الفشل الحكومي ومرضى الفشل لكلوي

> أحمد عمر حسين

>
أحمد عمر حسين
أحمد عمر حسين
مما لاشك فيه أن الفشل الكلوي داء وبيل، ومن أحد أسباب الفشل الحكومي، داء المحاصصة والارتهان للسياسة وتبعية كل مجموعة من الوزراء لسياسة ومصالح الحزب الذي ينتمون إليه، وأيضاً الفساد وتغليب أهل الثقة في التبعية العمياء دون الالتزام بشروط الكفاءة.
فالحكومة وخاصة من 2015م عام الحرب العاصفة، والتي يقول أهل التحالف إنما جاءت لدحر الانقلابيين وإعادة الشرعية إلى صنعاء.
هذه الحكومة ومعها التحالف العربي لم يلتفتوا إلى الجانب الأمني والتنموي وحماية الشعب من غول الارتفاع الجنوب للأسعار وتدهور قيمة الريال اليمني، وعدم توفر الرواتب لبعض القطاعات العسكرية والأمنية شهرياً كما يفترض ذلك كحق دستوري، وكذلك عدم رفع الأجور والمعاشات لشرائح أخرى تعاني من تدني الأجور بشكل صادم وقاهر.
الحكومة لم تلتفت إلى أي جانب من جوانب الاستقرار بما فيها الجانب الخدمي الطبي والصحي، وهي لا تهتم سوى بالملاسنات والمعارك الإعلامية وأيضاً الاستيلاء على ما تستطيع يداها الوصول إليه من الثروات حتى تفوز بأكبر قدر من الأموال، وتعتبر هذه الحرب فرصة استثمارية لا تعوض.
وهناك شريحة من المرضى تتألم وتموت أيضاً بصمت، وتلك الشريحة هي مرضى الفشل الكلوي، حيث تدهورت مراكز الغسيل الكلوي في تعز وعدن رغم أنها قليلة العدد وغير كافية، ستة مراكز في محافظة تعز، وثلاثة مراكز في عدن وهي: بن محفوظ (أهلي) ومركز مستشفى الجمهورية “حكومي” ومركز مستشفى عبود العسكري.
خلال الحرب “العاصفة” تدنى مستوى الصيانة والدعم في عبوات الغسيل الكلوي
وكثير من الأجهزة تلفت ولم تقم الدولة خلال هذه الثلاث السنوات بصيانتها، كما لم تقم بافتتاح مراكز جديدة حيث زاد عدد المرضى بالفشل الكلوي لأسباب كثيرة وأهمها المواد السامة “مبيدات، سموم حشرية، وأسمدة كيميائية خطيرة”.
ولقد دخلت تلك المواد في كل المواد الغذائية والخضار والفواكه، إضافة إلى شجرة القات وأيضاً بسبب زيادة ملوحة المياه الجوفية لانعدام السدود على مصبات الوديان، وكذلك قلة الأمطار والسيول والتي تقوم الأرض بامتصاصها وتعديل ملوحتها.
إن الأعداد المتزايدة لمرضى الفشل الكلوي تستدعي استجابة سريعة وجادة من جميع الجهات الحكومية والدول المانحة والتجار والمؤسسات الخيرية وجمعيات الهلال الأحمر العربية والإسلامية وكذلك الصليب الأحمر الدولي.
إن الصدقة الجارية الحقيقية اليوم تتطلب من أهل الخير الإسراع في بناء ودعم مراكز الغسيل الكلوي.
إن المعاناة اليوم لمرضى الغسيل الكلوي لا تطاق والمرضى غالبيتهم فقراء ويتم إرجاع المرضى الجدد من أبواب المراكز الحالية بسبب قلة السعة الاستيعابية، حيث لا يمكن أن تطرد مريضا قديما لاستبداله بآخر جديد إلا في حالة توفي المريض القديم أو سافر لزراعة كلى في الخارج إذا وفقه الله بدعم المال والمتبرع.
لقد اطلعت عن قرب على كثير من المآسي لمرضى قدامى وكذلك جدد لسبب عدم توفر مواد الغسيل وتلف المضخات وكذلك لعدم السعة الاستيعابية.
نتمنى في نهاية الدعوة "المقال" أن تتكفل حكومة الشرعية بالقيام بما يلزم في أسرع وقت، وكذا نتمنى من أهل الخير ومن أي جهة كانت الإسراع في تقديم دعمها وبناء مراكز جديدة تتناسب وحجم زيادة حالات الفشل الكلوي المضطردة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى