لماذا نتابع الهدوء بصنعاء ونلمس التوتر في عدن ؟!

> علي بن شنظور

>
علي بن شنظور
علي بن شنظور
من رأى وضع عدن في 2015 وعاش فصول الأيام التي تلت تحريرها ووضعها المؤسف حينها، ويقارنه بوضع اليوم، رغم ما تعيشه المدينة من منغصات وما نشاهده من عبث في أراضيها وغياب لدور النظام والقانون.. إلخ من السلبيات المؤسفة، سيجد أن الوضع أفضل من الناحية الأمنية وتحسن مؤقت في خدمة الكهرباء نخشى انهياره في الصيف، لكن الوضع الأمني رغم اي حوادث إرهابية تتم بين الحين والآخر أو مواجهات عسكرية كما حدث في نهاية شهر يناير الماضي من أحداث مؤسفة ما كان يمكن لها ان تتم لو تحلى الجميع بضبط النفس، هو أفضل بالنظر لوضع 2015م وليس طموحنا الجنوب.
فأقول بعيدا عن المقارنة أو تقييم الفوارق إيجابا أو سلبا، فإن هناك سؤالا يطرح نفسه كل يوم ويبحث عن إجابات عقلانية وواقعية، بعيدا عن القناعات الشخصية أو كيل التهم المتبادلة عن أسباب التوتر الذي ما إن يتوقف ويختفي حتى يثار من جديد، وفي كل مرة يظهر الخلاف أو التوتر بحجج وعناوين مختلفة عن سابقتها، وكذلك تعطيل بعض الملفات الأخرى.
ومحتوى السؤال المركّب من عدة فقرات، لماذا نلمس التوتر في عدن وبعض محافظات الجنوب والتدهور في بعض الملفات الخدماتية والعمل المؤسسي، بينما نتابع من خلال وسائل الإعلام والاستفسار ممن يأتون من صنعاء، وليسوا من حركة الحوثي حتى نشكك في أقوالهم، أن هناك هدوءا كبيرا وضبطا للأوضاع الداخلية في صنعاء، رغم حجم الخلاف الذي كان قد ظهر للسطح والعلن حد المواجهة بين أطراف صنعاء عند عملية اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ولكن ذلك الخلاف اختفى وذاب بشكل ملحوظ خلال أيام فقط وتوحد القرار الداخلي!.
فهل يعقل ان يكون المجلس السياسي في صنعاء وكذلك عبدالملك الحوثي وصالح الصماد أكثر قدرة وسيطرة على الوضع في المناطق التي يسيطرون عليها في الشمال من التحالف العربي والشرعية والقوى التي تعمل بدعم التحالف، في ظل فوارق الامكانيات المادية الهائلة والسياسية الخارجية والبشرية والأمنية والحرية في الحركة التي تميل لصالح معسكر الشرعية اليمنية والتحالف العربي، إذا استثنينا قيادة المقاومة الجنوبية والمجلس الانتقالي والحراك، بحكم انهم لايملكون القرار المستقل في ادارة الجنوب وعدن بشكل مؤسسي.
في مقالات سابقة لي أشرت إلى أن تعدد مصادر القرار في معسكر الشرعية ودول التحالف وانعدام الانسجام مع القوى المسيطرة على الأرض، مقابل وحدة القرار والخطاب السياسي في صنعاء، هو سبب أساس في معادلة نجاح الحوثي مهما اختلفنا معه في الرؤية والموقف لكنها حقيقة لابد من قولها للجميع.
ولا نتوقع ان الرئيس هادي في ظل تجربة السنوات الست وما نشاهده من تكرار لنفس اساليب العمل والتعامل مع الكادر والتعيينات، انه يستطيع في الدقائق الاخيرة ان يغيّر من طريقة لعب فريق الشرعية المدعومة من التحالف وحقائق الواقع في عدن والمناطق التي تخضع للشرعية، الّا اذا دول التحالف العربي التي تتحكم في المشهد السياسي والقرار والامكانيات قررت ان تقدم نموذجا إيجابيا في البناء والتنمية والنظام والقانون والخدمات والاستثمار وتحقيق الهدوء والنظام في عدن لتكون نموذجا يمكن تسويقه للجميع. وبدون ذلك، ستظل المقارنة بين فريق الشرعية وفريق القوى المنقلبة عليها كمثل الفارق بين منتخب اليمن لكرة القدم ومنتخبات الخليج مجتمعة!.
ومع ذلك الفارق الكبير في الإمكانيات فمن العجب ان الفارق الأمني والنظام والضبط ووحدة القرار يميل لصالح فريق صنعاء على حساب فريق الشرعية المدعوم دوليا ومن دول التحالف.
فهل حان وقت تغيير خطط اللعب أو ان الخلل في المدرب ومن يعاونه من طاقم التدريب أم في من يعلبون في مراكز ليست مراكزهم، وتجاوزهم الواقع وحان الوقت لتغييرهم؟!.
والسلام لمن يعي الكلام!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى