جهود مضنية لانتشال جثث من موقع تحطم الطائرة الإيرانية في جبال زاغروس

> طهران «الأيام» أ.ف.ب

> سعت فرق الانقاذ الايرانية جاهدة لانتشال الجثث أمس من بقايا طائرة كان على متنها 66 شخصا عندما تحطمت في منطقة وعرة قرب احدى القمم الجبلية في جنوب غرب ايران قبل يومين.
وقال مدير المركز الطبي في المنطقة غفور راستنروز لوكالة الانباء الايرانية الرسمية إن وجود “فجوات عميقة وخطيرة في منطقة تحطم الطائرة جعل هبوط المروحيات أمرا مستحيلا". وأضاف أن فرق الاغاثة مضطرة إلى "حمل الجثث إلى سفح الجبل، وهو أمر يستغرق وقتا كثيرا".
واختفت الرحلة "إي.بي- 3704" التابعة لشركة "آسمان" الايرانية أثناء تحليقها صباح الاحد الماضي فوق سلسلة جبال زاغروس بعد حوالى 45 دقيقة من إقلاعها من طهران.
وبعد يومين شهدا تساقطا كثيفا للثلوج وسط انعدام الرؤيا جراء الضباب، تحسنت الاحوال الجوية صباح أمس ما سمح لطاقم احدى المروحيات بالعثور على قطعة حطام عليها شعار "آسمان".
وقال طيار لهيئة إذاعة وتلفزيون "ايريب" الرسمية إنه شاهد "جثثا متناثرة حول الطائرة” التي عثر عليها في جبال دنا على ارتفاع نحو 4000 متر.
وأظهرت تسجيلات مصورة التقطت من المروحية حطاما وسط الثلوج على أحد الجبال فيما حذر مسؤولون من إمكانية عودة الطقس السيء في غضون عدة ساعات.
وانضم نحو مئة من متسلقي الجبال إلى جهود الانقاذ منذ أمس الأول فيما تم إنزال فرق الإغاثة بالمروحيات إلى قرب موقع تحطم الطائرة.
وقال رئيس هيئة الطيران المدني علي عبد زاده للتلفزيون الايراني الرسمي إن “المروحيات تنزل فرق الإنقاذ والإغاثة في أقرب موقع ممكن حيث أن الوصول إلى موقع تحطم الطائرة أمر صعب للغاية”.
وقال “لا يمكن إلا لمتسلقي الجبال المحترفين والمدربين بشكل عال الوصول إلى هناك والاقتراب من الطائرة وإحضار الجثث”.
*سلامة الطيران
وغادرت الطائرة ذات المحركين من طراز "ايه تي آر- 72" التي دخلت الخدمة منذ 25 عاما مطار "مهرآباد" في طهران متوجهة إلى مدينة ياسوج الواقعة على بعد نحو 500 كلم جنوبا.
ومن المتوقع وصول فريق من المحققين من مكتب التحقيق والتحليل لسلامة الطيران المدني التابع للحكومة الفرنسية إلى ايران في وقت لاحق أمس.
وأعادت الحادثة إلى الأذهان المخاوف بشأن سلامة الطيران في إيران التي خضعت لسنوات من العقوبات الدولية.
ووضعت المفوضية الأوروبية شركة "آسمان" للطيران على اللائحة السوداء في ديسمبر 2016 حيث كانت واحدة بين ثلاث شركات طيران فقط تحظر على خلفية مخاوف تتعلق بالسلامة.
وحظرت أوروبا 190 شركة طيران أخرى على خلفية مخاوف أوسع نطاقا تتعلق باجراءات السلامة التي تفرضها دولها.
واشتكت ايران من أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة عليها قوضت سلامة طائرات شركاتها ما يجعل من الصعب صيانة اسطولها القديم وتحديثه.
وأجبرت آسمان على وقف العديد من طائراتها في فترة العقوبات بعد أن واجهات صعوبات في الحصول على قطع الغيار.
وذكرت طهران في ورقة عمل قدمتها إلى منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) التابعة للأمم المتحدة عام 2013 أن العقوبات الأميركية تمنعها من “الحصول على القطع والخدمات والدعم الضروري من أجل سلامة الطيران”.
وشهدت إيران عدة كوارث طيران آخرها عام 2014 عندما تحطمت طائرة تابعة لشركة “سباهان” مباشرة بعد إقلاعها من طهران قرب سوق مكتظ ما أسفر عن مقتل 39 شخصا.
لكن أرقاما صادرة عن مؤسسة سلامة الطيران، وهي منظمة غير حكومية مقرها الولايات المتحدة، تشير إلى أنه رغم العقوبات، لا تزال ايران فوق المعدل في تطبيقها لمعايير السلامة المحددة من قبل "إيكاو".
وكان رفع العقوبات عن عمليات الشراء في قطاع الطيران بندا رئيسيا في الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع القوى العظمى عام 2015.
وعقب الاتفاق، وقعت شركة “آسمان” عقدا لشراء 30 طائرة من طراز “بوينغ 737 ماكس” بقيمة ثلاثة مليارات دولار (2,4 مليار يورو) في يونيو الماضي، مع خيار شراء 30 طائرة إضافية.
لكن من الممكن أن تلغى الصفقة في حال نفذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديداته وأعاد فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية خلال الأشهر المقبلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى