الحوار والتوافق هما الخيار المطروح للجنوبيين

> حسين فروي

>
حسين فروي
حسين فروي
قد نختلف في الرأي، وهذه ظاهرة صحية لا اختلاف عليها، لكن تبقى طاولة الحوار هدفاً وغاية سامية لكل أبناء الجنوب، فالقوى السياسية عليها أن تثبت حسن وصدق نواياها تجاه هموم وقضايا الوطن وأبنائه، وأن تلبي الدعوات التي تجمعها مصلحة الجنوب على طاولة الحوار، والنظر إلى حلول تخدم الجنوب من أمن واستقرار وحياة معيشية مستقرة وكريمة، وتعميق ثقافة الديمقراطية وترسيخها، التي تظل هدفاً وغاية ومطلبا للجميع، والذين ارتضوا بها، لكننا للأسف نشاهد بعض المكونات بالجنوب ودورها الغائب الحاضر وتلمس منها القسوة والجفوة دوماً، وننظر إليها باستغراب شديد على عدم حرصها على أي مصالح تخدم الجنوب وشعبه، لكننا نرى أنهم يخدمون مصالحهم الشخصية الضيقة فقط، ونظرتهم الإقصائية وتخوينهم للغير.
يا إخوتي اليوم وبعد مرور عامين من تحرير أرض الجنوب لم نرَ من قيادات الجنوب، أكانت تحت غطاء الشرعية أو تحت غطاء المجلس الانتقالي أو مكونات أخرى، لم نرَ منهم تقارباً حقيقياً، رغم أن الجميع يؤكدون أن مصير الجنوب يقرره أبناؤه فقط، فالجنوب يتسع للجميع يكفينا إهدار الفرص، يكفينا تمزق ومناكفات، لأن الضياع، لا سمح الله، ستكون النتيجة التي لا تقبل الشك.
نحن بحاجة ماسة إلى احتكام العقل والالتفافات للمتغيرات التي تعصف بالمنطقة، والتعاطي معها من منطلق مصلحة الجنوب وشعبه أولاً وأخيراً، وليس إلى ترسيخ دعائم الزعامة، ذلك الصراع الذي لم يخفِ إلا المزيد من المآسي والآلام لشعبنا، لأن القادم سيكون أكثر خطورة وتصبح المفآجات غير السارة لكثير من الأطراف وكذلك للجنوبيين أمرا وارد الحدوث.
لذا عليهم تجاوز تبايناتهم واختلافاتهم التي وصلت إلى حد الخصام والتخوين من قبل البعض، وأن تتوحد كلمتهم وموقفهم السياسي في هذه الظروف الحرجة، وأن نبتعد عن سياسة الإقصاء والإلغاء، ونذهب جميعاً لتبني خطاباً جامعا يدعو للتقارب، وأن يكون لدينا الاستعداد التام لكل الاحتمالات لما يحدث من حولنا من تطورات، ما لم فكل الخطوات والمؤشرات تشير إلى ألا مكان لقضيتنا في أي استحقاقات قادمة، وإن وجد مكان فلن يكون إلا مكانا يختاره لنا الآخرون، لأننا للأسف أضعنا أقوى سلاح، وهو تماسكنا ووحدتنا وتوافقنا حول الهدف المنشود (استقلال الجنوب).
أخيراً يا إخوتي غيروا أفكاركم، وأعيدوا ترتيب أوراقكم وسمومها المتناثرة، واجعلوا مصالحكم الشخصية خلف هاماتكم، وتكون غايتكم وآمالكم خدمة للمواطن، فالوطن هو الإنسان وكرامته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى