تعز بين مطرقة الحوثي وسندان التحالف!

> وائل الخليدي

>
وائل الخليدي
وائل الخليدي
أكتب هذه العبارات وقلبي يعتصره الألم على مدينتي الحبيبة التي ترعرعت فيها ونبت لحمي من خيراتها، فكل يوم يمر عليها إلا وأسمع عن قذيفة سقطت هنا، ومدفعية ضربت هناك، وأرى شهيدا أسقطته رصاصة قناص، وفي جهة أخرى يسقط الشهيد تلو الشهيد، وآخرهم الأخ مؤمن والناشطة رهام البدر، وما تزال تقدم خيرة أبنائها وبناتها.
وعندما نتكلم هنا عن نساء تعز نتحدث عن شقائق الرجال في السلم والحرب يخترقن الصفوف لتقديم المساعدات لإخوانهن من الرجال في ظل معمعة غوغاء تتهاوى عليهن القذائف ورصاصات القناصين ويسقط أبناؤهن وإخوانهن بجوارهن ويسقطن هن صابرات محتسبات، فإلى متى ستظل مدينتي كذلك أم أن الشقاء مكتوب عليها لأنها رفضت الذل والانصياع لعدو متهجم أراد أن يحتلها ليعيث فيها فسادا، ذلك العدو الذي لا يفرق بين صغير أو كبير، ولا بين مدني ومقاوم، لا يهمه إلا إبادة تعز عن آخرها.
وفي الآونة الأخيرة أتت أخبار تثلج الصدور عن تحرير مناطق فيها وتقدم ودحر للمليشيات في جهة أخرى، لكن ما إن تلبث يسيرا حتى تتوقف بسبب نقص الدعم من إخواننا في التحالف، لا أدري هل هو تعمد أم تساهل غير آبهين بما يجري فيها، فهي التي بتحريرها تتحرر بقية المدن بإذن الله، وإلا لما صب أعداؤها عليها جام غضبهم فيحشدون من كل ناحية وصوب.
للسنة الرابعة وتعز تعاني الأمرين، لكني أقول لمن يكنون لها الشر لطالما كانت تعز نبع الثورة وحاضنتها وستظل عصية على أعدائها، فاسألوا عنها 11 فبراير والمسيرات الراجلة التي نفذها أبناؤها وبناتها، واسألوا عنها أجدادكم الإماميين، فأقول لهم رغم أنوفكم ستظل مدينتي شامخة بنصر الله وإقدام وبسالة أبنائها، ولا بد من يوم تنقشع السحائب السود عنها وتبزغ شمس النصر.
وأختتم مقالي بثلاثة أبيات لأحد الشعراء:
تعز اﻟﺘﻲ ﺳﺎﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﺎﺗﻬﺎ
ﻣُﻬــــج اﻟﺮﺟﺎل منيعةٌ ﻻ ﺗُﻘﺘﺤﻢْ
تعز اﻟﺘﻲ أﺣﺒﺒﺘُﻬﺎ وﻋﺸﻘﺘﻬﺎ
اﻓدي ﺛﺮاﻫﺎ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻲ ﻭﺍﻟﻘِمَم
ﺗﻌﺰ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻨﺸﻘﺖُ ﻃﻴﺐ ﻫﻮاﺋﻬﺎ
ﺳﻴﻤُﺪﻫﺎ اﻟﺮﺣﻤﻦُ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ اﻷَﺗَﻢّ.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى