رجــــال في ذاكــــرة التـاريـــخ.. 1- المقدم أحمد صالح بن لحمر العولقي: عسكري محترم وواقع غير محترم 2- الكابتن عبدالحميد محمد السعيدي: حضور رياضي مكثف أوصله لدرجة وكيل

> نجيب محمد يابلي

> 1 - المقدم أحمد صالح
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي

*بن لحمر العولقي
ورد في كتاب (هذا الجنوب أرضنا الطيبة) للعطر الذكر عبدالرحمن جرجرة (خال الزميلين هشام وتمام باشراحيل) في الصفحة 137 بأن تاريخ مشيخة العوالق العليا جزء من تاريخ الجنوب العربي ومرتبط به، وهي إحدى الولايات الست المؤسسة للاتحاد في 11 فبراير 1959م، وتقع مشيخة العوالق العليا بين كل من سلطنة العوالق العليا وسلطنة العوالق السفلى وسلطنة الواحدي.
أرض المشيخة جبلية تتخللها أودية، ومن أهم أوديتها وادي يشبم، ومن أهم مدن المشيخة مدينة الصعيد وهي العاصمة ومدينة يشبم باسمها سمي وادي يشبم وهي أيضا مركز تجاري هام.
المقدم أحمد صالح بن لحمر العولقي من مواليد يشبم في مشيخة العوالق العليا عام 1933م، ونشأ فيها حتى العام 1950م عندما أخذه عمه ناصر سالم بن لحمر العولقي (وكان من قوة “الحرس الأول” First Guard” المعروفة بقوة شبر) إلى عدن، وجنده معه في “الحرس الأول”.
تجلت عند أحمد صالح بن لحمر فطرة القيادة منذ يفاعته، بل وقبل ذلك عندما كان يتزعم أقرانه من الأطفال في حركات عسكرية، حيث تدرج في الرتب العسكرية منذ العام 1951م وترقى إلى رتبة عريف عام 1953م، وأصبح نائبا عام 1955م ثم ملازما ثانيا عام 1959م، وترقى إلى رتبة نقيب وقائد سرية.
تلقى فقيدنا بن لحمر دورة تدريبية في عدن، وفي العام 1963م ترقى إلى رتبة “رائد”، ثم تحمل مسؤولية نائب قائد كتيبة عام 1965م، ثم سافر إلى المملكة الأردنية الهاشمية في دورة عسكرية ورُقي إلى رتبة مقدم، وفي العام 1966م تم إلحاق المقدم أحمد صالح بن لحمر بقوة “شبر” (الحرس الأول).
*بن لحمر قائداً للكتيبة العاشرة
في العام 1966 / 1967 تم دمج الأمن بالجيش وكان القائد بن لحمر قد ابتعث إلى الأردن في دورة قادة كتائب، وصدر قرار بتعيين المقدم أحمد صالح بن لحمر العولقي قائداً للكتيبة العاشرة، وفي أحداث انتفاضة معسكر الشرطة المسلحة (آرم بوليس Armed Police) في 20 يونيو 1967م كرد فعل على نكسة حزيران (يونيو) 1967م، وقبل عشية الاستقلال قامت القوات البريطانية بتسليم المقدم أحمد صالح بن لحمر، قائد الكتيبة العاشرة، مدينة كريتر.
الحكومة تطلب من بن لحمر تهدئة الأوضاع في العوالق
لحق ظلم بالعوالق، مدنيين وعسكريين، بعد نيل الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م، فقامت انتفاضات في أرض العوالق في يونيو 1967م، وأرسلت السلطات سريتين، تمركزت الأولى في الصعيد والثانية في النقبة، وتحركت المجاميع العولقية وطوقت السريتين، وأرسلت حكومة قحطان وفداً كبيراً ترأسه فيصل عبداللطيف الشعبي رئيس الوزراء وعضوية عبدالله صالح سبعة وحسين عثمان عشال، إلا أنهم طلبوا من المقدم أحمد صالح بن لحمر أن يسبقهم لتهدئة الوضع ثم طلع الوفد الحكومي إلى أرض العوالق وطلبوا من الجماهير العولقية الغاضبة تحديد طلبهم فأوضح الشيخ علي بانافع، الممثل والناطق باسم العوالق، بأنهم يريدون الوحدة، إلا أن الجانب الحكومي طلب منهم أن يحصروا طلبهم في أمور محددة غير الوحدة، وفشلت محاولات التقريب بين الجانبين الرسمي والشعبي العولقي، واتخذ المقدم بن لحمر موقفاً صارماً بعدم تعريض حياة الجانب الحكومي للخطر، وأعطى أبناء العوالق وجهه وعدم الإقدام على احتجاز رئيس الوزراء ومرافقيه.
*بن لحمر يجتاز الخط الأحمر ويؤمن خروجه من عدن
عاد المقدم أحمد صالح بن لحمر مع الوفد الحكومي إلى عدن بعد أن أمَّن خروجا آمنا لهم من العوالق، إلا أن الجانب الحكومي سعى إلى التآمر على بن لحمر باعتقاله أو قتله، لكن الرجل اتخذ احتياطات كافية تمثلت في ست سيارات مدججة بالمقاتلين والسلاح حتى أنه دخل الاجتماع في أحد المعسكرات بخورمكسر وهو بكامل سلاحه.
كان هناك ضابط يدعى “المبرقي” ناداه بن لحمر وقال له: يا مبرقي أنت لازلت على العهد أو بعت؟ فرد عليه المبرقي: أنا على العهد. أمر المبرقي جنوده بالنزول من مواقع التمركز والعودة إلى معسكرهم.
*الصديق أحمد الحسني وموقف رجولي
عاد المقدم أحمد صالح بن لحمر بقوته إلى معسكر شامبيون (معسكر النصر) وكان معه سبعة ومجور وعدد من ضباط الجيش، وجهزوا أنفسهم للرحيل إلى الشمال عن طريق الحسوة.
قال الصديق أحمد الحسني قائد الأمن لصديقه بن لحمر سأتحرك معكم إلى الشمال، ولكن بن لحمر طلب منه البقاء، إلا أن الصديق أحمد أصرّ على مرافقتهم إلى الحسوة لينطلقوا من هناك إلى طور الباحة ومنها إلى الشمال.
كانت هناك دبابات في بعض النقاط لضرب موكب بن لحمر، إلا أن الصديق أحمد فاجأهم عندما نزل وطلب منهم الرجوع إلى دباباتهم، وهكذا انطلق موكب بن لحمر ومن معه إلى الشمال عبر طور الباحة وكان معه حوالي (200) ضابط وجندي عولقي.
*بن لحمر وعبدالله الأحمر وسالمين "مزنوقون"
وصل أحمد صالح بن لحمر العولقي ومرافقوه العسكريون إلى تعز في أغسطس 1968م وأبلغ مسؤولي المحافظة عن حاجته للدعم العسكري للرد على جيش النظام في الجنوب الذي ضرب دياره في العوالق وأحرقوا الزرع والضرع ونهبوا ممتلكاتهم، ووجد هناك عبدالفتاح إسماعيل والقائد سالمين مع نازحين كثيرين عقب حركة 20 مارس وأحداث زنجبار وما أعقب ذلك من نزوح كبير إلى الشمال.
أخبر مسئولو المحافظة بن لحمر: ما نقدر نعمل لك حاجة، اطلع صنعاء.. وأبلغ بن لحمر سالمين بأنه طالع إلى صنعاء، فرد عليه سالمين: أخبرني بعودتك من صنعاء. وهناك وجد بن لحمر جمهوريين ورجال قبائل مزنوقين، إذ كانت صنعاء محاصرة، ودب الخلاف في أوساط الجمهوريين والقبائل، وطمأنه الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر بعمل اللازم بعد عودة الأوضاع إلى طبيعتها.
*عدم استقرار الشطرين أثر على حركة المقاومة العولقية
تعرض الشطران لأوضاع لم تساعد على الاستقرار، فبقدر ما كان سالمين متعاطفا مع بن لحمر وانضم جنوبيون إلى قوة المقاومة العولقية النازحة إلا أن النظام في عدن دعا رفاقه النازحين إلى العودة للوقوف صفاً واحداً ضد القوى المعادية فعادوا إلى عدن وصدت المقاومة العولقية تحركا عسكريا من عدن بقيادة علي عنتر وحققت المقاومة انتصاراً، إلا أن ظروفا سياسية معاكسة أثرت على قيادة بن لحمر الذي كان قد اقترب من إبراهيم الحمدي الذي تقارب كثيراً مع القائد سالمين.
*مقتل الحمدي أعقبه اختفاء قسري لـ(بن لحمر)
في 11 أكتوبر 1977م طالت مؤامرة قذرة القائد إبراهيم محمد الحمدي الذي استشهد مع شقيقه المقدم عبدالله الحمدي، قائد قوات العمالقة.. وفي اليوم التالي استدعى المقدم أحمد حسين الغشمي، قائد الانقلاب المقدم أحمد صالح بن لحمر العولقي وخضع بعدها للاحتجاز لمدة (20) يوماً في دار البشائر بصنعاء ولم يعرف له مصير بعد ذلك حتى اليوم.
خلف المناضل الوطني المقدم أحمد صالح بن لحمر سجلاً وطنياً ناصعاً و(7) أولاد: عواس وغازي وعايد وخالد وعساف وسامي وفائز و(5) بنات.
أشكر الأخ ناصر بن صالح لحمر، شقيق الشهيد أحمد صالح بن لحمر العولقي ورفيقه في مسيرته، الذي قدم لي هذه البيانات التي مكنتني من كتابة هذه الحلقة.
2 - عبدالحميد السعيدي
*الميلاد والنشأة
الكابتن عبدالحميد محمد حسن السعيدي من مواليد كريتر يوم 28 فبراير 1949م، وتلقى مراحل دراسته في عدن، حيث درس الابتدائية في مدرسة السيلة الابتدائية (1956 / 1960) والتي عرفت بعد تأسيسها بمدرسة الإقامة Residency School والتي أصبحت بعد يوليو 1994م متحفاً عسكرياً ومحلات تجارية تابعة لقوى النفوذ في صنعاء.
تلقى الكابتن عبدالحميد السعيدي دراسته المتوسطة في المدرسة المتوسطة للبنين بكريتر (حاليا ثانوية لطفي أمان)، ثم تخرج بعد ذلك من القسم التجاري التابع للمعهد الفني بالمعلا Technical Institute.
*بداية الانطلاقة من نادي العيدروسي الرياضي
كسائر أقرانه في مدينة عدن العظيمة، بدأ عبدالحميد محمد حسن السعيدي مشواره الرياضي في المدرسة والشارع ثم انضم إلى نادي العيدروسي الرياضي عام 1965م (وهو في ربيعه السادس عشر) ثم مع نادي التضامن والتضامن المحمدي والأحرار (مرحلة دمج الأندية) والذي توج باسم “نادي التلال الرياضي”.
انقطع الكابتن عبدالحميد السعيدي عن ممارسة لعبة كرة القدم عام 1973 عندما رشحه النادي لدراسة الرياضة في الجزائر لمدة عامين دراسيين وحصل على دبلوم تعليم التربية البدنية والرياضية.
*ماذا يعني 18 يوليو 1975 للكابتن سعيدي؟
صدر قرار اللجنة التنفيذية للمجلس الأعلى للرياضة بمحافظة عدن يوم 18 يوليو 1975م بتعيين أول مجلس إداري للأندية التي اندمجت تحت مسمى التلال، وتقلد عبدالحميد سعيدي عدة مسؤوليات إدارية بنادي التلال في دوراته الانتخابية: مسؤول ثقافي ومسؤول النشاطات الرياضية، وترأس عدداً من اللجان بالنادي أهمها إدارة لعبة كرة القدم في عصرها الذهبي وحتى عام 1985م.
عبدالحميد سعيدي في دورات رياضية بالداخل والخارج
تحصل عبدالحميد سعيدي على عدة دورات داخلية وخارجية في المساقات الثلاثة: قصيرة ومتوسطة وطويلة، في عدد من الألعاب الرياضية من عدة مواقع: إداريا ومدربا وحكماً في عدد من الألعاب الرياضية الفردية والجماعية على كافة المستويات: رياضية، أهلية، حكومية عادية وأولمبية.
كما شارك عبدالحميد سعيدي في عدد من الندوات والمؤتمرات الرياضية والمهرجانات الشبابية منذ عام 1975 وحتى اليوم، وقدم دراسات وبحوثاً رياضية وأولمبية من خلال مسؤولياته الرياضية في التربية والتعليم وجامعة عدن وفروع الاتحادات الرياضية: كرة القدم وألعاب القوى وفي رئاسة الاتحاد العام لكرة اليد 1992 - 1995 ونائب رئيس لجنة شؤون اللاعبين بالاتحاد العام لكرة القدم 2000 / 2002.
*عبدالحميد سعيدي وحصاد التكريمات
حصد الكابتن عبدالحميد سعيدي عدداً من الجوائز والميداليات والأوسمة والدروع، منها:
- الميدالية الفضية في يوم الرياضيين عام 1981م.
- وسام الإخلاص يوم 2 / 8 / 1988م في الذكرى (15) لتأسيس المجلس الأعلى للرياضة بقرار هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى رقم (80) عام 1988م.
- ميدالية الذكرى (25) لتأسيس جامعة عدن (1975 - 2000)، وشهادة تقديرية لدوره الإداري المتميز خلال عمله في كلية التربية والإدارة المركزية بجامعة عدن بقرار مجلس الجامعة يوم 5 / 9 / 2000م.
- الجائزة الدولية السنوية لعام 2008م التي منحتها له اللجنة الأولمبية الدولية للجان الوطنية الأعضاء التي اختارته (أي مجلس إدارة اللجنة الأولمبية اليمنية في اجتماعه المنعقد يوم 3 فبراير 2007م).
- درع الاتحاد العربي للجودو بالعاصمة الأردنية عمّان عام 2013م تقديراً لدعمه أنشطة الاتحاد محلياً وعربياً.
- درع يوم المعلم في العام الدراسي 2007 / 2008م.
أنت فين يا عبدالحميد سعيدي؟
يشغل الكابتن عبدالحميد محمد حسن السعيدي منصب وكيل وزارة الشباب والرياضة لقطاع الرياضة، وهو أيضا عضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية وعضو لجنة الإحصاء والمعلومات بالمجلس الأولمبي الآسيوي سابقاً.
كابتن عبدالحميد السعيدي عضو اللجنة العمومية لنادي التلال الرياضي بمحافظة عدن، وهو أيضا محاضر أولمبي في التنظيم والإدارة الرياضية معتمد من لجنة التضامن الأولمبي باللجنة الأولمبية الدولية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى