادات يتم تحصيلها بدون سندات وبطرق غير قانونية من أصحاب البسطات؟
- توجد سندات بتلك الإيرادات والمسئول عليها السلطتان المحلية والأمنية، وكل ما هو موجود من بسطات وأكشاك وبناء عشوائي بنيت من خلال السطو على أراضي المستثمرين، نتيجة للضعف الأمني على مستوى المحافظة، ومتى ما توفرت الإمكانات المطلوبة سيتم القضاء على هذه الظاهرة، ناهيك عن التخلف المجتمعي والفوضى.

* قسم العوائق.. هل ترون بأنه مُفعل كما ينبغي في المديرية؟
- نعم يُفعل وبشكل جيد وفقا للطرق النظامية، ونعمل إشعارات إزالة لمرتين أو ثلاث مرات، لجميع المخالفين سواء أكانت أكشاكا أو بناء أو سطوا، نقوم بعدها بعمل محضر موثق من قبلنا يتم توزيعه للمحافظة والنيابة.
*لماذا لا يتم تخصيص أماكن للباعة وأصحاب البسطات؟
- الأماكن موجودة، ولكن للأسف هناك من يحبون المخالفة والخروج إلى الشوارع، كما أن هناك عناصر خارجة عن القانون وهي من تمنع ذلك، الأمر الذي أثر على عملنا برصف بعض الأحياء.
*كم ميزانية المديرية؟
- تقلصت الميزانية التشغيلية للمديرية إلى 20 % عما كانت فيه في العام 2014م.
*برأيك ما الأسباب الرئيسة في ترتجع الميزانية لهذا الحد؟
- نحن في مرحلة استثنائية والبلد ما يزال في حالة حرب، ولا نمتلك الموارد الكافية التي تضمن سير الأمور بشكل طبيعي ومتكامل، ثم كيف لنا أن نطالب الدولة باعتماد مشاريع إستراتيجية في الوقت الذي لا تستطيع فيه أن تفي برواتب الموظفين، وهذا نتيجة لعدم توريد الموارد الأساسية في الدولة بالشكل السليم، فمنها ما هو مسيطر عليها من قبل أفراد خارجة عن النظام والقانون، أو نتيجة الوضع الراهن كـتوقف المصافي والميناء بكامل طاقتها والمطار والضرائب والواجبات.
*الأشقاء في دول التحالف العربي قدموا الكثير من المنح للمحافظة.. هل نالت المنصورة
نصيبها من هذا الدعم؟
- توجد مساعدات ولكنها محدودة، وقدم الهلال الأحمر الإماراتي لمحافظة عدن 3 مليون ريال سعودي، وهذا المبلغ غير كافٍ لصيانة و شراء بعض المضخات، ففي هذه المديرية وحدها توجد أكثر من 18 مضخة علاوة على معاناتنا الكبيرة مع مضخة الدرين، وقدم الشبكة والتي يعود تاريخ إنشاؤها إلى خمسينات القرن الماضي.
* ما أبرز المشاريع التي ستنفذونها خلال هذا العام؟
- اعتمد صندوق الطرقات 914 ألف دولار خُصصت كالآتي: 214 ألف دولار لإعادة رصف شارع القصر، و200 ألف دولار مخصصة لشوارع ريمي، و500 ألف دولار لشوارع القاهرة، هذه مبالغ مرصودة.. وقد تم اعتماد رصف شارع القصر وتم إعلان المناقصة الخاصة به وفُتحت المظاريف، وخلال الشهر القادم سيبدأ العمل، أيضاً سنبدأ بتنفيذ المشاريع المتعثرة في هذا العام إن شاء الله.
لقاء/ وئــام نجيب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى