دوري الشهيد الرياضي الكروي ؟!

> عصام علي محمد

>
عصام علي محمد
عصام علي محمد
إعتقاد خاطئ بات يسود ، وعادة غير حميدة ، كثر ممارسوها ، إقامة دوري رياضي ، بإسم شهداء القتال الجائر لأبناء (عدن - أبين - لحج) وبذكرى الموت ، تقام منافسات كروية وتسلم كؤوس الفوز له ، حين أضحى الموت سابق احتفالاتنا النادرة.
تسويق فكرة الموت لأجل الآخرين أدخلوها في كل تفاصيل الحياة الشبابية والرياضية الغرض إفراغ الحياة من روح الشباب المتعطشة إلى الحياة لا إلى الموت.
أمست إحتفالاتنا جروحاً مع مرارة ، تحيل الذاكرة إلى ممر كبير للأحزان ، وفق عمليات الموت التي نحتفل معها بالفائز بحضور لفيف عجيب من الشباب مما يجعل هذا التبدل مصدراً لتمني الموت وسط حيرة وألم العقلاء.
الموت أضحى مناسبة منتظرة لاحتفالاتنا القليلة ، التي تزداد معها ، مساحات القهر التي تتسع دوائرها لتشمل أحزاناً شبابية على ما يبدو ، أنها ستطول في واقع الحرب المفتوح ، في الوديان والشعاب اليمنية.
اليوم يجب أن لا نفخر ، ونحن لا نعرف لماذا لا ننشط ، إلا ونحن متشحين بالسواد ، ولا نعلم لماذا ننتظر سقوط شاب شهيد ، حتى نقيم أعراسنا .. حكاياتنا حزينة وطويلة ، لكي نمارس الرياضة بدافع الموت ، ونموت لكي نمهد لإقامة دوري للفرق الشعبية.
مسافرون على خطوط الموت يومياً بأفراحنا وحياتنا ، حتى ملاعبنا تحولت إلى مقابر لصور الشباب .. إن الرياضة غير ذلك تماماً بتعبيراتها الحركية التي تتقاطع كلياً مع فكرة الموت ..
تعبنا فمتى نرتاح ، ونحن نحمل أوزار الحرب إلى ملاعبنا.
نجح السياسيون البلهاء في تصدير الموت إلى منازلنا ، ثم إلى حياتنا ، فصارت الفكرة سهلة
وحلوقنا تخنقها تفاصيل قصص الموت لشباب واعدين ، وأعيننا أضحت ، لا ترى سوى صورة الشهيد الشاب.
ما أقسى أن يحاصرنا الموت ، وما أصعب مواقف تسليم كأس الشهيد للفائزين ، بحضور أبو الشهيد أو إخوانه أو أولاده القصر .. إنها لحظات حرجة مؤلمة .. والعجيب أنها أضحت عادة إكتسحت تفاصيل حياتنا ونشاطاتنا.
مشاهد محزنة تتكرر يومياً ، والأصعب أنها تشكلت لجان دائمة مهمتها الإعداد لدوري الشهيد وأضحى ذلك عُرفاً إجتماعياً بعد الانتهاء من مراسيم الدفن على اللجنة الشعبية التحدث في عدد الفرق المشاركة ، والتواصل مع الداعمين .. خطوة تتسارع ، كصورة من صور الوفاء للشاب (المرحوم).
دون أن نشعر ، نحن نسير إلى الخلف باتجاه المقبرة ننصب خيام الشهيد المحتفى به ، وندعو الأب والإخوة والأصحاب والجيران تعالوا شاركونا المتعة بمباريات دوري إبنكم الشهيد .. فقط مجرد صورة من صور أحزان الرياضة والرياضيين ، لأنهم أرادوا لشبابنا الموت ، حين كانت حياتهم غالية ، إسترخصوا حياة الشباب لكنهم تمادوا كثيراً حين أحالوا متعة كرة القدم ، لكي لا تقام إلا على ذكرى رحيل شاب من شبابنا.
إن أنشطتنا وفعالياتنا الشبابية والرياضية ،على الرغم من ندرتها ، إلا أنها تحتاج إلى مصيبة موت لتخرج إلى العلن .. كل تلك المتعة المرجوة تقطعها صوت المعلق ، وهو يسرد تفاصيل النهاية للفقيد ، وقصة موت الشهيد .. فقط زاوية ألم حادة من آلام الشباب والرياضيين اليومية .. إذ أنه ليس أقسى من أن ننظر إلى الموت ، ونحن نجلس على المدرجات .. ولا أوجع ونحن ننظر إلى انكسار أفراد عائلة الشاب الشهيد ، وهي تمعن النظر في صورته.
بهذه الصورة كيف ننتظر التطور ، وبهذه التفاصيل المأساوية كيف نشاهد المتعة .. كل ذلك يتم في غياب الطابع الرسمي ، المشغول بكتابة التقارير حول نشاطات فروعه المقامة من رواتب الشهداء وزملائهم.
رحم الله كل شهدائنا الشباب الذين سقطوا دفاعاً عن هذه الأرض ، التي استباح خيراتها جماعة من اللصوص السياسيين المتاجرين بدماء الشهداء المقدسة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى