رجــــال في ذاكــــرة التـاريـــخ.. اللواء علي عوض واقص.. استودع المواد وجلل قلبه السواد ظلماً وبهتاناً

> نجيب محمد يابلي

> *الميلاد والنشأة:
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي

علي عوض ناصر واقص الحسني من مواليد عدن، الشيخ عثمان حافة القاضي، قسم (C) رقم الشارع (4) يوم 18 نوفمبر 1944م، الذي صادف يوم الثلاثاء 28 ذو القعدة 1363هـ، كان ترتيبه السابع من بين إخوانه وأخواته الثمانية..
كان والده عوض ناصر واقص الحسني يعمل مشرف عمال في المملاح وانتقل إلى جوار ربه عام 1950م، وكان علي واقص في السادسة من عمره فنهضت والدته العظيمة لتربية أولادها، ومشهور عن الوالدة محلية بنت عبدالله علي الفضلي ملاحظتها الساخرة لسالمين رحمه الله: يا سالمين حبستوا ام أنم وفكيتوا امنسوان؟.. وقد حمّلت الوالدة محلية هذه الرسالة الشفوية الأخ علي أحمد حقاني كأمانة يسلمها سالمين الذي ابتسم للرسالة المرحة والساخرة.
*الواقص وأول مشوار تعليمي
التحق علي عوض واقص بالمدرسة الابتدائية الحكومية (الشرقية لاحقاً) في الشيخ عثمان في العام 1951م، ومن زملائه: عبدالله عزيز وعبدالكريم سلام الشرجبي ومحمد أحمد نعمان وأبو بكر القيسي وحسين عبده عبدالله وأحمد عبدالجبار عبدالله، ومن معلميه في المرحلة الابتدائية: علي باقر وعثمان عبده محمد وعلي محمد عبدالله وجابر محمد سعيد عقربي وعلي عبد الودود وحسن عز الدين ومحمد أحمد يابلي رحمهم الله جميعا..
*درجة (C) تحول دون التحاق الواقص بالمتوسطة
بعد جلوس علي واقص لامتحان النقل من الابتدائية Primary إلى المتوسطة Inter mediat حصل الواقص على درجة (C) التي لم تؤهله للالتحاق بالمرحلة المتوسطة فالتحق صديقه عبدالله عزيز بالمعهد التجاري العدني (المدراسي)، والتحق صديقه عبدالكريم سلام بمدرسة القديس يوسف العالمية (البادري) بكريتر، والتحق علي واقص بمدرسة أبناء الجيش (الليوي) بواسطة صهري علي أحمد سعيدي، وكان المستوى يعادل مستوى المدرسة الثانوية حالياً، وكان من مدرسيه: أحمد عبدالله عبيدو وإبراهيم أحمد عبيدو ومحمد أحمد مقبل (المقبلي) وعلي عوض الخضر وسعيد أحمد الجناحي وأحمد محفوظ عمر، ومن مدرسيه الإنجليز: جونسون وبيكر وسرويك.. ومن زملائه في مدرسة الجيش: الشهيد أحمد صالح حسني والشهيد عوض ناصر نخعي ونجيب الزيادي (وكيل نيابة حاليا) والشهيد علي ناصر همامي ومحمد ناصر مصعبي ومحمد ناصر حسني ومحمد غالب مسكينة وعلي وعبدالله مسعود امسعيدي.
*الواقص في ممباسا عام 1961م:
في العام 1961م غادر علي واقص عدن إلى ممباسا (كينيا) ضمن بعثة كشفية رأسها مسؤول كشفي إنجليزي، ومن زملائه في البعثة المرحوم جعفر عبدالقادر وعبدالمجيد أحمد غانم وجميل شينة وشمشير وواحد يهودي وآخر يهودي..
وهناك تم التعرف على عدد من أعضاء الجالية الحضرمية ورئيسها سعيد بن شحبل، الذي عاد إلى عدن بعد الاستقلال والتحق بوزارة الخارجية وشغل منصب رئيس المراسيم chief Protocol، وشاءت المقادير أن يكون من ضمن موظفي الخارجية الذين لاقوا حتفهم في حادثة طائرة الدبلوماسيين عام 1973م.
*الواقص وعبدربه منصور وعمر الرخم من خريجي الدفعة الثانية:
عند انتهاء علي واقص من الدراسة العسكرية والمدنية التحق بوحدات الجيش مع آخرين من خريجي الدفعة الثانية بمدرسة الجيش، وكان منهم عبدربه منصور هادي وعمر الرخم، حيث التحق الواقص بورشة الناقلات كإداري وأمين مستودعات فنية، وكان من زملائه فقيد الفن فيصل عبدالعزيز حمود. ترقى الواقص إلى رتبة ضابط عام 1963م ثم التحق بدائرة الإمداد، وابتعث في دورة تدريبية إلى بريطانيا استغرقت عاماً واحداً في شؤون الإدارة واللوازم في مدينة بلاك داون في لندن، ومن زملاء الدراسة في تلك الفترة: أحمد صالح حسني وعوض ناصر النخعي وعبدربه منصور هادي وعلي ناصر هادي وغيرهم من كليات مختلفة منهم حسين السيد وعبدالعزيز الحبشي والخضر قرواش وعلي امسعيدي ومحمد فضل الوعل وعلي وحسين مسعود، إضافة إلى ضباط قادمين من الأردن والسودان والكويت وجنوب أفريقيا، وكانت الكليات في مناطق متقاربة وتقع كلها في منطقة لندن ومنها كلية المشاة، وكان من منتسبيها الضابط عبدربه منصور هادي ومعمر القذافي.
قابل علي واقص أثناء إقامته في لندن عدداً من القادمين من عدن يدرسون الطب هناك منهم د. صادق أحمد علي (شقيق الطيب أحمد علي) ود. عبدالله أحمد ميسري (شقيق م. عيدروس ميسري) ود. عمر صالح بانافع وزميله في الدراسة العسكرية الرائد محمد عبدالله القفعي.
*واقص والعودة من بريطانيا وتحمل مسؤولية المستودعات:
عمل علي عوض واقص خلال الفترة 1963/ 1965 في دائرة الأمداد لأن كل حاجات الجيش الاتحادي ترفد من معسكر سنغفورة Singpore Line بخور مكسر، وأسست القوات البريطانية نواة مستودعات وإدارة مرفقة بها للجيش الاتحادي وعمل فيها الواقص وتحمل مسؤولية المستودعات مع كوكبة من ضباط آخرين تم تأهيلهم في بريطانيا.
كان علي واقص مشدوداً إلى كوكبة كانت معه في بريطانيا أو قبل التحاقه بالدورة هناك، وكانت تلك الكوكبة من خريجي كلية كمبرلي (أشهر كلية أركان في العالم)، ومن خريجيها: أحمد صالح حاجب ومحمد أحمد السياري وعبدالله صالح سبعة وأحمد صالح ضالعي وعلي محمد بن حلبوب وعبدالله مسيبلي ومحسن حيدرة الهارش ومحمد عبدالله محرز، نائب الزعيم ناصر بريك عولقي، ومن خريجي كلية كمبرلي من العرب: علي بن علي عامر (مصري) وعبدالكريم قاسم (عراقي) وعلي أبو نوار (أردني) وجعفر محمد النميري (سوداني).

تحمل علي عوض واقص مسؤولياته في إدارة المستودعات على النمط البريطاني العطر الذكر ووفق التقاليد العسكرية التي تربوا عليها قبل الاستقلال والتي اهتزت كثيرا بعد الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م.
*علي واقص وعن يمينه اليمين الرجعي وعن يساره اليسار الانتهازي
آفة العرب والمسلمين التخوين والتكفير، ولحقت أضرار بالغة بالأفراد عبر مراحل الماضي والحاضر وشمل الضرر أفراد أسرهم، وسرى ذلك على عزيزنا علي واقص عندما أقصاه الرفاق من الخدمة في القوات المسلحة بتهمة اليمين الرجعي تارة وأنه ناصري تارة أخرى وأنه محسوب على محمد علي هيثم، وإن كان الأمر كذلك فقد عبر علي واقص عن اعتزازه بالناصرية وعن تشرفه بتهمة الانحياز لمحمد علي هيثم، وهكذا أنهيت خدماته في القوات المسلحة عام 1972م وكان في الـ(28) من عمره.
أحيل علي واقص إلى مؤسسة طيران “اليمدا” وكان مسؤولا عن مستودعاتها وأدار عمله بكل اقتدار.. وفي 26 يونيو 1978 اعتقل الرفاق رفيقهم علي أحمد عوض حقاني وصاحبهم اللدود علي واقص، ونسب للواقص أنه من اليسار الانتهازي وبالأمس من اليمين الرجعي وهو لا يزال جاهلاً بالتهمتين حتى اليوم.
*العام 2002 تسوية الخدمة وأداء فريضة الحج
وفي العام 2002م عزم علي عوض واقص (اللواء) على حسم أمره بتسوية خدمته في شركة طيران "اليمدا" (اليمنية لاحقاً) بعد خدمة امتدت من 1972 حتى عام 2002م، وغادر أرض الوطن إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج مع شريكة حياته وأم أولاده.
وفي العام 2004م وهو على المعاش اتصل به الرجل الطيب اللواء محمد عبدالله السياري وقال له إن الأخ عبدربه منصور هادي، نائب رئيس الجمهورية سأله: مَن مِن أبناء عدن ظلموا وهضمت حقوقهم في الخدمة العسكرية فأجابه السياري: علي عوض واقص ومحمد عبده سعد، فرد عليه النائب: بحكم خدمتهما الطويلة سأوصي لهم برتبة "لواء"، وتحقق ذلك بفضل من الله الذي سخر لهما الأخ نائب رئيس الجمهورية. وللعلم راتب اللواء (300) ألف ريال ويتقاضى ابن الواقص وابن سعد (89) ألف ريال فقط.
*علي واقص وأضلاع المثلث: فيصل والأصنج وهيثم
أعد اللواء علي عوض واقص عرضا من (18) صفحة عن سيرة حياته ومن ضمنها أن قدوته في الحياة ثلاثة: فيصل عبد اللطيف الشعبي وعبدالله عبدالمجيد الأصنج ومحمد علي هيثم.
*أصدقاء واقص من الفنانين:
يعتز اللواء علي عوض واقص القارئ الحصيف وذواق الموسيقى والأدب والشعر بحلقة أصدقائه من الفنانين وهم: محمد مرشد ناجي ومحمد سعد عبدالله وفيصل علوي ومحمد عبده زيدي ونجيب سعيد ثابت وعصام خليدي وعبدالكريم توفيق (عافاه الله).
*أصدقاء واقص من الأدباء:
محمد سعيد جرادة، عبدالله فاضل فارع، أحمد محفوظ عمر، إدريس حنبلة، عبد الرحمن فخري، محمود علي الحاج، عبدالله سلام ناجي، فضل النقيب، القرشي عبد الرحيم سلام، محسن علي بريك.
*أصدقاء واقص من جبهة التحرير
حسين عبده عبدالله، حسين سالم باوزير، محمد عبدالله شرف القاضي، د. أحمد عبدالله القاضي، محمد شاكر، مختار السقاف (ناصر القدح)، عمر الرخم.
*واقص والمقربون من الأصدقاء
هشام باشراحيل، تمام باشراحيل، سعيد علي عولقي، عبد القادر مقبول، فيصل محمد عبدالله، ناصر حسين يافعي، صالح جار الله، نجيب يابلي، عبد العزيز جميع، علي حقاني، أحمد الجحزري، الطيب أحمد علي، محمد أحمد غانم، أمين سومة ود. وجدي مغارف.
*واقص وعقد القران في الذكرى (12) لثورة 23 يوليو
أكمل اللواء علي عوض واقص نصف دينه بالاقتران من ابنة المرحوم الحاج مهيوب عوض المساح، عم الطبيب النبيل خالد قاسم والتربوية الفاضلة خديجة قاسم، وتم عقد القران على يد الشخصية المعروفة تربويا ودينيا الشيخ عبدالله محمد حاتم في مساء 23 يوليو 1964م وأثمرت الزيجة المباركة عن (8) أولاد 4 أبناء و4 بنات وكلهم متزوجون.
*واقص ورباب وحالة اكتئاب
إذا ذكرت علي عوض واقص ذكرت معه النكتة ولذاعة التعليقات وحلاوة التسجيلات الغنائية النادرة والشجية، وهكذا عرفته وعرفه غيري طيلة نصف قرن ويزيد، إلا في حالة واحدة عندما تحجرت العبرات في حنجرته وهو يحدثني عن ابنته الدكتورة رباب خريجة طب جامعة عدن بمرتبة متقدمة عام 2008م ونالت الماجستير في طب الأطفال عام 2010، وكانت قد حصلت على عرض بـ (25) ألف ريال سعودي للعمل في أحد مستشفيات المملكة لكنها رفضت لأنها تريد أن تكون في عدن، وعلى مدى عشر سنوات والجهات المسؤولة استمرأت مواعيد عرقوب، وعرفت من والدها أن ابنته الدكتورة رباب من المؤمنات العابدات القانتات الصائمات الملتزمات بالسنة النبوية في الصيام، ولذلك ظلت متماسكة.
كلمة لوجه الله قالها الواقص إن الدكتور الخضر لصور عمل كل ما في وسعه لخدمة ابنته، وجزاه الله خيرا عن خدماته مع ابنته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى